علي برهان ماميتا.. سيرة قصيرة لناشط ديني شيعي من دمشق

تضاربت الأنباء عن الطريقة التي مات أو قتل فيها مسؤول "هيئة كفيل زينب" علي برهان ماميتا، بين رواية قالت إنه قضى بحريق اندلع إثر ماس كهربائي في منزله بساحة العراقيين في حي السيدة زينب جنوب دمشق، ورواية ثانية أقل تداولاً قالت إنه قُتل بانفجار قنبلة يدوية خطأ في المنزل.

علي أي حال كانت نهاية ماميتا مأساوية، أحزنت رجال دين وقادة وعناصر ميليشيات شيعية من سوريا ولبنان والعراق وإيران. إذ كان ماميتا -الذي ترعرع قبل الثورة- خادماً في مقام سكينة في مدينة داريا، قبل أن يرث أعمال أبيه في محل الخواتم الفضية والهدايا الدينية في حي السيدة زينب، وفي تنظيم وقيادة مجالس العزاء ومواكب اللطم داخل الحي، أو خارجه نحو الجامع الأموي أو مقام رقية وسط مدينة دمشق.

أسف عليه كثيرون، وأعادوا نشر صوره نافخاً في البوق، أو قارعاً على الطبل، أو حاملاً للرايات في طلائع المواكب في الاحتفالات الدينية الدورية على مدار العام. ونعاه مسؤول يتكلم العربية في الحرس الثوري الإيراني، ونشر محادثات قديمة بينهما يستأذن فيها ماميتا لإعلامي محلي نشر صور الأعلام والرايات "الحسينية" من داريا بعد تهجير أهلها آخر العام 2016.

كلما كانت قوات النظام والميليشيات الشيعية تسيطر علي حي أو مدينة حول دمشق كان ماميتا أول الواصلين كناشط ديني يحمل الأعلام والبخور في حالات، أو ك"مجاهد" تحت راية حزب الله أو ميليشيا "أبو الفضل العباس" أو "لواء الإمام الحسين" في حالات أخرى، إذ لم تشغله وظيفته الدينية عن أداء واجبه "الجهادي" مكملاً سيرة أبيه برهان ماميتا، أحد مؤسسي أول التشكيلات الشيعية المسلحة جنوب دمشق وأشهر المقاتلين في صفوفها حتى مقتله على جبهة مدينة ببيلا في أيلول عام 2012.

مثّل علي برهان ماميتا وعائلته -التي يقاتل معظم شبانها في صفوف الميليشيات- حالة انفصال  شبه كامل عن النظام، وعن السياقات والمسارات المتاحة لأي مؤيد له، إذ كان الشاب مستغنياً بمساره وفضائه الخاص عن فضاءات مؤيدي النظام، وبلا شك يعمم نموذج آل ماميتا على عائلات أخرى منتمية للطائفة الشيعية في سوريا.

فرغم ولادته ونشأته في مدينة دمشق، وانتمائه لعائلة من حي زين العابدين على أطرافها، لا يصدر عن ماميتا أي علامات انتماء سوري، حتى ولو كان تأييداً للنظام. ولولا الجنسية والسجلات التي أجبرته على إلحاق اسمه شكلاً بجيش الأسد لتأدية الخدمة الإلزامية مع الفرز المسبق ل"صالح الأصدقاء" لانقطعت الصلات العملية التي تربط ماميتا بهذا النظام.

وفي لحظات غضب ظهرت في منشورات قليلة على صفحته الشخصية في فيسبوك، عبّر عن أحلامه بانقطاع الروابط التي تقيده بهذه البلاد، وكان أشدها غضباً ويأساً حين كتب في الأسبوع الأول من هذا الشهر "الله يبعتلي حدا يقطعني متل خاشقجي ويحطني بشناتي بس المهم يطلعني من هالبلد"