"المعفشون" يستهدفون أحياءهم .. عند برود الجبهات يمكن "تعفيش" كل ما في الساحل

متداولة على الانترنت

لم يكن  سكان مدن وقرى الساحل السوري يتوقعون يوماً، أن بيوتهم وأملاكهم ستكون في يوم ما عرضة لتعفيش الفصائل العسكرية، والميليشيات والعصابات التي كانت تعيث خراباً في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، ويفتح أبوابها لكل من شاء السرقة؛ وأن هدوء الجبهات وانعدام وجود مناطق جديدة يمكن تعفيشها سيجعل أنظار المعتادين على هذه النشاطات تتجه إلى مناطقهم بكل مكوناتها.

وربما الحالات التي تسجل اليوم في اللاذقية وطرطوس هي أكبر دليل على أن ما يجري هو ليس سرقات بسيطة، أو حوادث عابرة تحصل في أي مكان من سوريا حالياً، بناء على تردي الظروف الأمنية والفقر، إنما هو حالة تعفيش منظمة يقوم بها خبراء.

سرقة شركة الكهرباء

وفق ما نقلت مواقع موالية للنظام السوري، فإن خسائر شركة كهرباء طرطوس فاقت العشرين مليون ليرة سورية، جراء سرقة كابلات النحاس فقط، حيث تقوم عصابات منظمة بالهجوم على أعمدة الكهرباء وسرقة الكابلات النحاسية منها، سواء التي تدخل في إطار الخدمة أو تلك التي لم تدخل بعد.

يقول منير (طالب جامعي مقيم في مدينة طرطوس) لعين المدينة، إن سرقة الكابلات النحاسية انتشرت في مدينة طرطوس ومناطق الشيخ بدر وصافينا والدريكيش وبانياس، وإن العصابات التي تقوم بتعفيش الكابلات النحاسية تستغل أوقات التقنين لتقوم بتسلق الأعمدة وقص الكابلات وسرقتها، أو سرقة التمديدات الأرضية أو البكرات الموجودة بالقرب من فروع مؤسسات الكهرباء، طامعين بسعر تلك الكابلات المرتفع كونها مصنوعة من مادة النحاس التي يشهد سعرها ارتفاعاً كبيراً في سوريا. ويضيف منير "ليس من الصعب معرفة تلك العصابات .. بإمكان الدولة متابعة قضية بيع وشراء كابلات النحاس ليتم التعرف على السارقين، أو على الأقل مراقبة الأعمدة ليلاً، أو تركيب كاميرات" ويعلق ساخراً.. "ربما ذلك غير ناجع فقد يقومون بسرقة الكاميرات أيضاً".

تعفيش المعفَّش

مناطق كان قد انتهى تعفيشها قبل فترة طويلة في ريف اللاذقية، وعادت إليها ورشة البناء والترميم لإعادة الحياة إليها، شهدت عودة عصابات التعفيش مرة أخرى لسرقة ما تم ترميمه خلال الفترة السابقة. فقد نقلت مصادر مدنية من منطقة العوينات التابعة لناحية كنسبا في ريف اللاذقية، أن عصابات تعفيش تقوم بمهاجمة البيوت التي تم ترميمها لتقوم بسرقة كل شيء فيها.

ونقلت مواقع إعلامية موالية أنه تمت سرقة ٢٧ منزلاً من أصل ٣٨ منزلاً تم ترميمه في العوينات، وأن السرقات "طالت الأبواب والنوافذ والألمنيوم والحديد وخزانات المياه وكابلات ومفاتيح الكهرباء وسخانات المياه والخلاطات".وقالت ذات المصادر إن "الشكوى لقسم الشرطة في كنسبا والكتاب الذي وجهه الأهالي لمحافظة اللاذقية، لم يجد أي نفع"، مقترحين أن يتم تنظيم مناوبات من قبل الأهالي لحماية الممتلكات، أو القبض على العصابات التي تقوم بمهاجمة منازلهم وسرقتها.

تقول ميرنا وهي ناشطة مدنية عاملة من اللاذقية: "إن الأساليب التي تتم بها سرقة البيوت والسيارات، واستهداف مواد معينة بذاتها، والقدرة على تنظيم عمليات سرقة الأثاث، دليل على أن القائمين بهذه الأعمال هم ذاتهم الذي قاموا بها في مناطق الداخل والجنوب والشمال عند سيطرة النظام على ريف دمشق ودرعا وحمص وغيرها، فلم تختلف لا الأدوات ولا الأهداف ولا طرق التعامل مع المسروقات، ببساطة يمكنك أن تجد براد بيتك بعد أيام قليلة لدى جيرانك وقد اشتروه من أحد أسواق المفروشات المسروقة التي باتت تنتشر في الساحل أكثر من أسواق المفروشات العادية".

عادات كثيرة بات يتبعها سكان طرطوس واللاذقية، وبات يتم التنبيه بشكل دائم حولها، وهي عدم ترك أي شي داخل السيارات المركونة في الشوارع، فعشرات السيارات تعرضت لكسر نوافذها ليلاً للحصول على علبة سجائر منسية داخلها، أو نظارات شمسية، أو حتى لعبة أطفال، فكل شيء قابل للسرقة حتى السيارة ذاتها بالتأكيد