الائتلاف يذهب إلى جنيف بشروطٍ رخوة

 

الائتلاف يذهب إلى جنيف بشروطٍ رخوة
بوتين يقلق على المسيحيّين، وأوباما يقع في الفخّ الإيــراني

قررت الهيئة العامة لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية المشاركة في مؤتمر جنيف2، المتوقع انعقاده في نهاية العام الحالي. وربطت الهيئة ذهابها إلى جنيف بمجموعةٍ من الشروط، بحسب البيان الذي أصدرته في ختام اجتماعاتها، أولها أن المشاركة في جنيف2 تأتي على أساس نقل السلطة إلى هيئة حكمٍ انتقاليةٍ كاملة الصلاحيات، بما فيها الصلاحيات الرئاسية والعسكرية والأمنية، وعلى أن لا يكون لبشار الأسد وأعوانه الملطخة أيديهم بالدماء أي دورٍ في المرحلة الانتقالية ومستقبل سورية. واشترط البيان أيضاً أن يسمح نظام الأسد لقوافل الإغاثة الإنسانيّة بالدخول إلى المناطق المحاصرة، وكذلك إطلاق سراح المعتقلين، وخاصة الأطفال والنساء منهم. وأكد البيان على ضرورة أن يلتزم النظام بالقرارات الدولية، وخاصة قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة بالموضوع السوري. وكلفت الهيئة، بحسب البيان، لجنةً من أعضاء الائتلاف بالتشاور مع قوى الثورة في الداخل والخارج لشرح موقف الائتلاف.

وبحسب مراقبين على اطّلاعٍ بشؤون الائتلاف ومكوّناته وشخصياته، فإن تلك الشروط يمكن التخلي عنها لاحقاً تحت أي ضغطٍ من القوى الدوليّة. ويشير هؤلاء المراقبون إلى حالة الضعف والفوضى والتفكك وانعدام الإحساس بالمسؤولية التي يعاني منها الائتلاف، وعدم القدرة على التأثير على القوى الفاعلة على الأرض، والتي تبرأت في مواقف عدّةٍ منه. وكذلك قلة الخبرة والكفاءة، والتبعيّة المباشرة لقوى إقليميةٍ تتناول الملف السوري بحسب مصالحها ورؤاها فقط. وفي موضوعٍ ذي صلةٍ أشارت مصادر مقربةٌ من شخصياتٍ ائتلافيةٍ التقت بنائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قبل أيامٍ في اسطنبول، إلى أن هذه الشخصيات لمست تغيراً إيجابياً طفيفاً في الموقف الروسي من الملف السوري. ولم تعرف حتى الآن درجة هذا التغير المزعوم واتجاهه، إلا إذا اعتبرت هذه الشخصيات دعوة بوغدانوف لرئيس الائتلاف تغيراً إيجابياً يخدم الثورة السورية. إلا أن الجربا، وبحسب ذات المصادر، أجّل موعد تلبية الدعوة، لازدحام جدول أعماله.

 

بوتين يتصل بالأسد

قالت وكالة أنباء النظام "سانا" إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً ببشار الأسد. وبحسب سانا: جرى خلال الاتصال تناول الجهود المبذولة لإيجاد حلٍ للأزمة في سورية، وخاصة ما يتعلق بعقد مؤتمر جنيف. فقد عبّر الرئيس بوتين عن تقديره لمواقف الحكومة السورية الساعية لإنجاح هذه الجهود، وأعرب عن أمله بأن تتخذ كل الأطراف الأخرى مواقف بناءة بهذا الخصوص. وفي بيانٍ مقابلٍ أوضح الكرملين أن الاتصال تناول الإعداد لمؤتمر جنيف، وتفكيك الترسانة الكيماوية، والوضع الإنساني في البلاد.
وعبّر بوتين، في اتصاله مع الأسد، عن قلقه على مصير المسيحيين في سورية، وطالبه بضرورة تخفيف المعاناة الإنسانية في بعض المناطق المحاصرة.
وبحســـــــــب الأنبـــــاء المتداولـــــة، سيتوجّه إلى موسكو، خلال الأسبوع القادم، كلٌّ من فيصل المقداد، نائب وزير خارجية الأسد، ومستشارته السياسية بثينة شعبان، للتنسيق والتباحث حول جنيف. ولا يبدو أن تغيّراً سيطرأ على موقف بشار الأسد التفاوضي، وخاصة مع التصعيد الكبير في الحرب التي يشنها على الشعب السوري في كلٍّ من دمشق وحمص وحلب. ولا يبدو أيضاً أن الأطراف الدولية مهتمةٌ بإيجاد حلٍّ يضمن تحقيق طموحات هذا الشعب في الحرية والتغيير بعيداً عن عائلة الأسد، أو أن تؤثر المعاناة الإنسانية على القرار الدولي، وخاصةً مع الارتباك والضعف الذي تبديه الإدارة الأمريكية في سياستها الخارجية، واستسلامها لعناد روسيا وخداع إيران في ملف سوريا وفي الملف النووي، والذي دفع بإسرائيل، وهي الحليف التاريخي لأمريكا، إلى التنديد علناً بالرئيس أوباما، والتهديد المبطّن بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. ومن طرفه خفف أوباما من قيمة التساهل الذي يبديه نحو إيران، وحاول ترطيب الأجواء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مجدّداً التزامه بأمن إسرائيل، وتفهّمه لمخاوفها من طموحات إيران النووية.