ليس لدى عبدالله الغربي وزير الأسد من يدافع عنه سوى «صبايا العطاء»

يعاني وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة الأسد عبد الله الغربي، من حملات إعلامية تتهمه بالفساد والتواطؤ مع صهره (شقيق زوجته)، مدير فرع التموين في إدارة التعيينات في جيش النظام العميد إبراهيم جروج، بطل فضيحة سرقة منظمة لكميات هائلة من المخصصات الغذائية لجنود الأسد.

تقول الرواية المتداولة في صفحات موالية، إن أجهزة المخابرات ألقت القبض على العميد الصهر أول الشهر الجاري، وهي تحقق معه اليوم بتهم عدة، منها سرقة طعام "حماة الديار"، وتلقي رشاوى وعمولات مع تجار مرتبطين بوزارة التجارة الداخلية، وحصر عقود التوريد بهذه الوزارة.

وأما الغربي فهو متهم، بحسب الرواية، بدعم صهره العميد ليتولى رئاسة فرع التموين بجيش النظام، ثم تقاسم العائدات المالية الكبيرة لهذا المنصب، إضافة لشغله الخاص ببيع تراخيص أفران وبيع طحين مدعوم إلى التجار، وما كل الدعاية المكثفة التي يحرص عليها الوزير في كل زياراته الاستعراضية للأسواق والأفران، لمكافحة مزعومة للغش ورفع الأسعار، سوى خدعة وتغطية على فساد فاق المستويات التقليدية المعتادة.

لاقت الرواية المبثوثة من طرف مجهول اهتماماً كبيراً وسط جمهور النظام، المعجب في ما مضى بالوزير الذي يناصر الفقراء ويخدم على وجه الخصوص أبناء وزوجات "الشهداء" من قتلى المعارك بجيش النظام، ودعم مشاريع وجمعيات "خيرية" كثيرة، بدءاً ب"بنك الطعام السوري" وانتهاء بمنظمة "صبايا العطاء"؛ ومنهن برزت بعض المدافعات عن الوزير، بضرورة توخي الحذر والدقة قبل اتهام "الإنسان المهذب المتواضع" الذي "يتصل من موبايله الشخصي" برئيسة الجمعية ليخبرها بإرسال صناديق الزيت وأكياس الأرز والسكر من ماله الخاص، أو من مستودعات الوزارة دعماً ل"البنك أو الصبايا" أو غيرهن؛ لكن هذه الشهادات المنفردة لم تهدّىء من غضب الجمهور على "دواعش الداخل" ولصوص "طعام العساكر الأبطال الجائعين"، ومع الإشادة بعيون المخابرات الساهرة على الدوام.

لم تجد الصفحات الأخبارية لضيعته، العناز بوادي النصارى غربي حمص، ما ترد به على تلك الحملات، وهي التي تحولت خلال العامين الماضيين لوسائل إعلام  شبه شخصية له، فغطت تحركاته خطوة بخطوة، ولم تتوانَ عن نشر أشدّ تعليماته وقراراته تفاهة. بل ولم تنفع العصبة الدينية حوله -بعدّه منتمٍ تقليدي للوادي ذي الأغلبية المسيحية- في الدفاع عنه.

لم يكن ولاء الغربي لنظام الأسد ولاءً عارضاً، بل هو قديم، ويمتد إلى سنوات إيفاده إلى فرنسا لاستكمال دراسته، حيث نشط في اتحاد الطلبة التابع للنظام هناك، وتقلب بعدها في مناصب حزبية عدة، وإلى حين مقتل شقيقه العميد جورج بالتفجير الشهير الذي وقع في منطقة القزاز في العام 2008. إذ استغل هذه الحادثة  ليعمق صلاته بضباط أمن كبار سيكونون سنده في رحلة صعوده في السنوات اللاحقة، واستغلها أيضاً بعد اندلاع الثورة، مقدماً نفسه كواحد من ذوي "الشهداء" الذين قتلوا دفاعاً عن النظام، بالرغم من وجود شقيقه -مثل معظم الضحايا الآخرين-  صدفة في موقع التفجير. وبخطوة تنم عن ذكاء انتهازي، جعل الغربي الأرض المحيطة بقبري شقيقه وابن شقيقه مقبرة خاصة بالقتلى الذين يسقطون من أبناء القرية في صفوف قوات الأسد.