العدد صفر من مجلة عين المدينة - صورة من عام 2013 لقصف مكتب المجلة في دير الزور

دون تخطيط مسبق، يتزامن احتفال هذه المجلة بإصدار عددها رقم 100 مع ملف حافل تنشره عن دير الزور، يشبه ما كانت تنشره وتعنى به منذ انطلاقتها وخلال العام الأول من عمرها، قبل أن تجتاح داعش المنطقة الشرقية من سورية، والدير، وتُغلَق مكاتب المجلة هناك ويخرج معظم كادرها إلى تركيا، في صيف عام 2014.

لقاء مع قائد في الجيش الحرّ، وتقرير عن تشكيل مجلس محلي للمحافظة، واستشراف للمهام الثقيلة الملقاة على عاتق الإدارة المدنية المنتظرة لدير الزور بعد داعش، في قطاعات الصحة والخدمات والتعليم والقضاء والأمن... هي معالم ملفنا اليوم، وهي بالضبط الاهتمامات الأولى لهذه المجلة عند تأسيسها في الذكرى الثانية للثورة، آذار 2013، قبل اجتياح الكابوس الداعشي الأسود الذي دخل عامه الرابع جاثماً على صدر المحافظة، ونأمل ألا يتمّه.

صارت سيناريوهات تحرير الدير من تنظيم الدولة مادة كتابة غزيرة خلال الأشهر الماضية، في ظل تعدد الفاعلين العسكريين وغموض ما يُحكى عن تفاهمات دولية. غير أن لدير الزور المستقبل في ذهن هذه المجلة تصورٌ واحد وحيد؛ محافظة حرة تلملم ما لحق بها من جراح غائرة خلال هذه السنوات، وتحث الخطا نحو تنظيم شؤونها وترميم بنيتها التحتية وصولاً إلى إعادة إعمار الحجر والناس، بالتوازي مع سورية كلها.

وفي هذا السياق نأمل أن يكون لنا دور في مواكبة هذا البناء وتغطيته، بعد أن كان لنا دور في مقاومة داعش خلال ما يزيد على الثلاث سنوات الماضية، ومقاومة الأسد قبل ذلك وأثناءه، وبعد أن يصبح هذان الطرفان جزءاً من ماضي السوريين المؤلم الذي لا يودون أن ينظروا إليه كثيراً.

وفي غضون ذلك ستبقى قلوبنا معلّقة بدير الزور وهي تمر بمخاضها الدموي الأليم للولادة من جديد، لا سيما مع ما نراه من دمار لحق بكل المدن التي حُرّرت من داعش، في ظل انتحارية التنظيم وتعسّف أعدائه في التحالف الدولي وجبروتهم من الجو، مما نلحظ آثاره في الضحايا المدنيين وصور الخراب العميم.

لكنها خُطىً كتبت... ونأمل أن تمرّ بأقل ألم ممكن.