فشلٌ في خطّة دي ميستورا.. وبدء تدريب قوّات المعارضة في تركيا

لم يستطع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أن يحقّق التقدم الذي أمل فيه قبل زياراته المكوكية الأخيرة. كما أن مبادرته أمام مجلس الأمن الدوليّ حول تجميد الصراع في حلب باتت اليوم غير قابلةٍ للتطبيق، بعد رفض النظام السوريّ لشروط المعارضة التي طلبت توسيع جغرافية الخطة لتشمل أكثر من حلب، في إشارةٍ إلى ريفها الشماليّ الذي يحاول النظام التقدّم فيه يومياً، وحماية البلدات الموالية له فيه.

وعلى الرغم من الوعود التي أخذها دي ميستورا من نظام الأسد، والتي تضمّنت إرسال بعثةٍ من وزارة خارجيته إلى حلب لتقصّي الأوضاع فيها، إلا أن النظام استمرّ في قصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، واستمرّ في إرسال أرتال جنده إلى ريفها الشماليّ، لتكون الخطة التي قال دي ميستورا إنها ستستمرّ لمدة 6 أسابيع غير قابلةٍ للطرح مجدّداً، مع تصاعد المعارك. فيما تبدو تحضيرات الأمم المتحدة لإرسال البعثات الإنسانية إلى حلب، بمجرّد البدء في تطبيق الخطة، غير مجدية.
وفي انتقادٍ للخطّة ولموقف النظام السوريّ منها، قال قائد المجلس العسكريّ الثوريّ في محافظة حلب، العميد الركن زاهر الساكت، إن ما يهدف إليه تجميد الصراع في حلب هو "إنقاذ الأسد" لا أكثر. واصفاً دي ميستورا بالمنحاز، خاصّةً بعد زياراته الأخيرة إلى دمشق، وتصريحه بأن الأسد سيكون حاضراً في مستقبل سوريا.

تدريب 1500 مقاتلٍ معارضٍ سنوياً

بعد مباحثاتٍ بين الطرفين التركيّ والأمريكيّ بخصوص تدريب قوّات المعارضة السورية "المعتدلة"، بدأ مدرّبون أمريكيون عملهم في تركيا لتأهيل 1500 مقاتلٍ معارض. ويهدف البرنامج، وفق الاتفاق الأمريكيّ التركيّ، إلى تجهيز هذا الرقم سنوياً، ليتكفّل بمحاربة كلٍّ من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ونظام الأسد، بحسب مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية.
وستستمرّ خطة التدريب، وفق البنتاغون، مدة 3 سنواتٍ يتمّ خلالها تجهيز جيشٍ مكوّنٍ من 5000 آلاف مقاتلٍ، مدعومٍ أمريكياً وتركياً. فيما رأت أواسطٌ سياسيةٌ أن الاتفاق الذي وُقّع في أنقرة هو دليل على تقاربٍ بين الطرفين لا أكثر، فيما تختلف أهدافهما في التفاصيل؛ إذ يحدّد الجانب التركيّ الأولوية في رحيل الأسد، بينما يجدها الجانب الأمريكيّ في محاربة "الإرهاب" المتمثل بداعش.

روسيا وإيران واستمرار الدعم المباشر

مع تردّد أنباءٍ مؤكدةٍ عن قيادة إيران للجبهات الجنوبية في سوريا، وتنظيم جسرٍ جويٍّ بين مطاري بغداد واللاذقية لنقل المقاتلين والميليشيات الأجنبية إلى سوريا، يبدو الجانب العسكريّ الروسيّ حاضراً في المعادلة، خاصّةً مع وصول دفعةٍ من المروحيات المضادّة للغوّاصات "كاموف 27" إلى الأراضي السورية، والبدء في استخدامها في ريف إدلب.
فيما تشير مصادر مدنيةٌ إلى أن أسلحةً جديدةً روسية الصنع بدأت بالظهور في أيدي مقاتلي النظام السوريّ في الشمال السوريّ، في حين تبدو بقية الجبهات تحت إدارةٍ إيرانيةٍ مباشرة. وفي هذا السياق قال سليم إدريس، وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، إن "الأحداث تسير باتجاهٍ خطيرٍ للغاية في الجنوب. ونحن نعمل على منع تحقيق أهداف النظام والميليشيات الإيرانية. ندرك أنه لدينا صعوباتٍ واحتياجات، وميزان القوى هو لصالح الميليشيات الإيرانية، لكن مقاتلي الجيش الحرّ هم من أبناء المنطقة الجنوبية، وهذه ميزةٌ تحسب لنا".

فرنسا تستقبل الائتلاف

يلتقي الرئيس الفرنسيّ، فرانسوا هولاند، في باريس، رئيس الائتلاف الوطنيّ لقوى الثورة والمعارضة السورية، خالد خوجة. وقد أرسل الخوجة رسالةً لهولاند شكره فيها على موقف بلاده من القضية السورية، وعلى إصرارها الدائم على رحيل رأس النظام السوريّ، وعدم تهاونها في هذه القضية. وتأتي هذه الزيارة بعد اجتماعاتٍ عدّةٍ عقدها الرئيس الفرنسيّ مع أطرافٍ سوريةٍ مختلفة، منها قياديون في حزب الاتحاد الديموقراطيّ الكردي.
وعلى هامش تلك التحرّكات، نفت فرنسا أية صفةٍ رسميةٍ لزيارة نوّاب فرنسيين إلى دمشق ولقائهم مع بشار الأسد، موضحةً أن ذلك هو قرارٌ شخصيٌّ منهم، لا يعبّر أبداً عن موقفٍ رسميٍّ فرنسيّ.