ركّزت داعش على تحويل مدينة معدان إلى مركزٍ إداريٍّ لمناطق الريف الغربيّ لدير الزور، بعد أن اقتطعتها من محافظة الرقة وضمّتها إلى "ولاية الخير". وبموازاة ذلك، أقدم التنظيم على حصر العمل الطبيّ بمستشفى معدان العام، بعد إغراء الأطباء والكوادر الطبية الذين كانوا يعملون في مشفى الكسرة الميدانيّ ومنطقة عياش، وبعض المراكز الطبية الأخرى، بالعمل في معدان برواتب تصل إلى 250 ألف ليرة، فيما اضطرّ البعض الآخر منهم إلى الهجرة من المنطقة هرباً من سياسات التنظيم. مما أدّى في النهاية إلى تراجع عمل المراكز التي كانت تخدم تلك القرى، ليضطرّ المريض أو المصاب إلى السفر مسافة 50 كيلو متراً للوصول إلى معدان ومشفاها.
ولم يبقَ في قرى الريف الغربيّ، التي يقطنها حوالي 150 ألف نسمة، سوى العيادات الخاصّة، والتي يبلغ عددها 21 عيادةً تتوزّع إلى سبع عيادات أطفالٍ، وأربع عياداتٍ للأمراض الداخلية، ومثلها للأمراض النسائية، واثنتان للعظمية، واثنتان لطبيبين عامّين لا يحملان اختصاصاً، وواحدةٍ لكلٍّ من اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة، والعيون. ومن الملاحظ عدم وجود عيادةٍ جلديةٍ في المنطقة التي تعدّ من أكثر المناطق تعرّضاً لليشمانيا، إذ بلغت الإصابات بهذا المرض في بلدة الطريف وحدها ثلاثون حالة، فيما سُجّل انتشارٌ لمرض الجرب، خصوصاً في القرى المجاورة للمستنقعات، دون أن يتخذ التنظيم أيّ إجراءٍ سوى تفريغ المنطقة من الخدمات المتواضعة بالأصل، لصالح رعونة قرارات أمرائه.