القتال في حلب لن يتوقّف.. ودرعا تتصدّر مشهد التقدّم من جديد

بعد غارة لطائرات الاسد على مدينة الرقة

لم تجـر الأمور في حلب مثلما أراد لها بعض السياسيين، بعد دخول مبادرة المبعوث الدوليّ دي ميستورا، والتي تتضمّن تجميد القتال في حلب، طور البحث لدى النظام والائتلاف الوطنيّ السوريّ، كلٍّ من جانبه. فقد شهدت المحافظة الشمالية خلال الأيام السابقة تغيّراً في خرائط السيطرة، وتقدّماً لفصائل الجيش الحرّ على أكثر من جبهة. وكان التقدّم الرئيسيّ في محيط بلدة حندرات، إذ سيطر مقاتلو الحرّ على المعامل المحيطة بالبلدة، بعد معارك عنيفةٍ مع قوّات النظام والتشكيلات المتحالفة معه.
كما سيـطرت كلٌّ من جبهة النصرة وبعض قوى الجيش الحرّ على مناطق محيطةٍ ببلدة الزهـراء الموالــية للنــظام شمال حلب، بعد أن كبّـــدوا الميليشيات الطائفية المدافعة عنها خسائر فادحة. وحققت النصرة تقدماً ملحوظاً بعد تفجيرها لسيارتين مفخّختين بمواقع وتحصيناتٍ للجيش الأسديّ وللميليشيات الطائفية، مما أدّى إلى مقتل العشرات من عناصرها.
وحقّق الجيـــش الحــر تقدّمـاً ملحوظاً في ريف إدلب، بالسيطرة على قرية حميمات الداير ومحيط مطار أبو الظهور العسكريّ. كما بدأت وحدات الحرّ المرابطة في محيط المطار بقصف أهدافٍ داخله، وهو ما ردّ عليه النظام بتجديد القصف على قرىً في ريف إدلب، مثل سرمين وأبو الظهور ومعرّة النعمان وكفرنبل ومعرزيتا.

درعا.. محاولات النظام الفاشلة

بعد سيطرة الجيش الحرّ وجبهة النصرة، قبل حوالي شهرٍ، على كامل بلدة نوى ومحيطها، وتقدّمها في عدّة جبهات؛ حاولت قوّات النظام استعادة ما خسرته، إلا أن ذلك لم يكلّل بالنجاح. فالحملة التي شنّها حزب الله على بلدة الشيخ مسكين أدّت إلى مقتل العشرات من عناصر تلك الميليشيا، وتراجع قوّاتها بعيداً عن البلدة.
وعلى جبهات درعا أيضاً، استمرّت مقاتلات النظام بقصف مدن إنخل ونوى وبلدات داعل ودير العدس، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين، دون أيّ تغيّرٍ في خرائط السيطرة.
ومن جانبٍ آخر، أطلق الثوار في محافظة القنيطرة معركةً جديدةً باسم "نصرٌ من الله وفتحٌ قريب"، تهدف إلى استكمال السيطرة على طريق القنيطرة دمشق، بعد أن سيطروا خلال المدّة السابقة على معظم القرى الواقعة على طرفي الطريق. بينما بقيت مدينتا البعث وخان أرنبة في يد النظام، وتعدّان هدفاً حالياً لقوّات المعارضة.

الرقة تحت مرمى الطائرات

شهد الأسبوع الماضي حدوث مجازر بحقّ المدنيين في الرقة، بعد غاراتٍ متكرّرةٍ لطائرات الأسد على المدينة. وفي مجزرةٍ واحدةٍ قتل أكثر من 200 مدنيٍّ، بعد أن استهدفت غارةٌ جويةٌ ساحاتٍ وشوارع مكتظّة. في حين واصلت طائرات التحالف الدوليّ هجماتها على مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية"، وخاصةً في محيط مدينة عين العرب/ كوباني، حيث نجحت هذه الهجمات، إلى حدٍّ كبيرٍ في عرقلة هجوم تنظيم "الدولة" المتواصل عليها. وفي حويجة صكر بدير الزور ما زالت المناوشات مستمرّةً بين مقاتلي "الدولة" وقوّات الأسد، التي استطاعت التسلل واحتلال مواقع على أطراف هذه الجزيرة النهرية في حوض الفرات. كما لم تتوقف غارات طيران الأسد على مدن دير الزور وبلداتها.

دمشق وريفها.. تجدّد المعارك

في الوقت الذي يركّز فيه النظام على شرق حمص لحماية آبار الغاز والنفط هناك، وعلى ريف حماة الشماليّ، وعلى محيط نبّل والزهراء في حلب، وعلى الطريق الدوليّ بين دمشق والقنيطرة؛ تتجدّد المعارك في ريف دمشق، وخاصةً في منطقة القلمون، مع استمرار قوّات المعارضة بتنفيذ هجمات كرٍّ وفرٍّ باتت مرهقةً لقوّات النظام وميليشيا حزب الله اللبنانيّ في المرحلة الأخيرة. وقد تركّزت هذه الهجمات، خلال الأسبوعين الماضيين، على جرود قرية رأس المعرّة وفي محيط بلدة عسال الورد.
كما نقلت مــــصادر عســـــكريةٌ معارضةٌ عن وجود خلافٍ بين قوّات حزب الله وقوّات النظام في عدّة جبهاتٍ من القلمون، لأن قوّات النظام تخفّف من وجودها هناك، مقابل أولويةٍ تعطيها قوّات حزب الله لتلك الجبهات، وخاصةً تلك القريبة من الحدود اللبنانية.