اكتفى حزب الله اللبنانيّ بالقليل من الكلام للتعليق على الغارة الإسرائيلية على مواقعه. ففي البيان الذي أذاعته قناة المنار قال الحزب: "قامت طائرات العدو الإسرائيلي في 24 فبراير بقصف موقع لحزب الله عند الحدود اللبنانية السورية قرب منطقة جنتا في البقاع في شرق البلاد"، وأضاف البيان: "العدوان الجديد هو اعتداءٌ صارخٌ على لبنان وسيادته وأرضه، وليس المقاومة فقط، ويتطلب موقفاً صريحاً من الجميع.. والمقاومة ستختار الزمان والمكان المناسبين والوسيلة المناسبة للرد عليه". وتبرز لغة البيان واقتضابه رغبةً في لفلفة الموضوع، على طريقة حليف محور الممانعة بشار الأسد. إذ لم تعد تهديدات هذا الكيان الإيرانيّ وإطلالات زعيمه تلقى أيّ اهتمام، وخاصةً مع انهيار الصورة التي صنعتها آلة الدعاية الغوغائية للحزب وقائده الذي ينشغل اليوم بمعارك أخرى في يبرود وغوطة دمشق، على وقع أغنية "احسم نصرك في يبرود" للمنشد علي بركات، التي تفوح بالعنصرية والكراهية والحقد كوسيلةٍ لرفع المعنويات المنهارة، مع ارتفاع معدلات القتلى في صفوف الحزب، ومع التكتم على أخبار الجنائز التي تسير ليلاً في قرى الجنوب والبقاع لدفن الجثث العائدة من سوريا. وفي نوبة الهستيريا التي تضرب أنصار الحزب الإيرانيّ جرّاء الرد على نشيد بركات، والذي أتى بنشيدٍ آخر هو "احفر قبرك في يبرود"؛ لقي الشاب مروان دمشقية حتفه بطلقةٍ في الرأس بعد أن نسب إليه هذا النشيد خطأً!
وتفيد الأنباء والتقارير الصحفية عن حالةٍ من القلق والاضطراب في أوساط الطائفة الشيعية في لبنان. فبحسب مراسلة صحيفة الديلي تلغراف، لم تعد "مدينة الهرمل هادئةً كالسابق، فأجواء الحرب تفوح في أرجائها. وأضحى زجاج سيارات البلدة قاتماً وأسود اللون، ومن دون لوحات تسجيل. كما أن استخبارات حزب الله تنتشر في كلّ مكان، وفي جميع الجهات يراقبون حركة المارة والسكان، وخصوصاً الغرباء".
يبدو أن السوريين سيحرمون حسن نصر الله من فرصة التلذذ على الشاشات ومطالبة مشاهديه بالنظر إلى عرض البحر، أو إلى أيّ مكانٍ آخر.