جبهة النصرة على معبر الجولان... وأمريكا تلوّح بالتدخل... والأسد منشغلٌ بتشكيل حكومة

اجتاحت قضية الجنود التابعين للأمم المتحدة، الذين قامت جبهة النصرة بأسرهم بالقرب من معبر الجولان، وسائل الإعلام العالمية، بمجرّد استنفار الأمم المتحدة وإعلانها عن إجراء مفاوضاتٍ شاملةٍ للتوصل إلى الإفراج عن 44 من عناصر قوة حفظ السلام، وفك حصار 72 آخرين.
ومن جانبها أكدت الجبهة، في معرض تواصلها مع الأمم المتحدة، أنها قد احتجزت 44 جندياً فيجياً من قوات حفظ السلام لحمايتهم، وأن جميعهم بخير.
وكانت جبهة النصرة قد اختطــفت هؤلاء الجنود بعد معــارك خاضتها، إلى جانب فصائل أخرى من الجيش الحرّ، ضد قوّات النظام السوري على معبر القنيطرة الحدودي، انتهت بسيطرة الفصائل على المعبر وفرار قوّات النظام السوريّ منه.

 

أوباما يلوّح بالتدخل الدوليّ.. ضد تنظيم الدولة الإسلامية

لم يكن المؤتمر الصحفيّ، الذي عقده وزير خارجية النظام وليد المعلم، بعيداً عن الأجواء التي تشير إلى تهديداتٍ من قبل المجتمع الدوليّ للتدخل ضد تنظيم الدولة الإسلامية. فالمعلم أعلن، وبشكلٍ صريحٍ، أنه لا مشكلة بأن يتم التدخل، وإنما بالتنسيق مع النظام السوريّ. وهو التصريح الذي لم يلق صدىً لدى الإدارة الأمريكية، حين لم يعبأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما بما قاله المعلم، معلناً بأن طائرات الاستطلاع الأمريكية تحلق فوق سوريا، وأن هذا التدخل جاء كردٍّ على تصفية تنظيم داعش لصحفيٍّ أمريكيٍّ كان مختطفاً في سوريا، قائلاً: "إن الولايات المتحدة ستتابع اتخاذ إجراءاتٍ مباشرةٍ عند الضرورة لحماية مواطنيها وأراضيها"، مردفاً "أن اســـتئصال ســرطانٍ مثل "الدولة الإسلامية" لن يكون سهلاً، ولن
يكون سريعاً".
إلا أن المتحـــدّث باسم الـــبيت الأبيض، جوش أرنست، كان قد أعلن بأن أوباما لم يتخذ بعد قراراً بتوجيه ضرباتٍ جويةٍ محتــــملةٍ لمواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
واعتبرت أواسطٌ سوريةٌ معارضةٌ أن تدخل أمريكا لضرب داعش في سوريا إنما هو وقوفٌ مع نظام الأسد. وهو أيضاً ما حذرت منه دولٌ ذات تأثيرٍ على المسألة السورية، فقد لفت متحدثٌ باسم وزارة الخارجية الألمانية إلى إن ألمانيا لا تعتزم إحياء العلاقات مع نظام الأسد بسبب التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية، قائلاً: "ارتكب نظام الرئيس الأسد ظلماً لا يصدق بكل الأشكال الممكنة خلال الحرب الأهلية المندلعة منذ ثلاثة أعوام ونصف العام، قتل نحو 200 ألف شخص".
ومن جانبه ذهب الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند أبعد من الدبلوماسية الألمانية ليقول إن الأسد هو حليف الإرهاب، وإن على الغرب دعم القوّات المعارضة التي تحارب "الدولة الاسلامية" لا دعم الأسد، مضيفاً: "من الضروريّ تشكيل تحالفٍ واسع. لكن لتكن الأمور واضحة، بشار الأسد لا يمكن أن يكون شريكاً في مكافحة الإرهاب، فهو الحليف الموضوعيّ للجهاديين".
ووجد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف كلّ ما سبق مناسبةً للقول إن الغرب يريد مكافحة الإرهاب في العراق فقط ولا يريد مكافحته في سوريا، لأنه لا يريد أن يتعاون مع النظام السوريّ.

 

الأسد.. يكلف حكومةً جديدة

وبالتوازي مع كلّ ما يحدث توجه رئيس النظام بشار الأسد لإكمال ما بدأه مع الانتخابات الرئاســــية، من خلال تشكيل حكومةٍ جديدةٍ ضمت 11 وزيراً جديداً، محتفظة برئيسها وحقائبها السيادية مع الوزراء السابقين ذاتهم. بينما عيّن حسان النوري (خصمه في الانتخابات الرئاسية، حسبما صوّر الإعلام السوري) وزيراً للتنمية الإدارية، في ظلّ تنامي الفقر في سوريا، ووصول أكثر من 50 بالمئة من الشعب إلى تحت عتبة الفقر المدقع، وأكثر من 75 بالمئة إلى تحت عتبة الفقر.
ومن جانبهــا سرّبت مصادر استخباراتيةٌ فرنسيةٌ أن موفداً من قبل الأسد وصل إلى فرنسا لإقناع شخصيةٍ عسكريةٍ سوريةٍ منشقةٍ باستلام منصبٍ كبيرٍ في النظام، إلا أن الموفد لم ينجح، في خطةٍ وصفت بأنها محاولةٌ لكسب بعض الأطــــراف والتحـــــضير لمرحلـــــةٍ جديدة.