من محيط مطار دير الزور العسكري | عدسة أسامة | خاص عين المدينة
نفّذ الجيش الحر والكــتائب المعارضة الأخرى على مختلف الجبهات جملةً من العمليات العسكرية، إلا أن التقدّم الأوضح خلال الأيام الماضية تركز في محافظتي حماة والقنيطرة، بينما كانت المعارك على مختلف الجبهات الأخرى متقطعة لم تغير من خرائــط السيطرة بشكلٍ واضح.
حماة.. التقدّم شمالاً
تقدّمت قوّات الحرّ في الريف الشمالي لمحافظة حماة في عدة مناطق كان أهمها مدينة "مورك"، حيث سيطر الحرّ على مجمل القطع العســـــــكرية والحواجز المجاورة للمدينة، وهي كثيرة، بينما بقيت سرية الدبابات على بعد حوالي كيلومترٍ ونصف من مورك، ويطبق الثوار عليها حصاراً شديداً.
كما تقدم الثوّار في محيط قرية زور الناصرية ومنطقة الويبدة، وهو ما منحهم القدرة على استهداف حواجز النظام ومراكز تجمعه العسكرية مثل مطار حماة الدوليّ وحاجز صوران الشهير.
وهذه العــــملية العـــــسكــــرية الجديدة في حماة عمليةٌ استـــراتيجيةٌ هامة، لأنها تلوّح بفتح جبهات طريق حلب حماة الدوليّ من جديد، وإمكانية السيطرة على الطريق المؤدّي إلى السفيرة وخناصر قرب حلب.
القنيطرة.. التقدّم الحذر
خلال أربعة أيامٍ من المعارك في محافظة القنيـــطرة تمكنت قوّات المعارضة من السيطرة على قريتي عين التينة والسويـــــــسة المتاخمتين للشيك الإسرائيليّ، إضافةً إلى التحكم بطريق درعا ـ القنيطرة بعد السيطرة على أكثر من 10 قطعٍ عسكريةٍ منها سرايا م/ط والإشارة والدبابات والآليات وحواجز المقسم وإنعاش الريف وأبو حلاوة وغيرها.
وبعد تلك السيـــــــطرة أطبــــقت قوات الحرّ الحصار على قريتي بيت جن وبير عجم بالقرب من مدينة القنيطرة، وهو ما وصفه ناشطون بأنه فتحٌ لجبهةٍ جديدةٍ قد تكون الأقوى جنوباً.
حلب.. منع تقدّم النظام
أمام الكوارث الكبرى التي أنتجتها البراميل المتفجرة في مدينة حلب، والتي أدّت لاستشهاد وجرح المئات خلال الأيام الماضية، ودمار العشرات من المباني السكنية؛ كان منع تقدّم قوات النظام على جبهة النقارين إنجازاً عسكرياً للجيش الحرّ، خاصةً في ظلّ استغلال قوّات النظام لقلة عدد القوات المعارضة الموجودة في المنطقة، وإثارة الفوضى الشديدة إثر مآسي القصف على الجزء المحرّر من المدينة، إلا أن ذلك لم يحقق للجيش النظاميّ ما يريده، وبقيت جبهات النقارين واللواء 80 وتلة الشيخ يوسف على حالها، وتمّ صدّ أكثر من خمس محاولات توغل.
المرج.. جبهة ريف دمشق المشتعلة
حاولت قوّات النظام خلال اليومين الماضيين السيــــطرة على قرى البلالية والنشابية وحزرما ومحيطها في منطقة المرج بغوطة دمشق الشرقية، وذلك لتشديد الحصار على مجمل المناطق المحاصرة في ريف دمشق، إلا أن قوات الحرّ استطاعت صد التقدّم موقعةً خسائر كبيرةً في أفراد وعتاد النظام، توّجت بإسقاط طائرة استطلاعٍ بالمضادات الجوية.
وعلــى الرغــــــم من أن أخــــــبار المواجهات العسكرية في الغوطة الشرقية تبدو ضبابية جداً، في ظل اتفاقٍ بين مختلف الكتائب على عدم نشرها إلا بموجب بياناتٍ نظاميةٍ صادرةٍ عن الفصائل المقاتلة، إلا أن ما يسرّب من تلك المناطق يشير إلى تقدمٍ يحرزه الجيش الحرّ في أكثر من جبهة، وأن العمليات العسكرية المعلن منها وغير المعلن تحقق مكاسب على الأرض لا بد أن تعرض رسمياً بعد انقضائها واحدةً تلو الأخرى.
دير الزور... معارك متقطعة
شهدت الأيام الماضية هدوءاً واضحاً على مجمل جبهات محافظة دير الزور، مع الحفاظ على التقدّم الذي حققته قوات الحرّ منذ أسابيع على جبهة مطار دير الزور العسكري، حيث سجلت محاولاتٌ من قبل قوّات النظام للتقدم جنوباً، وهو ما لم يتمّ نتيجة الجهوزية العسكرية الكاملة للثوّار.
الساحل.. قصف مصادر النيران
اســتمرّت قوات المعارضــــة المتمركزة في ريف اللاذقية، وخاصةً في قرى جبل الأكراد ومصيف سلمى، باستهداف مراكز مدفعية النظام، وخاصةً في المراصد المواجهة لجبل الأكراد مثل تلا وإنباتة وكفرية وغيرها، حيث سجلت إصاباتٌ محققةٌ في تلك المراصد، إضافة إلى استمرار استهداف مواقع النظام في قمة النبي يونس وصلنفة، بينما بقيت معارك تلك المنطقة على شكل تبادلٍ بالقذائف والصواريخ دون اشتباكاتٍ مباشرة، ويعود السبب الرئيس في ذلك إلى الطبيعة الجغرافية الجبلية في المنطقة، واعتماد النظام على المراصد المرتفعة كمرابض للمدفعية والدبابات.