نحو توحيد فصائل الشمال

في محاولةٍ لتوحيد الفصائل المعارضة في الشمال الحلبيّ تحت راية الثورة نتيجة الهجمة الشرسة متعدّدة المحاور، أطلق ناشطون سوريون في تركيا وبلدانٍ أخرى مبادرةً تحت اسم "مبادرة شباب الثورة نحو مشروعٍ وطنيٍّ جامعٍ"، تهدف إلى الحشد والمناصرة لمشروع تجميع الفصائل وتشكيل جيش جبهة الشمال بقيادةٍ واحدة، بغاية اعتماد هذه المبادرة والتوقيع عليها من قبل الفعاليات المدنية الثورية، لتطرح في ما بعد على ثوّار الداخل كنوعٍ من الدعم المعنويّ، فيما يقتصر دور الناشطين على الدعم الإعلاميّ للتشكيل المفترض.

واستكمالاً لهذا الدور اجتمع ممثلون عن تياراتٍ وأحزابٍ سياسيةٍ، وناشطون حقوقيون، وشخصياتٌ من المجتمع المدنيّ، وأفرادٌ مستقلون، لتداول المبادرة والتوافق على صيغتها النهائية والتوقيع عليها، بحضور ممثلين عن بعض الفصائل العسكرية (تجمع فاستقم كما أمرت، حركة نور الدين الزنكي، كتائب الصفوة الإسلامية، المجلس العسكري، لواء السلطان مراد).

عقد الاجتماع في الثاني عشر من هذا الشهر في مقرّ الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية بمدينة غازي عنتاب، ويقول مدير مكتبها في عنتاب سائد شخلها "إن الكتلة قدّمت قاعة الاجتماع فقط دون أن يكون لها أيّ دورٍ آخر، حفاظاً على خصوصية المبادرة كعملٍ ثوريٍّ ومن نبض الشارع".

وأدلى عددٌ من الضباط والشخصيات الثورية العسكرية برأيهم حول المبادرة، فتحدث العميد مصطفى الشيخ عبر السكايب عن الأزمة التي تمرّ بها الثورة وانحراف مسارها باتجاهاتٍ تخدم النظام وحلفاءه، مفسّراً ذلك بـ"الجهل وأسلمة الحراك"، وشدّد على وجوب إصلاح هذا الواقع الذي سيوصل السوريين إلى نتائج أكثر كارثيةً إذا ما استمرّ على حاله.

وقال العقيد عبد الجبار العكيدي، الرئيس السابق للمجلس العسكريّ بحلب، إنه أطلق مع مجموعاتٍ أخرى مبادرةً شبيهة، وإنهم يسعون إلى تشكيل مؤسّسةٍ عسكريةٍ منذ بضعة أشهر، تحمل اسم الجبهة الشمالية كذلك، ووضعوا لها هيكليةً ونظاماً داخلياً، وتضمّ فصائل حلب وإدلب. وشخّص العكيدي "الحالة المرضية التي أصيبت بها الثورة" ملقياً اللوم كله على الثوّار، دون أن يتطرّق ـوقبله الشيخ- إلى دور الدول الإقليمية والصديقة، وتجاهل سؤال "عين المدينة" عن دور الدول في واقع الثورة السورية اليوم.

وشارك في المداخلات ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسيّ لحركة نور الدين الزنكي، الذي أعلن موافقته على المبادرة التي وصفها بالجيدة التي ترمي إلى وحدة الفصائل ضمن هيكلٍ تنظيميٍّ وإداريٍّ واحد.

انتهى الاجتماع بتوقيع /69/ شخصيةً وجهةً ثوريةً على المبادرة، وإعلانها على الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعيّ، وإيصالها إلى الفصائل في الداخل وإلى رياض حجاب المنسّق العام للهيئة العليا للتفاوض. وتتوجّه الجهود الآن إلى تجميع هذه المبادرات، وتشكيل قوّة ضغطٍ مدنيةٍ تدفع باتجاه التوحيد، وتأسيس هيئة أركانٍ تحتضن جميع الثوّار العسكريين.