ركّـــــز الــكاتـــب البريـطاني روبرت فيسك، في مقالةٍ نشرها مؤخراً في صحيفة الإندبندنت البريطانية، على قصة ألفي أفغانيٍّ عالقين في دمشق وعاجزين عن العودة إلى بلدهم، ومعظمهم من شيعة "الهازارة"، المؤيدين لبشار الأسد في حربه. ويورد فيسك أن عشرةً منهم على الأقل قتلوا في الأحداث الأخيرة. ولا يذكر الصحفي اليساري المولع بمجاملة الطغاة أن هؤلاء العشرة مقاتلون طائفيون جاؤوا إلى سوريا مع آلاف آخرين من شيعة العراق وإيران وباكستان واليمن ولبنان وغيرهم. كما يذكر فيسك أن عشر عائلاتٍ أفغانيةٍ مقيمةٍ في دمشق كانت قد قدّمت طلباتٍ إلى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التي ينتقد عجزها عن إعادتهم إلى بلادهم، دون أن يهتم لسلامة الملايين من السوريين الذين يعيشون تحت نيران الأسد اليومية، ويتناسى آلاف العائلات المحاصرة، التي يسعى النظام إلى تركيعها بالتجويع. فهل هي سياسة الكيل بمكيالين التي دأب فيسك على انتقاد أمريكا بسببها؟ أم أنه أصبح جزءاً من الحملة الإعلامية التي يخوضها النظام من أجل تلميع صورته وشيطنة المعارضة في الغرب؟