الثوار يتقدّمون شمالاً.. ومئات الغارات العــشوائيّة قبيل زيارة الأسد لجنوده في دمشق

حققـــت انتصـــارات معـسكري الحامدية ووادي الضيف أفضليةً معنويةً للتشكيلات المقاتلة لنظام الأسد، وخاصة في جبهات الشمال. لتنعكس هذه الأفضلية، بشكلٍ واضحٍ، في استعادة زمام المبادرة على الجبهات الشمالية والشمالية الشرقية لمدينة حلب. إذ حققت كتائب الحرّ انتصاراتٍ موضعيةً عدّةً خلال الأسبوعين الأخيرين في كلٍّ من "الملاح" ومخيم حندرات شمال حلب، حيث سيطر الثوار على منطقة المعامل بعد معارك عنيفةٍ تكبّدت فيها قوّات الأسد، والميليشيات الشيعية الأفغانية والعراقية والمجموعات الأخرى المتحالفة معها، خسائر بشريةً فادحة. وفي الجانب الآخر سقط لكتائب الجيش الحرّ، وخاصةً لحركة حزم، العديد من الشهداء. وتحبط انتصارات "الملاح" و"حندرات" خطة القوّات الأسدية في هجومها الهادف لحصار مدينة حلب، بالسيطرة على طرق إمدادها القريبة من جهات القتال. ويمكن لتشكيلات الجيش الحرّ، والقوى المدافعة الأخرى، أن تستثمر ما حققته في الأيام الماضية بشنّ هجماتٍ أخرى متلاحقةٍ تبعد بها قوات الأسد وتبدّد التهديدات المحتملة التي تمثلها.
ورافق تحسّن الواقع الميدانيّ للثوار في حلب إعلان كبرى التشكيلات المقاتلة هناك توحّدها تحت قيادةٍ واحدةٍ باسم "الجبهة الشامية"، تضمّ كلاً من (الجبهة الإسلامية بحلب، جيش المجاهدين، حركة نور الدين الزنكي، تجمع فاستقم كما أمرت، جبهة الأصالة والتنمية) بقيادة عبد العزيز سلامة، قائد الجبهة الإسلامية في الشمال سابقاً. وأطلقت الجبهة بياناً تعهدت فيه بالدفاع عن المدنيين والتصدّي للنظام، والحفاظ على وحدة سوريا، وتحقيق رغبة الشعب في توحيد الفصائل العسكرية على الأرض.

تراجع تنظيم الدولة الإسلامية في عين العرب/ كوباني

سُجّل في الأيام الماضية تقدمٌ لقوّات حماية الشعب الكردية في عين العرب (كوباني)، إذ بات أكثر من ثلثي المدينة تحت سيطرتها، بعد هجماتٍ عدّةٍ شنتها على مواقع ونقاط سيطرة التنظيم داخل المدينة.
وجاء تقدّم المقاتلين الأكراد مع تصاعد غارات التحالف الدوليّ بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على مواقع التنظيم في محيط عين العرب والحسكة والرقة وأطراف دير الزور، خاصةً بعد أسر التنظيم للطيار الأردنيّ معاذ الكساسبة، إثر إسقاط طائرته في موقعٍ قريبٍ من مدينة الرقة.

تراجع الهدن

خرق النظام هدنةً كان قد وقعها منذ أكثر من عامٍ مع الفصائل المقاتلة في حيّ برزة شرق دمشق، حين قامت قوّات الأمن السوريّ بتنفيذ عدّة حملات اعتقالٍ لشبانٍ من الحيّ، إضافةً إلى اعتقال نساءٍ على الحواجز الواقعة على أطرافه. وهو ما أدّى إلى إضرابٍ عامٍّ من قبل سكان الحيّ، إضافةً إلى قطع طريقي برزة ـ التل، وبرزة ـ مشفى تشرين العسكري. ويأتي الإضراب أيضاً بعد رفض النظام إطلاق سراح بقية المعتقلين، إذ لم يفرج إلا عن 50 معتقلاً رغم تعهده بإطلاق 350 من أبناء برزة المعتقلين في سجونه.
ورغم الحديث المتواصل عن اقتراب التوقيع على هدنةٍ مشابهةٍ في حيّ الوعر بمدينة حمص، تواصل القوّات الأسدية قصفها له، مستخدمةً أحياناً قذائف تحتوي على مادة النابالم شديدة الخطورة، مما أوقع العشرات بين شهيدٍ وجريحٍ، معظمهم من النساء والأطفال.

ريف دمشق.. غاراتٌ بالجملة

شهدت مناطق من دمشق وريفها قصفاً جوّياً من قبل مقاتلات النظام، هو الأكبر من نوعه خلال أكثر من سنة. إذ تضاعف عدد الغارات اليومية، متركزةً في غالبيتها على دوما ومحيطها، ومناطق من القلمون والزبداني، وحيّ جوبر الدمشقيّ، الذي نال الحصة الأكبر من هذه الغارات. فيما اختتم بشار الأسد عام 2014 بزيارةٍ لجنوده في حيّ الزبلطاني بدمشق، قدّمتها وسائل إعلامه على أنها تفقدٌ لخطوط تماسّ قوّاته في حيّ جوبر. لتتحوّل هذه الزيارة إلى مادةٍ للتندر والسـخرية من "التمثيلية الفاشلة" للأسد وإعلامه في مواقع التواصل الاجتماعيّ، بحسب وصف الثوّار لخـطوة الأسد. إذ ظهــرت لوحةٌ تشــير إلى مبنى "المواصلات" في الزبلطاني في مقاطع الفــيديو والصور الملتـــقطة في هذه الزيارة.