- Home
- Articles
- Radar
على أبواب منبج تتوالى البيانات وتبدل (الوحدات الكردية) ثوبها
في الحديث الكثير الذي يدور بشكل شبه يومي عن دخول القوات التركية وفصائل الجيش الحر إلى منبج، استمعت لإحدى التسجيلات الصوتية التي أرسلها شقيق أحد وجهاء المدينة عبر برنامج الواتس أب يقول فيه "إذا بدكم تجون وما تكونوا أفضل من الموجودين، لاتجوا.. لأن تعبنا ومو ناقصنا نرجع مثل قبل.."
الكلمات ترسم تصاعد حالة القلق لدى المدنيين في مدينة منبج، من سيناريوهات خطرة وغير محسوبة قد تدخل المدينة في حالة فوضى واضطراب، مع اقتراب تنفيذ الخطوات الأهم من (خارطة الطريق) التركية الأمريكية، التي تنص على انسحاب (القوات الكردية) وتشكيل مؤسسات محلية تتولى إدارة المدينة برعاية وحماية الأمريكيين والأتراك.
يأتي ذلك في ظل محاولات تبذلها تكتلات أهلية ومدنية، وعسكرية حتى، لكسب ثقة الطرف التركي، بما يمكنها من لعب دور لاحق في منبج. ما يثير مخاوف السكان من حالات انتقام وفوضى قد تدخل المدينة في المجهول، وتلعب الشائعات التي تنقل صوراً مبالغ بها عن الفوضى في منطقة "درع الفرات" دورها في تأجيج هذه المخاوف.
ورغم المحاولات الكبيرة للقوات التركية بشقيها الأمني والعسكري لضبط الوضع الأمني في مناطق درع الفرات، إلا أن استمرار التفجيرات والاغتيالات في تلك المناطق يعتبر أحد أبرز التحديات للقادمين المستقبليين إلى منبج، خاصة أن حزب pyd أحد مكونات (قوات سوريا الديمقراطية) المعروفة اختصاراً بقسد، والذي يعتبر أبرز المتهمين بضرب الاستقرار بمناطق درع الفرات؛ يقوم على ضبطه في منبج بشكل كبير.
ولا يكاد يمر يوم في الحديث عن منبج إلا ويخرج بيان، تارة مصور وتارة أخرى مكتوب، تستقبله وسائل التواصل الاجتماعي لتضيفه إلى فوضى البيانات، التي تثير استغراب كل متابع للوضع فيها. ويمكن رد البيانات لمكان استصدارها، فالبيانات المؤيدة لدخول تركيا برفقة الجيش الحر تصدر من مناطق درع الفرات وتركيا، وفي الجانب الآخر تحاول (قوات سوريا الديمقراطية) عبر بيانات مضادة إظهار الرأي العام في منبج رافضاً دخول القوات إليها في إطار محاولات التشبث بالمدينة.
وفي ظل الغموض الذي يلف تفاصيل وترتيبات (خارطة الطريق)، خاصة ما يتعلق في كيفية إدارة المدينة بين طرفي الاتفاق، ومصير الوحدات الكردية التي ارتدت زي (مجلس منبج العسكري) مؤخراً، والكوادر التي تدير المدينة حالياً، وتعتبر بالمجمل ذات ولاء للوحدات الكردية، العمود الفقري لقسد هناك؛ تحاول (قسد) إظهار صورة مختلفة للتحالف الدولي، بحصولها على دعم المجتمع المحلي، منذ الزيارات الأخيرة للوفود الامريكية.
تستخدم الوحدات الكردية كافة الوسائل لبقائها في منبج، إحداها إزالة كافة الأعلام والشارات والصور الخاصة بالوحدات واستبدالها بأعلام وشارات (مجلس منبج العسكري)، رغم أن الأخير مكون حقيقة من أبو عادل وجميل خبات وشقيقه، وعدد من شخصيات أخرى من أعضاء الوحدات الكردية البارزين قبل تشكيل قسد، لتصبح في المحصلة كل الإعلانات التي نشرتها (قسد) عن انسحاب الوحدات بمثابة إعلانات شكلية موجهة للرأي العام، بينما تستمر الوحدات بحكم منبج، كما ينقل مصدر خاص، واستئناف حفر الخنادق والأنفاق تحضيراً لمواجهة، كما يتداولون في ما بينهم.
وبعيداً عن البيانات المنشورة، يحاول رجال العشائر المقيمون في مناطق الطرفين الوصول لصيغة فاعلة لإدارة منبج، حيث يتفق الجميع على ضرورة خروج (الوحدات الكردية)، بالتحديد من المدينة، تطبيقاً للاتفاق بين تركيا وأمريكا، إلا أن (الواقع يحتاج لمزيد من التعاون والتكاتف بين أبناء المدينة).
تحدثت مصادر لعين المدينة، بأن مشاورات سرية تجري بشكل مكثف، بهدف خلق أرضية مشتركة لإدارة مفاصل المدينة، بين وجهاء يحظون بدعم تركي وآخرين في منبج يعملون ضمن المؤسسات التي أنشأتها (قسد)، بشرط عدم مشاركتهم بأي أعمال ضد الجيش الحر، ويبدو أن عشائر منبج تريد استثمار اتفاق منبج بين الولايات المتحدة وتركيا للتخلص من وصاية وحدات الحماية الكردية عليها، الأمر الذي تمظهر في عدة حالات تمرد شعبي ضد قيادة الوحدات، كما تحاول العشائر التي تمثل حوامل مجتمعية في منبج إرسال رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية مفادها أن العلاقة بين المكون العربي وبين (وحدات الحماية الكردية) لا يُمكن أن تستمر، فإما أن تعاد صياغة هذه العلاقة بوجود آليات تضمن مصالح المكون العربي وحقوقه، أو أنها ستتجه للتخلص من هذه العلاقة في أفضل فرصة سانحة لذلك.