من اجتماع التأسيس-خاص عين المدينة

انتخبت فعاليات ثورية وناشطون من دير الزور مجلساً محلياً للمحافظة منذ عدة أيام في مقر الحكومة المؤقتة في مدينة غازي عنتاب التركية. أجريت الانتخابات بحضور الأمين العام للحكومة ونائب وزير المالية وبإشراف وزير الإدارة المحلية، كما نشرت الوزارة على صفحتها على الفيسبوك.

تم انتخاب رئيس المجلس ونائبه والمكتب التنفيذي، بحضور 28 عضواً من عدد أعضاء المجلس البالغ 41. وأسفرت الانتخابات عن نجاح الدكتور أنس الفتيّح بالتزكية بعد انسحاب المرشح الثاني العميد عبد الباسط الويس الذي أصبح نائباً للرئيس باتفاق الأعضاء. أثار الإعلان عن انتخاب مجلس المحافظة ردات فعل مختلفة في أوساط الناشطين والهيئات الثورية في تركيا، تراوحت بين مبارك ومعترض ومتهكم، بينما لم يلق هذا الإعلان أي صدى في أوساط المدنيين من محافظة دير الزور في الداخل أو الخارج.

كواليس تشكيل المجلس

في الرابع عشر من آذار المنصرم أعلنت وزارة الإدارة المحلية والإغاثة وشؤون اللاجئين عن البدء بإجراءات تشكيل مجلس المحافظة. وكان ذلك في سياق مبادرة فواز المفلح، أحد موظفي الحكومة المؤقتة من المنطقة الشرقية، الذي التقى بفعاليات من محافظات المنطقة الثلاث، أسفرت عن تشكيل مجلسي محافظتي الرقة والحسكة. حينها تصدت هيئة السوريين في أورفا لمهمة المبادرة لإدارة المشاورات لتشكيل مجلس دير الزور. وعلى مدى خمسة أشهر من النقاشات والاجتماعات في أورفا وعنتاب واسطنبول اتفقت الأطراف المدعوة للمشاركة على لائحة ضمت 41 ممثلاً عن الفعاليات والقوى الثورية من المحافظة وفقاً للوائح وزارة الإدارة المحلية الخاصة بالمجالس. ونشرت الوزارة على صفحتها، في الثاني من آب الحالي، لائحة بأسماء أعضاء مجلس المحافظة، وطالبتهم بالاجتماع في العاشر من الشهر نفسه لانتخاب المكتب التنفيذي للمجلس ورئيسه، وفتحت باب إرسال الاعتراضات القانونية على الأعضاء –إن وجدت- إلى بريد الوزارة.

في تعليقه على آلية تشكيل المجلس قال السيد جلال العلي، أحد القائمين على هيئة السوريين في أورفا: «تواصلنا، خلال الأشهر الخمسة الماضية، مع كافة القوى والفعاليات والشخصيات الثورية ووجهاء وشيوخ عشائر، وتم التوصل إلى مائة شخصية تمثل أبناء المحافظة، اخترنا منها 41 شخصية وافقت عليها الحكومة المؤقتة. لم نقصِ أي جهة فاعلة لكن لا يوجد عمل كامل، وسيكون هناك دائماً منتقدون. وأرى أن الأصوات الرافضة للمجلس هي جماعات تخريبية لا تريد قيام جهة تمثل أبناء المحافظة».

رئيس المجلس، الدكتور أنس الفتيح، أجاب، في لقاء مع شبكة الشرق نيوز، عن الاعتراض على آلية تشكيل المجلس: «نقرّ أن طريقة التشكيل لم تكن الطريقة الأمثل، وكنا نتمنى أن تحدث مشاركة فاعلة لكامل أبناء المحافظة. ما حصل أنه، وبعد أكثر من ستة أشهر من العمل على استقصاء آراء الناس من قبل هيئة السوريين في أورفا، تم الجنوح إلى مادة قانونية في اللائحة التنفيذية للإدارة المحلية تشير إلى أنه -في حالات استثنائية- يمكن اقتصار الهيئة الناخبة على ممثلين عن القوى والفعاليات الثورية. ومن هنا نتفهم كثيراً من الانتقادات التي تعرضت لآلية التشكيل». وأشار إلى أن المجلس يتعهد أن يحل نفسه مباشرة عند تحرير أي منطقة مهما صغرت من محافظة دير الزور.

الاعتراض على تشكيل المجلس

نشرت شبكة فرات بوست الإعلامية على موقعها على الإنترنت، بعد يوم من تشكيل المجلس، تقريراً بعنوان «ناشطون من دير الزور يؤكدون: المجالس حسب المقاس, والأعضاء بالتوافق»، أوردت فيه آراء عدد من الناشطين المعترضين على تشكيل المجلس، مدّعين أن الانتخابات تمت بسرّية، وأن اختيار الأعضاء كان انتقائياً ولم يشمل كافة ممثلي أبناء المحافظة. وبعد تقريرها بأيام وجهت الشبكة دعوة لنشطاء المحافظة للمشاركة في حملة بعنوان «عدم اعتراف بمجلس دير الزور الحالي». بينما أشار أحد أعضاء المجلس، رفض الكشف عن هويته، إلى أن «جيش أسود الشرقية» هو من يقف وراء الحملة الإعلامية ضد المجلس، وذلك لمكاسب سياسية معينة.

يأخذ الخلاف على مجلس المحافظة طابعاً سياسياً دون النظر إلى التحديات التي ستواجه المجلس في تقديم الخدمات في ظل الظروف الحالية. كما أن هذه السجالات حوله انحصرت بناشطي المحافظة في تركيا، ما يظهر العزلة التي يعيشها هؤلاء عن الشارع الديري.