الاسم: علي حيدر.
السن: 51 سنة.
المهنة: طبيب عيون.
المنصب: وزير المصالحة الوطنية ـ وزارة استحدثت في آخر تشكيل وزاري في سورية.
ما يعرف عن علي حيدر هو أنه كادرٌ من كوادر المعارضة "النظامية"، بمعنى المعارضة التي تنتمي إلى النظام وتعمل من خلاله، بحيث تحصل على المناصب وتحضر اجتماعات الحوارات الوطنية كممثلة للمعارضة، بينما تهاجم شتى فصائل المعارضة الأخرى وبأساليب النظام نفسها. ويبقى خطابها المعارض للنظام قائماً على انتقادات صغيرة لبعض الممارسات وللفساد خصوصاً.
وتتمسك هذه المعارضة بالإصلاحات التي تحدث عنها الأسد شفهياً في مرحلة سابقة، بمعنى أن تلك الإصلاحات هي مطلبها، ومجرد أن قالها رئيس النظام فذلك كافٍ لكي تصبح تلك المعارضة موالاة.. أشهر شخصيتين في هذه المعارضة هما علي حيدر وقدري جميل.
العمل السياسي
حيدر ابن مدينة مصياف، إحدى أهم المدن الصغيرة في محافظة حماة. بدأ عمله السياسي ككادرٍ من كوادر تيار الطوارئ في الحزب القومي السوري، ثم انتقل إلى تيار الانتفاضة لأسباب "عقائدية".
وهو التيار الذي يوصف بأنه منضبط، من باب أن اجتماعاته مغلقة ولا يتم الحديث عن كواليسه. إلا أن انغلاق التيار كان بطبيعة الحال مصدراً للمكاسب السياسية بالنسبة لحيدر، الذي اعتبر من أنشط كوادر الحزب، خاصة في مجال العلاقات العامة والتواصل مع فروع المخابرات، بحيث أصبحت مهامّه الحزبية تؤهله لحل الكثير من القضايا، ولعب دور الواسطة في مجال تعيين موظفين وما إلى ذلك.
كان واضحاً، من تطور علي حيدر السريع، فهمه لطبيعة النظام وإمكانية الكسب منه. فما إن بدأ ككادرٍ في الحزب حتى أصبح المفوض المركزي له بدمشق، ثم رئيسه، ثم عضواً في مجلس الشعب، إلى أن تم تكليفه بالوزارة التي ما زالت مجهولة النشاطات "المصالحة الوطنية"...
يتساءل الكثيرون على ماذا يوقّع علي حيدر من أوراق؟
ماذا يعمل الموظفون في وزارته؟
ما هي مشاريع الوزارة؟
هل لديه مديريات في المحافظات يقوم بالكشف عن نشاطها وتأهيلها في مجال عمله الوزاري؟
بدأ السؤال بـ"عرف وزارة المصالحة الوطنية؟" وأصبح "عرف علي حيدر؟".
يعاني علي حيدر من النبذ الاجتماعي في مدينته مصياف، التي يسرد أهلها تفاصيل عن حياته وتدرجه في المناصب..
تجمع على صفة "التكسّب". لجأ إليه الكثيرون من أبناء مدينته لحل مشكلاتهم مع الدولة، كان "مفيداً" بحسب رأي البعض، لكن حالة اللجوء إليه شابهت حالة اللجوء إلى ضابطٍ كبيرٍ في الأمن كي يفكّ أسر أحد المعتقلين، بمعنى أنه "شخصية مكروهة ولكن مفيدة".
علاقات أسرية
من المعروف عن أسرة علي حيدر التناقض بين شخصياتها، إذ إن الأسرة تضم معارضين "حقيقيين" يختلفون كلياً مع "براغماتية" علي حيدر. وربما كان أهمهم على الإطلاق ابنه إسماعيل، طالب كلية الطب، الذي اغتالته قوات الأسد على حاجز في طريق حمص مصياف، لنشاطه الكبير في مجال العمل الثوري وتواجده في الكثير من ساحات الثورة ومظاهراتها...
في جنازته اتفق علي حيدر مع الأمن على أن لا يتم التعرض لرفاق ابنه، كما دعا الشباب المشيّعين إلى عدم التظاهر....
الجميع لم يستمع للوزير المصالح، فالشباب انتفضوا وهتفوا، والأمن هاجم واعتقل... لم يستطع حيدر أن يصالح بين هذين الطرفين.. ولكن إبداعه في هذه المصالحة أهّله لاستلام وزارتها.
علي حيدر الآن
لا يختلف دوره عن دور وزير الإعلام. يصرّح ويتصدّر الفضائيات، ويلتقي مسؤولين من دول كثيرة... تحيط به مرافقته التي تنتمي إلى حزبه.
عصبي. أنيق. هادئ أحياناً، ومتسرع في الكثير من الأحيان. يعرف من أين تؤكل الكتف، وخاصة بعلاقاته المتجددة مع ضباط المخابرات.. طبيب عيون لم يهتم يوماً باختصاصه الأكاديمي. تجمعه ببشار الأسد المهنة، والفشل السياسي، والإيمان بعقيدة المؤامرة.