من يتحكم بخيوط اللعبة في حوران؟
قيادي في الجبهة الجنوبية:الأسد مطمئن من «عاصفة الجنوب!»

يعوّل السوريون على إعادة إشعال الجبهة الجنوبية في درعا والقنيطرة لمؤازرة العمليات العسكرية التي يقوم بها جيش الفتح في الشمال بتشتيت القوة العسكرية لنظام الأسد وحلفاءه.

يتحدث الثوار في درعا عن معوقات عدة تقف أمام إشعال الجبهة الجنوبية، منها ضعف التسليح لمجابهة النظام الذي حصّن دفاعاته، وعزز من عديد جنوده بمساندة مليشيات حزب الله، يقول أحمد الديري وهو صحفي من درعا «إن قرار إشعال الجبهة الجنوبية بيد غرفة العمليات في عمّان، وهي لا تدعم كل الفصائل في درعا التي تحارب نظام الأسد وميليشياته، بل تدعم بعض الفصائل مثل (شباب السنة)، و(بصرى الشام)، و(جيش اليرموك)، و(الفيلق الأول، والجيش الأول) »

وكانت بعض الأصوات من قادة عسكريين في حوران، قد اتهمت مؤخراً فصائل بعينها بتعطيل الجبهة الجنوبية، لأنها مرتهنة القرار وفق أجندات (غرفة الموك) والخارج، وهددت بعض الفصائل المتحررة من تأثير (الموك) بإشعال الجبهات ضد الأسد دون الرجوع إلى أحد، ويفسر الديري ذلك: «هناك أصوات قليلة جداً بأي حال، وتم إسكاتها وإخضاعها، لأنها ترفع صوتها بسبب عدم حصولها على الدعم العسكري والمالي من غرفة العمليات في عمان؛ ولكن في حقيقة الأمر، فإن الفصائل التي تحارب الأسد، تدرك الحسابات والمعادلات السياسية الإقليمية والدولية التي تأخذ بها غرفة عمليات الموك، وتتعامل بطريقة براغماتية مع الأمر الواقع».

وعن تحركات النظام مؤخراً وسحب ميليشياته من بعض المناطق بريف درعا أوضح الديري «يبدو أن النظام مهتم بموضوع إرسال وفود للمصالحة في تلك المناطق، ويحاول التهدئة مع الثوار، وأحياناً يصعد معهم بالقصف المدفعي العشوائي، وكأنه يقول إنه لا يريد أن يحارب الآن، وهذا الأمر يدل على ضعفه وعدم قدرته على شن معارك في حوران تستنزف قدراته، ولكنه قلق من تغير المعطيات السياسية وانقلابها، الأمر الذي سيجعله تحت الضغط والرضوخ للحل السياسي في حال إشعال الجبهة الجنوبية في أية لحظة».

تؤكد مصادر عسكرية، أن جبهات الجنوب السوري مقبلة على معارك قد تكون قاصمة لظهر النظام، ولكن ساعة الصفر لم تحن بعد؛ فيما يرى محللون أن مفتاح هذه الجبهة وانطلاق معارك (عاصفة الجنوب2 ) مرتبط بقرارات إقليمية ودولية، اتفقت على تحييد المنقطة الجنوبية على أسس الاتفاق أن «لا حل عسكري في المنطقة بل حل سياسي»، وهذا الأمر هو الذي أوقف زحف الثوار بدرعا، وبذلك توقفت عاصفة الجنوب منذ نحو عام.

من جهته قال قيادي بارز في الجبهة الجنوبية، رفض الكشف عن اسمه «إن غرفة العمليات العسكرية المشتركة في عمّان (الموك) هي من تتحكم بخيوط اللعبة في الجبهة الجنوبية، وقد اتفقت الدول المعنية بالملف السوري على وقف زحف الفصائل في عاصفة الجنوب بأوامر أمريكية تسعى إلى تعويم الأسد وعدم سقوط نظامه بدمشق» موضحاً أن تجميد العمليات القتالية على الأرض يتم عبر وقف الدعم العسكري والمالي واللوجستي، ولن يتم فتح الجبهة ما لم توافق غرفة الموك على ذلك، ويبدو أنها غير موافقة حتى الآن».

وعن تفسيره لسحب النظام لمجموعات كبيرة من الجبهة الجنوبية، وزجها في جبهة حلب، قال: «بعض الدول العربية والأجنبية التي تدعي صداقة الشعب السوري طمأنت الأسد أن الجبهة الجنوبية لن تشتعل حالياً، لذلك قام بسحب أعداد كبيرة من مقاتليه  لزجهم في معارك حلب».

يسعى النظام جهده لتنفيذ هدن موضعية في عدد من البلدات، ونجح بذلك جزئياً في بعضها، مثل بلدة داعل، في هدنة تقتضي عدم شن ثوار داعل أي هجوم على قوات الأسد وخاصة في حواجزه العسكرية، مقابل تجنيب البلدة عمليات القصف المتنوعة التي تنفذها طائرات النظام ومدفعيته، إضافة إلى تقديم بعض الخدمات الأساسية لسكان البلدة من جانب النظام. ويربط ناشطون من درعا هذه الهدنة بسلوك غرفة الموك التي حرمت مقاتلي داعل من الإمداد والدعم اللازم لصمودهم أمام قوات الأسد.

يذكر أن معارك (عاصفة الجنوب) التي شنها الثوار لتحرير درعا والوصول إلى جنوب دمشق قد توقفت منذ نحو عام، وشن النظام بعدها عدة هجمات استعاد خلالها السيطرة على مدينة الشيخ مسكين الاستراتيجية، وكذلك احتل بلدة عتمان، وهي خط الدفاع الأول عن المدينة من جهة الشمال، إضافة إلى مواقع أخرى، قدم الثوار في سبيل تحريرها أول مرة تضحيات جسيمة.