سامر صوفان.. قائد ميليشيا مجموعات الهادي في دير الزور

سامر صوفان يساراً - من الإنترنت

منذ نهاية 2021 تعمل ميليشا "مجموعات الهادي" التابعة للحرس الجمهوري في دير الزور، على استقطاب عناصر من أبناء المحافظة دخلوا في عملية التسوية التي أطلقها النظام. يقود الميليشيا سامر صوفان، الذي قدم من كفريا بإدلب إلى دير الزور منذ أكثر من عقدين، تحول خلالها من صياد وبائع سمك إلى قائد عسكري وناشط في مجال الدعوة للتشيع.

بدأت معرفة الصوفان "أبو محمد" بدير الزور نهاية تسعينيات القرن الفائت، بعد أن أمضى خدمته الإلزامية في مطار دير الزور واختار العيش بعدها في حي هرابش القريب من المطار شرقي مدينة ديرالزور، نتيجة مشاكل واجهها في قريته كما ينقل أحد سكان الحي لعين المدينة، ليبدأ حياته المهنية في الدير بالعمل في صيد السمك مع بسطة لبيعه قرب مديرية المالية، ويتوسع في عمله إلى مشروع مسمكة شرقي المدينة.

ونتيجة خلفيته الدينية، دأب الصوفان قبل الثورة على التواصل مع رموز الشيعة في قرية حطلة (حسين الرجا وياسين المعيوف)، والمشاركة معهما في المناسبات الدينية مع عائلتة المكونة من أبنائه الستة، حتى بداية الثورة التي شارك في العمل ضدها بكتابة التقارير وتزويد الأفرع الأمنية بأسماء الناشطين ولاحقاً عناصر مجموعات الجيش الحر وأماكن تواريهم، وفق مصادر متقاطعة من الحي.

انضم إلى ميليشيا "نافذ أسد الله" التي شكلها العميد في الحرس الجمهوري آنذاك عصام زهر الدين، كمجموعة تابعة لميليشيا "قوات الدفاع الشعبي"، وشارك الصوفان حينها في معارك حماية المطار العسكري وتحصين خطوط دفاعه المتقدمة في قرية الجفرة ومعارك فك حصار تنظيم الدولة عن مدينة ديرالزور نهاية العام 2017. وتشير صور نشرها الصوفان في وقت سابق على فيسبوك، وتجمعه بزهر الدين قبل مقتله والقائد الميداني لحزب الله اللبناني "الحاج أبو مصطفى"، إلى قربه من القادة الميدانيين وقتها.

في تلك الفترة التي توسع فيها النفوذ الإيراني العسكري عبر الحرس الثوري في مناطق سيطرة النظام من المحافظة، قاد الصوفان مجموعة عسكرية محلية مؤلفة من أصدقائه وتتبع لميليشيا "فاطميون" الإيرانية، قوامها 40 عنصراً، ليشارك في حراسة مركز البحوث الزراعية بحي هرابش، الذي يستخدمه الحرس الثوري بأعمال صناعية سرية يمنع السوريين من الاطلاع عليها، كما تفيد مصادر مقربة من عناصر في الميليشيات، وتضيف بأن الميليشيات الإيرانية حتى اليوم ترفض تسليم المركز لمديرية الزراعة، بالرغم من المطالبة المستمرة به من أعلى مستويات القيادة بديرالزور.

في ذات الوقت تمكن الصوفان من تسلم الميليشيا التابعة للحرس الجمهوري التي أطلق عليها "مجموعات الهادي" والمسؤولة عن القطاع العسكري الممتد من حي هرابش شرقي مدينة ديرالزور حتي بلدة محكان، ولها مراكز عسكرية في نقاط للتهريب على السرير النهري في كل من بلدة محكان والبوليل، التي تشهد نزاعات مسلحة في أوقات متفرقة بين مجموعات الهادي ومجموعة من ميليشيا "لواء القدس" للسيطرة على نقطة التهريب فيها، تنقل أخبارها صفحات إعلامية محلية.

ومع إطلاق النظام ل"عمليات التسوية" في ديرالزور تشرين الثاني من العام 2021، نُقِل الصوفان إلى حي حويجة صكر بمدينة ديرالزور، حيث افتتح مقراً واستولى على عدة بيوت لإقامة عناصره، بهدف تدريب وتأهيل مجندين استجابوا لعملية المصالحة قبل الالتحاق بتشكيلات الحرس الجمهوري في المحافظة. وحسب أحد المقربين من عناصر في مجموعات الهادي، وصل تعداد من انضم إلى الميليشيا منذ بداية المصالحة إلى 400 عنصر.

ينشط الصوفان إلى جانب عمله العسكري في نشر المذهب الشيعي وسط محيطه الاجتماعي والعسكري بدير الزور، إلى جانب انخراطه في نشاطات المركز الثقافي الإيراني في المدينة.