كورونا: في مدارس دير الزور.. بين منطقتي الإدارة الذاتية والنظام

من منطقة سيطرة "قسد" في دير الزور - خاص

تكشف معدلات الإصابة المرتفعة بفيروس "كوفيد 19" في أوساط المعلمين والطلاب  في مدارس محافظة دير الزور منقسمة السيطرة بين "الإدارة الذاتية" والنظام، عن فشل ذريع لدى الطرفين المسيطرين أمام الوباء المتفشي في المحافظة.

فحسب الأرقام التي تنشرها وزارة الصحة في حكومة النظام، بلغ عدد الإصابات في المدارس 112 إصابة حتى منتصف كانون الثاني 2022، مع الإشارة إلى أن عدد مسحات ال PCR التي أجريت للطلاب حتى هذا التاريخ، هو 322 فحص بنسبة إيجابية بلغت حوالي 35 % توزعت الإصابات بين 84 عاملاً في السلك التعليمي و28 طالباً أغلبهم من الفتيات في المرحلة الثانوية، في حين بلغ عدد الوفيات المؤكدة نتيجة الإصابة بالفيروس 4 حالات جميعها وسط الكادر التعليمي.

تختلف الأرقام الرسمية عن الواقع إلى حد كبير وفق تقديرات أطباء ومعلمين في الجزء الواقع تحت سيطرة النظام. فبين شهري تشرين الأول وكانون الأول 2021 وصل عدد الإصابات بين المعلمين في مدارس مدينة دير الزور مركز المحافظة، 1450 إصابة إلى جانب 288 إصابة وسط الطلاب معظمها في المرحلة الثانوية.

وفي مدينة الميادين وخلال المدة نفسهاـ بلغ عدد الإصابات 520 إصابة وسط المعلمين و178 بين الطلاب. وضمن المعلمين في المجمع التعليمي لبلدة التبني في الريف الغربي بلغ عدد الإصابات 670 إصابة، وبنسبة 70% تقريباً بين العاملين في المجمع، وهي الأعلى في منطقة سيطرة النظام. ووفق التقديرات ذاتها بلغ عدد حالات الوفاة بين المعلمين بسبب الإصابة في الفيروس، 24 حالة، ولم تسجل أي حالة وفاة وسط الطلاب.

تقول وزارة الصحة في حكومة النظام أن 45% من العاملين في قطاع التعليم تلقوا اللقاحات الخاصة بالفيروس، لكن هذه النسبة تبدو غير منطقية مقارنة بالوقائع، من ناحية ما نُفّذ بالفعل من خطة التلقيح المفترضة في الوسط التعليمي، وناحية معدلات الإصابة المرتفعة وفق ما تثبت الأرقام الفعلية في منطقة النظام بدير الزور.

يقدَّر عدد المعلمين في المدارس الواقعة في منطقة سيطرة النظام في محافظة دير الزور، ب 24 ألف معلم، وعدد الطلاب ب 155 ألف طالب وطالبة يتوزعون على 354 مدرسة يداوم الكثير منها في فترتين.
بينما بلغ عدد المعلمين في منطقة الإدارة الذاتية وفق ما نشرت هيئة التربية التعليم التابعة لها في ديرالزور،  ب 7000 معلم، وعدد الطلاب ب 300 ألف طالب يتوزعون على 646 مدرسة.

لا يبدو الحال أفضل بكثير في منطقة سيطرة الإدارة الذاتية أو قسد في دير الزور. فلا يمكن الثقة بأرقام هيئة الصحة التابعة للإدارة، لأن عدد المسحات المأخوذة والفحوص اليومية التي تجريها الهيئة محدود جداً، ولا يتناسب مع عدد السكان إلى حد يجعل من بياناتها في هذا الشأن عديمة النفع. وكما في منطقة النظام تعبر تقديرات الأطباء والعاملين في قطاع التعليم بمنطقة سيطرة الإدارة الذاتية عن حجم تفشي الوباء على نحو أدق من الأرقام الرسمية. ووفق هذه التقديرات بلغ عدد الإصابات وسط المعلمين في الجزء الواقع تحت سيطرة الإدارة في دير الزور، 1453 إصابة، بنسبة 20% من إجمالي معلمي هذه المنطقة. فبين معلمي المدارس بين بلدتي أبو حردوب وغرانيج في الريف الشرقي فقط، سجلت 312 إصابة. وبلغ عدد حالات الوفاة المقدرة نتيجة الإصابة بالفيروس 12 حالة.

تنحصر التدابير التي اتخذتها لجنة التربية في منطقة الإدارة الذاتية بإصدار توجيهات إلى مديري المدارس بضرورة تحول كل معلم أو طالب مريض يشتبه بإصابته بالفيروس إلى أقرب مركز صحي لإجراء فحوصات أولية، لكن ضعف إمكانات المراكز الصحية فضلاً عن عددها القليل، يجعلها غير قادرة عن إجراء الفحوصات المطلوبة.

ووجهت لجنة التربية مديري المدارس بالطلب من المشكوك بإصابتهم البقاء في المنزل، لكن وفي ظل حالة اللامبالاة العامة نحو الوباء، لا تلتزم أغلبية المشكوك بإصابتهم بالحجر الطوعي، إذ يواصلون حياتهم على نحو طبيعي ويعدون أيام الغياب عن المدرسة إجازة. وطبقت مديرية التربية في منطقة النظام التدابير ذاتها تقريباً، مع الإشارة إلى ظاهرة التنمر على كل طالب يشَكّ بإصابته.