يومياً، تجتاز عشرات الشاحنات المحمّلة بالقمح معبر البوكمال الحدوديّ في طريقها إلى العراق، إذ يعمل تنظيم "الدولة الإسلامية"، على شحن كمياتٍ من الحبوب من المخازن والمستودعات التي سيطر عليها في محافظة دير الزور إلى الأراضي العراقية الخاضعة لسيطرته، ليقوم ببيعها هناك.
وتترواح أسعار القمح في دير الزور ما بين 280 إلى 300 دولارٍ أمريكيٍّ للطنّ الواحد، فيما يتخطى في الأسواق العراقية الـ750 دولاراً. وبالنظر إلى فارق الأسعار الكبير هذا، يضاعف التنظيم أرباحه بنقل وبيع هذه الكميات في الجانب العراقيّ، بالمقارنة مع بيعها وتسويقها في الأجزاء السورية الخاضعة لسيطرته. ويقدّر تجار حبوبٍ سوريون الكميات المنقولة إلى العراق بأكثر من 200 طنٍّ في اليوم، مما يحقّق وارداتٍ لا تقلّ عن 150 ألف دولارٍ تدخل إلى خزينة التنظيم بشكلٍ يوميٍّ.
تقدّر مخزونات القمح التي تسيطر عليها داعش في دير الزور بأكثر من 50 ألف طنّ، بحسب تقرير سابق أن نشرته "عين المدينة"، مما يطرح التساؤل حول القدرة على الحفاظ على هذه المخزونات، بالنظر إلى معدّلات الاستجرار اليومية في كلٍّ من سوريا والعراق، مما يمهّد لحدوث قفزاتٍ إضافيةٍ في أسعار القمح والطحين والخبز في دير الزور. بعد أن قام التنظيم مؤخراً برفع أسعار الطحين والخبز فيها بنسبة 25%، ليصل سعر الربطة إلى 125 ليرةً سوريةً بعد أن كان 100 ليرة.
يأمل البعض في قدرة موسم الحبوب القادم صيف هذا العام على المساهمة في تخفيض هذه الأسعار وتأمين مخزوناتٍ كافيةٍ للمحافظة في العام القادم. لكن يصعب التنبؤ بهذه الاحتمالات، خاصّةً في ظلّ قلة المعلومات حول نوايا التنظيم التدخّل في عملية بيع الفلاحين لإنتاجهم من الحبوب.