أفرز الواقع السوريّ في السنوات الأخيرة عدداً كبيراً من الحركات السلفية الجهادية الصغيرة الأقلّ شهرةً من الفرعين الكبيرين لهذا التيار، داعش وجبهة النصرة، واللذين كان الصراع بينهما أحد أبرز أسباب محافظة هذه الفصائل على استقلاليتها تجنباً للدخول في «حرب الإخوة». وعاشت هذه المجموعات مساراتٍ تراجيديةً خاصّةً بكلٍّ منها، في ظلّ ضعفها الماديّ وتجاذباتها الداخلية التي غالباً ما توزّعت على ثلاثة تياراتٍ مصطرعة الرأي، بين من يفضّل بيعة داعش أو بيعة النصرة أو يرى المحافظة الصعبة على الاستقلالية والحياد بينهما. وغالباً كان مصير هذه الحركات انفصام شرائحها هذه، وتوجّه كلّ من يريد بيعةً إلى خياره الخاصّ، وتلاشي من تبقى. وقد عبّرنا عن هذه الحركات بوصف «طيف القاعدة» بسبب إيمانها الواضح والمعلن بأفكار هذا التنظيم وأدبياته، وتبنيها شعاراته وقادته التاريخيين، ورموزه البصرية وتنويعاتٍ من «رايته»، وكذلك بسبب تكوّن هذه الحركات أساساً على يد مهاجرين ينتمون إلى نمط الجهاديّ العالميّ الذي أشاعته القاعدة، دون ارتباطٍ تنظيميّ بها.
ويتناول هذا الإصدار الخاصّ من «عين المدينة» حركاتٍ مثل: الكتيبة الخضراء، جند الأقصى، صقور العز، حركة فجر الشام الإسلامية، حركة شام الإسلام، جنود الشام، جماعة أنصار الإسلام، إمارة القوقاز لنصرة أهل الشام، الحزب الإسلامي التركستاني… وسواها.