استطلاع رأي عن جنيف2

من مؤتمر جنيف 1 | وكالة AFP

 

ثوّار دير الزور يرفضون التفريط بدماء الشهداء...

استطلاع رأي عن جنيف2

تسابق الولايات المتحدة وروسيا الوقت لسحب المعارضة السورية والنظام السوري إلى مؤتمر جنيف2، المتوقع انعقاده في منتصف شهر تشرين الثاني من العام الحالي. إذ ترى الدولتان، حسب تصريحات مسؤوليهما، أن حلّ الأزمة السورية لن يكون إلا على طاولة جنيف، وبتسويةٍ سياسيّةٍ تتوافق مع حساسيّة المنطقة والوضع السوري المعقد.

"عــــين المــــدينة" كانـــــت مـــــع السوريّين، الطرف الأهم في أية تسويةٍ سياسية، فاستطلعت آراء بعضهم في دير الزور عن جنيف2، وما إذا كانوا يتوقّعون أن يحقّق تطلعات الشعب السوري، وما موقفهم من الذين يريدون الذهاب إلى المؤتمر.

تقول هبة، وهي شقيقة شهيدٍ: "لن نقبل بأية تسوية تُبقي على المجرمين الذين قتلوا أهلنا. ولن يجدي هذا المؤتمر في شيء، ما دام هناك قاتلٌ يبتزّ المجتمع الدولي بإجرامه. الإجرام لا يُفاوَض بل يُحاكَم. وإذا كان هناك من يريد الذهاب إلى جنيف فليذهب، ولكنه لن يمثّل إلا نفسه".
ولم يختلف رأي سليمان، الذي اعتقل لمدة 6 أشهر في سجون النظام، عن رأي هبة، فقال: "شخصياً لن أقبل أن يساوم أي أحدٍ على معاناتي في سجون النظام المجرم. لن أرضى بأقل من القصاص العادل من أولئك المجرمين. لا أدري كيف يمكن أن يسير المرء في الشارع ويشاهد من قتل وعذّب يسير بجانبه دون أن تطاله العقوبة المناسبة. لا أمل لنجاح هذا المؤتمر ما دام النظام سيكون طرفاً فيه".
ويُبـــرز نبيــل، وهو مقاتلٌ في الجيش الحرّ، ثلاثة صورٍ لأصدقاء له استشهدوا على أيدي قوّات النظام، ويقول: "من هذا الذي يرضى أن يتحاور مع قاتل هؤلاء الشباب؟ من هذا الذي يقبل أن يضع دماءهم على طاولةٍ يجلس إليها قاتلهم؟ وإذا كان حلّ الأزمة بالمساومة بين الضحية والجلاد فلماذا حملنا هذا السلاح وقدّمنا الشهداء؟ لن نقبل سوى بمحاكمة بشار الأسد ومن شارك معه في هذه الجرائم".
ولم يرَ أبو محمود، وهو قائدٌ ميدانيٌّ في إحدى الكتائب الإسلامية، في المؤتمر سوى انصياعاً لما تقتضيه مصلحة الغرب ومحاربة النهضة الإسلامية في سوريا. ويتوافق رأي مصطفى إياد، الطالب الجامعي، مع رأي أبو محمود، إذ يقول: "مؤتمر جنيف2 عنوان استسلامٍ وموافقة على المخطط الغربي، وتحويل السلطة من الداخل والشعب إلى مجالس إسطنبول، ومحاولةٌ لحشد الجهود لمحاربة الإسلاميين. من يوافق على قيام مؤتمر جنيف سيقدم التنازلات ويفاوض على دم الشهداء".
الدكتور نوري السعيد، الناشط في المجال الطبي والإغاثي، طرح وجهة نظره عن المؤتمر، فقال: "إذا كان قرار الذهاب إلى جنيف بيد معارضةٍ مغلوبةٍ على أمرها ومرهونةٍ بالتبعية للخارج، من حيث الدعم المادي والعسكري، فلن تكون مصلحة الثورة هي الأهم، بل ستغلّب مصالح الدول الداعمة على المفاوضات. من يريد الذهاب إلى جنيف وغيرها عليه أن يكون صاحب قرارٍ مستقلٍّ متسلحٍ بوحدة الصف وقبول الشعب السوري، لأن حرب المفاوضات متعبةٌ وتحتاج إلى قوة".
أما أبو عمار، الإعلامي في شبكة الناطق الرسمي باسم ثورة الفرات، فيرى أن الشعب قد قال كلمته بوضوح "لا لجنيف"، وأن أي مؤتمر يكون النظام وأذنابه طرفاً فيه فهو فاشلٌ حتماً، وأنها لعبةٌ لإطالة عمر النظام المتآكل.
ويبقى علي، الرجل النازح في مدينة البوكمال، وحده هو وبعض من يتمسكون بأصغر قشةٍ من الأمل، يرون أن هذا المؤتمر قد يكون نهايةً لعذاباتهم ومعاناتهم، أو لعله يكون سداً يوقف شلال الدم الجارف منذ عامين ونصف.