ميشيل كيلو: "ديمستورا كذّاب وقليل حيا"

عُقاب يحيى: "نقطتان خطيرتان طرحهما ديمستورا"

رعت منظمة منبر الشام وجمعية بلبل زادة ندوةً حواريةً بعنوان (سوريا بين اليوم والغد)، أقيمت في مدينة غازي عينتاب التركية. شارك فيها كلٌّ من السيد ميشيل كيلو رئيس اتحاد الديمقراطيين السوريين، والسيد عقاب يحيى عضو الائتلاف الوطنيّ، والسيد سمير أبو اللبن عضو المكتب السياسيّ لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا.

افتتح أبو اللبن الجلسة بطرح عدّة أسئلة، مؤكداً عدم إمكانية فهم الحالة السورية ما لم تتمّ الإجابة عليها، ومن ضمنها لماذا سكت العالم عن جرائم الأسد الأب والابن؟ ولماذا تستخدم روسيا والصين حقّ الفيتو؟ ولماذا امتنعت أمريكا عن تسليم السلاح النوعيّ للثوّار؟ ولماذا رفضت المنطقة الآمنة؟ وهل الإرهاب السنّيّ صناعةٌ هادفة؟ ومن يدعمها؟

ثم استعرض أبو اللبن الخريطة الاقتصادية الإقليمية والدولية ليبيّن أن المشاكل الاقتصادية يمكن أن تُحلّ بالحروب، فهي فرصةٌ لإعادة تدوير المال. وأجملَ الفوائد التي جناها الغرب من الحرب السورية بانخفاض أسعار النفط إلى 30 دولاراً للبرميل الواحد بعد أن كان 100 دولار، واستهلاك المال العربيّ، وتشغيل معامل السلاح، وإرهاق روسيا اقتصادياً وعسكرياً. وأكد أن سياسة أوباما إزاء هذه الحالة المعقدة تتلخص في دعم الأصدقاء بحيث لا يتجاوز الدمار حدود سوريا، والقضاء على الدواعش، ووضع الأطراف أمام خياري الحرب أو السلام.

انتقل الحديث بعد ذلك إلى عقاب يحيى، الذي بيّن أسباب ضعف المعارضة وعدم وصولها إلى حالة الاستقلال الذاتيّ. وذكر إشكالات الثورة التي وصفها بالمبادرة الشبابية، ولم تكن نتاج قيادةٍ موحّدة، ونجح النظام في التخلص من رعيلها الأول، وحاولت المعارضة الركوب عليها محمّلةً بالكثير من أمراضها. وأكّد يحيى عدم قبول النظام بأيّ حلٍّ سياسيٍّ يمكن أن يفضي إلى خلعه. وشرح بعد ذلك التطوّرات العسكرية بعد التدخل الروسيّ الذي أنقذ النظام بعد تقهقر حزب الله والميليشيات الإيرانية، وأن الهدف الرئيس لهذا التدخل هو صناعة ميزان قوىً جديدٍ يحاول تركيع المعارضة.

وفي حديثه عن مؤتمر الرياض بيّن أن أهم ثغراته هو غياب السوريين. وأكد على التوافق والالتزام بالبيان الختاميّ لمؤتمر الرياض وبأهداف الثورة من قبل اللجنة العليا للتفاوض، وعلى مواقف رياض حجاب القوية والصريحة. وتكلم عن النقطتين المهمتين والخطيرتين اللتين أبلغهما ديمستورا للمعارضة؛ الأولى هي أنكم ذاهبون إلى مشاورات، الأمر الذي زرع تخوّفاً لدى اللجنة من إطالة المحادثات قبل التفاوض، مما يعطي فرصاً أخرى لزيادة إجرام النظام وداعميه، والنقطة الثانية يجب فيها على المفاوضين التعامل مع التطوّرات التي تحدث مع تغيّر موازين القوى.

أنهى يحيى الحوار، لينتقل إلى السيد كيلو الذي بدأ حديثه بعدم استغلال المعارضة الجيد للمفاصل الجوهرية التي تملكها، وأنّ حل الأزمة السورية ما يزال مرتبطاً بالرهانات الدولية.

ورأى كيلو أن الولايات المتحدة اكتشفت، بعد شهرين أو ثلاثةٍ من بدء الثورة، أن هناك فرصةً قويةً يمكن استغلالها لتصفية حساباتٍ دوليةٍ وإقليمية، وهي لم تحقق إلى الآن ما تطمح إليه، ولم تستنفد جميع فرصها في ترويض إيران وإنهاك الدب الروسيّ. وأن روسيا رأت في هذا الصراع نقطةً قوّةٍ يمكن استغلالها للتأثير على علاقتها مع العرب، وأنها تعتقد أن باستطاعتها الدخول في صراعٍ مع الولايات المتحدة، وهي "تشبّح" في سوريا لاستعادة شيءٍ من قوّتها. وأن الخليج يتخذ مواقف تتمحور حول إبقاء الأزمة في سوريا كي لا تنتقل إليه، وهو لا يريد نظاماً ديمقراطياً في سوريا ولا إسلامياً، ما يريده هو الفوضى، وهو يصارع إيران بجهود السوريين، كما تفعل أمريكا. ولن تنتهي الأزمة في سوريا إلى حين انتهاء هذه الرهانات "لأنو ما حدا واجعو قلبو على الشعب السوري".

ثم تطرّق كيلو إلى موضوع المفاوضات، وقال إن المطروح هو الذهاب إليها انطلاقاً من القرار 2254 الذي نسف جنيف1 ولم يبقِ منه شيئاً. وأكّد أن ملفات الحصار والتجويع والمعتقلين لا تُطرح في المفاوضات، وهي قضايا بين النظام والشعب ويجب على المجتمع الدوليّ والأمم المتحدة حلها، وإدراجها ضمن البنود من شأنه إطالة مدّة المفاوضات.

وهاجم كيلو ديمستورا بقوله: "ديمستورا كذاب، وقليل حيا"، فقد وعد المعارضة بعدم تشكيل اللجان الأربع الاختصاصية، ثم أخبر النظام أنه يعمل على تشكيلها. ويقول بعد ذلك للمعارضة إنكم ستذهبون إلى مشاوراتٍ ثم إلى محادثات.

استمرّت الندوة ما يقارب الساعتين، وختمت باستفسارات الحضور في ما يخصّ الواقع السياسيّ والعسكريّ، والإجابة عنها من قبل المحاضرين.