أن تكوني لاجئة في تركيا

موقع Ekmek ve Gül
20 حزيران

ترجمة رياض أولار

أجبر نصف سكان سورية على مغادرة منازلهم بسبب الحرب، وتشكل النساء والأطفال 75% من مجمل هؤلاء المهجرين. لجأ الملايين إلى بلدان عدة، على رأسها دول الجوار، في حين اضطرت الأكثرية إلى النزوح إلى مناطق أخرى داخل بلدهم.

يصبح 20 شخصاً لاجئين كل دقيقة

صرح المندوب السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أن عدد المهجرين بسبب الحروب الجارية في شتى أنحاء العالم وصل إلى أعلى مستوى له حتى الآن. وحسب معطيات الأمم المتحدة لعام 2016 هناك أكثر من 65 مليون شخص اضطروا إلى الهروب داخل بلدانهم أو خارجها، ما يعني معدل 20 شخصاً كل دقيقة.

سورية هي البلد الأكثر في عدد المهجرين خارج بلدهم. وحسب آخر معطيات الأمم المتحدة، بتاريخ 19 حزيران 2017، هناك 5 ملايين و58 ألفاً و456 لاجئاً سورياً مسجلاً حول العالم. مليونان منهم يعيشون في الأردن ولبنان ومصر والعراق، و3 ملايين و550 ألفاً في تركيا. يشكل الرجال 51,5% منهم والنساء 48,5%.

تركيا هي البلد الأكثر استضافة للاجئين في العالم، بنسبة 5% من إجمالي عدد سكانها.

أوضاع اللاجئات بالأرقام

فضلاً عن المشاكل التي يعيشها اللاجئون، للمرأة مشاكلها الخاصة. فلنلق نظرة على أحوال اللاجئة السورية في تركيا، بحسب معطيات AFAD ووزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية:

- 18,4% من اللاجئات أميات، و16,1% تركن التعليم في المرحلة الابتدائية، وفقط 33% منهن أنهين التعليم الابتدائي.

- 8,4% من اللاجئات لم يتزوجن أبداً، و7 بالألف مطلقات، و9% فقدن أزواجهن في الحرب.

- 84,4% من اللاجئات يعملن من المنزل، و4,9% عاملات عاديات، و3.5% عاطلات عن العمل.

- بين 300 امرأة من المنضمات إلى سوق العمل؛ 81.3% كان عمرهن 25 أو أقل عندما تزوجن، و42.7% لديهن أطفال، و11.3% أجهضن برغبتهن.

- حتى أواخر 2016 سُجلت 184 ألفاً و390 حالة ولادة بين اللاجئات السوريات في تركيا.

العوائق التي تعترض النسوة في طريقهن إلى مواطن اللجوء

يمر اللاجئون الهاربون من ظروف الحياة القاسية في بلدانهم، الساعون للوصول إلى مواطن الأمان، بمشقات ومتاعب عدة، تكون النساء والأطفال هم المتضرر الأكبر منها. وقد أوضح المفوض السامي للاجئين في الأمم المتحدة مخاطر الهجرة على النساء كالآتي:

- استغلال النساء قبل الهروب من بلادهن أو أثناءه، واستغلالهن في بلدان اللجوء، جنسياً وبدنياً.

- استغلال أزواجهن لهن ثم التخلي عنهن.

- إجبارهن على الانضمام إلى الجيش وإشراكهن قسراً في العمليات المسلحة.

ـ استغلالهن بالدعارة.

- الاعتداء عليهن جنسياً أثناء النزاع وتركهن حاملات.

- الاعتداء عليهن جنسياً أثناء عبورهن الحدود من قبل المهربين وحرس الحدود.

- خطر وقوعهن بأيدي المتاجرين بالبشر.

- مصادرة قرارهن وعدم اعتبارهن شخصاً مستقلاً.

عندما لجأت أسرتهما إلى تركيا، قبل خمس سنوات، كانت دنيا في الخامسة عشرة وشقيقتها حليّة في الثامنة عشرة. كانتا طالبتين. كانت دنيا تريد أن تكون رسامة، أما حليّة فكانت تود أن تصبح طبيبة.

الآن تعمل كلاهما في ورشة نسيج في أضنة. يبدأ الدوام من الثامنة صباحاً وحتى الساعة السابعة والنصف مساء. تتقاضى دنيا 150 ليرة في الأسبوع، أما حليّة فتقبض 200 ليرة. طبعاً دون ضمان صحي وإطعام. «تقريباً كل عمالهم سوريون، ولكنهم يصرخون في وجوهنا دوماً ويوبخوننا»؛ قالت الأختان. وعندما سألناهما: «لماذا يصرخون في وجوهكم؟» قالت دنيا: «نعتقد أنهم لا يحبون السوريين»، ومع ذلك يشغّلونهم لأنهم يعملون براتب أقل من الحد الأدنى للأجور في تركيا.

مرّت الأسرة بمتاعب كثيرة. إذ فقد أخوهما عينه إثر حادث سير، وتوفيت أختهما بحادث آخر في اليونان بعدما حاولت الهجرة إلى أوروبا لأنها لم تستطع تحمل مشقة الحياة هنا، ولم يصل جثمانها إلا بعد ثلاثة أشهر. «كانت جثة أختي مهترئة»؛ قالت دنيا والدموع تنهمر من عينيها. والدهم وأحد إخوتهم، اللذان ذهبا مع الأخت، ظلا في اليونان. الأسرة مشتتة؛ لا هم يستطيعون الذهاب إلى اليونان ولا باقي أفراد أسرتهم يستطيعون القدوم إلى تركيا. «فقط نتكلم بالهاتف، هم هناك ونحن هنا»؛ تقول دنيا.

49% من الأطفال اللاجئين مكتئبون

ليس من السهل تربية الأطفال الذين عاصروا الحرب بأعمار صغيرة. وبحسب الأرقام التي أعلنها المنسق العام لجمعية أطباء الأطفال:

ـ بين كل أربعة أطفال لجأوا إلى تركيا، ثلاثة فقدوا قريباً لهم في الحرب في سورية.

ـ واحد من كل ثلاثة تعرض للعنف الجسدي.

ـ اثنان من كل ثلاثة شاهدا بأم أعينهما أحد أفراد الأسرة يتعرض للتعذيب.

ـ 49% يعيشون حالة اكتئاب.