الثوّار يتقدّمون في درعا.. يتراجعون في اللاذقية.. يناقشون هدنة حمص

من موقع dailymail.co.uk

عادت جبهات الجنوب السوريّ إلى واجهة الأحداث من جديد، مع تقدّم الثوار في عدة مناطق كان أبرزها، خلال الأيام الماضية، تل الجموع العسكريّ الذي يعتبر من أهمّ النقاط الإستراتيجية التي كانت تتمركز فيها قوّات النظام. فقد تمكن الجيش السوريّ الحرّ ومجموعةٌ من الفصائل المعارضة من حصار التلّ واقتحامه والسيطرة عليه بعد معارك عنيفةٍ، أدّت إلى تكبيد قوّات النظام خسائر فادحةٍ في المقاتلين والعتاد. ولم تستطع هذه القوّات استعادة النقاط العسكرية التي خسرتها في التلّ، رغم محاولاتٍ متكرّرةٍ تبعت سيطرة الثوار عليه.
ومن جانبٍ آخر استطاعت قوّات الجيش الحرّ وجبهة ثوار سوريا صدّ محاولات تقدّم النظام في محيط نوى، بعد عمليةٍ عسكريةٍ جديدةٍ أعلنتها قوّات النظام للسيطرة على هذه المدينة، اقتصرت ممارسات النظام فيها على القصف الجويّ والصاروخيّ ومحاولة التقدّم. ويسعى الثوار، في أهدافهم المرحلية، إلى أن يسيطروا على الطريق بين ريفي درعا والقنيطرة.

القـــــلمون تحـــت ضــربـــات الثـــوّار من جديد

لم تنتهِ معارك القلمون بريف دمشق بسيطرة قوّات النظام على مدنه الرئيسية خلال أكثر من عامٍ ونصفٍ مضت، إذ تحوّلت عمليات الثوّار في المنطقة، وبشكلٍ واضح، إلى كرٍّ وفرّ، وعملياتٍ خاطفةٍ تحقق فيها فصائل المعارضة انتصاراتٍ سريعةً تضرب من خلالها مراكز تجمع قوّات النظام، وتدمّر ما استطاعت من آلياته العسكرية وذخائره.
وشهدت الأيام الماضية تقدماً للثوار في بلدة رنكوس، حيث سيطروا على أجزاءٍ واسعةٍ منها، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرّةً داخل المدينة ومحيطها. كما استطاعت قوّاتٌ من الجيش الحرّ السيطرة على 4 حواجز لقوّات الأسد في عسال الورد، لتعود البلدة بذلك إلى سيطرة المعارضة من جديد.
وفي غوطة دمشق الشرقية لم تجدِ مجمل محاولات النظام، منذ أكثر من شهرين، لاقتحام المليحة التي تعتبر أهمّ مداخل الغوطة، مع استمرار الاشتباكات في محيط جوبر بدمشق، والتي يحاول النظام السوري تدميرها بشكلٍ ممنهج، إذ تسجّل فيها طلعاتٌ جويةٌ يوميةٌ تستهدف مجمل أحيائها.

حمص.. هدنةٌ جديدة

بعد توقيع الهدنة الأولى بين قوّات المعارضة وقوّات النظام في مدينة حمص القديمة، والتي خرج بموجبها الثوّار من المدينة إلى الريف؛ يجري حاليـــاً التـحضـــير لهدنةٍ جديــدةٍ في حيّ الوعــــر
الخاضع لسيطرة الثوّار، والذي يضمّ أكثر من نصف مليون مدنيٍّ أغلبهم من النازحين. وقد نقل ناشطون مدنيون أن مسودة الهدنة باتت شبه جاهزة، بعد أن تمّ الاتفاق على وقف إطلاق النار في الحيّ. وما تزال المفاوضات جاريةً حول بنود الهدنة، التي تتمّ برعايةٍ إيرانية، وتعترض فصائل من المعارضة عليها، وتحديداً على البند الذي ينصّ على تسليم سلاح المقاتلين والخروج إلى الريف الشماليّ لحمص.

كسب في يد النظام

بعد حوالي ثلاثة أشهرٍ من سيطرة الثوّار على كسب في ريف اللاذقية الشماليّ، والتي تتضمّن معبراً حدودياً مع تركيا، تمكنت قوّات النظام من استعادتها بعد قصفٍ يوميٍّ عنيفٍ سجّل في مرحلته الأخيرة استهداف البلدة بأكثر من 50 صاروخاً في الدقيقة الواحدة، أجبرت كتائب المعارضة على الانسحاب منها.
واتجّــــــهت قوات المعارضـــة بعد الانســــــحاب إلى قرى جبلي الأكــــــراد والتركمان، اللذين يشهدان اشتباكاتٍ شبه يوميةٍ يواجه من خلالها الثوار مراكز تجمع قوّات النظام في المنطقة، والمراصد التي تعتبر مصدراً لنيران النظام تجاه المناطـــــق المحرّرة.