حمّى معاهد اللغة الألمانية في الحسكة.. انخفاض الجودة وارتفاع الأسعار

من مدارس الحسكة - انترنت

ينشط تعليم اللغة الألمانية في المعاهد الخاصة في محافظة الحسكة، والتي بدأت تشهد إقبالاً كبيراً في الأشهر الأخيرة بعد فرض السفارة الألمانية شرط شهادة اللغة في الأوراق المطلوبة للسفر إلى دولتها. ويعد الشباب المتخرجون حديثاً وبالخصوص من كليات الطب وأصحاب معاملات لم الشمل والباحثون عن عمل في ألمانيا، من أكثر الفئات المقبلة على تعلمها.

تزايد الإقبال على تعلم اللغة الألمانية منذ أن ارتبط بأوراق لم الشمل، والذي صار بحاجة إلى شهادة في اللغة الألمانية معترف بها دولياً، وهي إما شهادة غوته (Goethe) أو (GDS) التي يتوجه الطلاب لتقديم امتحاناتها إلى إربيل أو عمان أو بيروت أو الخرطوم، منذ أن أقفل معهد غوته أبوابه في سوريا في العام 2012.

ووفق التنبيه الذي نشره موقع السفارة الألمانية في بيروت على موقعها الرسمي في الأنترنت نهاية 2019، فإن السفارة "تعترف حصراً بشهادات اللغة الألمانية بحسب معايير ALTE، التي تستوفي شروطها الشهادات الصادرة عن معهد غوته Goethe في بيروت فقط".

ومع جائحة كورونا وما شهده العالم من منع السفر والتنقل توقفت معاملات لم الشمل، في حين عادت مع بداية العام الجاري نتيجة الرفع الجزئي للإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الوباء، ومعها بدأت معاملات السفارات تنشط ومنها معاملات السفر إلى الخارج.

إيمان (22 عاماً من مدينة القامشلي) بدأت بالبحث عن معاهد لتعليم اللغة الألمانية بعد أن خطبها مؤخراً ابن عمها المقيم في ألمانيا منذ سبع سنوات.

تقول لعين المدينة أنها تريد تعلم اللغة الألمانية لأن أحد متطلبات لم الشمل -التي باتت السفارة الألمانية تطلبها- هي شهادة تعلم لغة ألمانية مستوى (A1).

وتضيف إيمان بأن دورات اللغة الألمانية متوفرة بكثرة في مدينة القامشلي، إلا أنها مرتفعة التكاليف، فقد تواصلت مع معهد "هانزا" للغات في القامشلي إلا أنها تفاجأت بارتفاع السعر.

تعتمد أغلب معاهد تعليم اللغة الألمانية على  منهاج ( Schritte internationalen)، الذي يخول الطالب الدخول إلى امتحان اللغة الألمانية، بعد أن يقضي شهرين ونصف في دورة المستوى الواحد. في معهد هانزا الذي ذكرته إيمان تختلف تكلفة الدورة حسب نظام التدريس، فعلى سبيل المثال تبلغ تكلفة المستوى 440 يورو ضمن ضمن مجموعة تضم عشرة طلاب، بينما يتقاضى المعهد لقاء دورة "حل نماذج امتحانية" 220 يورو، وهو أسعار مرتفعة بالمقارنة مع الدورات التي تقام في دمشق، حيث تكلفة الدورة هناك تتراوح بين 60 و150 ألف ليرة سورية للمستوى الواحد، وهو أيضاً أكثر من ألمانيا نفسها، حيث تبلغ تكلفة المستوى 150 دولار وفق ما أفاد عدد من السوريين المقيمين هناك لعين المدينة.

أحمد (24 عاماً) من مدينة الحسكة والمتخرج من كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية، تقدم إلى القنصلية الألمانية في أربيل بطلب للحصول على تأشيرة دخول "فيزا" لدراسة الماجستير في ألمانيا، إلا أنهم طلبوا منه شهادة لغة ألمانية مستوى (B1).

يقول لعين المدينة أنه منذ قرابة سنة يدرس اللغة الألمانية في أحد معاهد تعليم اللغات في مدينة الحسكة، وبمساعدة أصدقاء له مقيمين في ألمانيا استطاع تحسين مستواه في اللغة، وهو الآن يتحضر للسفر إلى أربيل لأجراء الامتحان الذي تبلغ رسومه 200 دولار.

علي (22 عاماً) المقيم في ألمانيا اليوم كان عاد إلى سوريا في وقت سابق ثم عاود السفر إلى حيث هو الآن، يذكر أن عقد العمل للأجانب في ألمانيا يتطلب شهادة مستوى (B2). وفي في معرض تقييمه لمستوى تعليم اللغة في المعاهد، أنه قبل عودته إلى ألمانيا سجل في إحدى الدورات بهدف المحافظة على لغته التي تعلمها هناك، لكنه لم يحضر سوى درسين، لأنه وجد أن لغته أفضل من لغة الأستاذ وفق تعبيره.

مدرس اللغة الألمانية عبد الرحمن الأحمد، تعلم اللغة خلال دراسته لمدة 3 سنوات في معهد غوته بدمشق سنة 2001، يقول لعين المدينة أنه بدأ تعلم اللغة الألمانية خلال دراسته للأدب الإنكليزي في جامعة حلب، في من خلال متابعته الشخصية ودراسته في معهد غوته.

ويضيف "المدرسون عددهم قليل جداً. معي مدرس ومدرسة كانوا يقيمون في ألمانيا ورجعوا إلى سوريا، يتكلمان الألمانية بصعوبة وليس لديهم اية خبرة في تدريس اللغة، لأن التدريس مهنة وليس فقط محادثة".

ويتحدث الأحمد عن ضعف مستوى المدرسين في المعاهد وحالات النصب التي يتعرض لها المتعلمون من بعض المدرسين، قائلاً "أعرف مدرساً في أحد المعاهد تعلم القليل بواسطة يوتيوب قبل أن يبدأ بإعطاء الدورات. حسب المعلومات المتوفرة لدي لا يوجد أحد في محافظة الحسكة خريج أدب ألماني".

وعن عدد المعاهد يقول الأحمد أن عددها يقارب العشرة في مدينة القامشلي، وقرابة مثيلاتها في مدينة الحسكة.

يذكر أنه في منتصف العام 2012 أعلنت إدارة معهد غوته (المركز الثقافي الألماني) في سوريا، عن إغلاق المعهد في كل من دمشق وحلب إلى أجل غير مسمّى لأسباب وصفتها بأنها "خارجة عن إرادتنا". وكان معهد غوته افتتح في دمشق عام 1955 وفي حلب أواخر العام 2010، وهو المركز الثقافي الوحيد لجمهورية ألمانيا الاتحادية الذي يمتد نشاطه على مستوى العالم.

بينما شهدت جامعة دمشق قسم اللغة الألمانية في كلية الآداب تخريج الدفعة الأولى من طلابها (12 طالباً وطالبة) في الشهر الأول من العام 2011، بعد أن تم افتتاح سنة 2007 بعدد 40 طالباً، و بكادر تدريسي من سوريا وألمانيا.