كرة القدم الشعبية الرمضانية في إدلب تجذب حتى الأندية المنظمة

اشبال نادي سرمين

قبل يوم واحد من بداية شهر رمضان، ودون الكثير من لفت النظر، انتهت بطولة "كأس سوريا" لكرة القدم التي نُظمت في إدلب، بينما تقام اليوم أثناء الصيام العديد من البطولات الشعبية التي يظهر من تنوعها وتوزعها الجغرافي وإقبال المتابعين إليها، أنها الأكثر حضوراً كطقس اجتماعي وحتى رمضاني.

لا تكاد الرياضة الأكثر شعبية تغيب طويلاً عن عشاقها من لاعبين وجماهير في محافظة إدلب، فما إن تنعم المنطقة بقليل من الهدوء حتى تستعيد الملاعب نشاطها معلنة عن دوريات ومسابقات متنوعة، في وقت باتت الملاعب الخاصة منتشرة بكثرة ضمن المحافظة، وصاحبة الأسبقية بالبطولات الكروية التي تمتد على مدار العام وتشارك فيها فرق شعبية ونوادي رسمية محلية.

لا يتجاوز طول معظم الملاعب الخمسين متراً، ويتراوح عرضها بين عشرين وثلاثين متراً، ويستوعب الملعب ما بين ستة إلى ثمانية لاعبين؛ وعلى أرضية هذا الميدان تلعب الفرق المشاركة بالبطولات، بينما يحتشد على جانبيه ضمن مدرجات صغيرة العشرات -بل المئات أحياناً- من الجماهير بأجواء حماسية صاخبة.

تعود ملكية الملاعب لأشخاص بعضهم من عشاق كرة القدم أو أحد محترفيها، وآخرين غرضهم استثماري، إذ تتيح الملاعب حجوزات يومية لهواة كرة القدم، وتنظم البطولات التي تتنوع وتختلف شروطها ومواقيتها من ملعب إلى آخر، وتعتبر مشروعاً استثمارياً ناجحاً في أوقات الاستقرار، وتقام تحت مسميات مختلفة "بطولة الشهداء، الشركات، المحترفين والهواة..".

 رائد عبود لاعب سابق في نادي أمية قال لـعين المدينة، إنه افتتح ملعباً سداسياً ببلدته سرمين، وأن ملعبه يلاقي رواجاً لاسيما من خلال البطولات التي ينظمها. يوضح "العبود" أن آخر بطولة انطلقت مع بداية شهر رمضان تحت مسمى "البطولة الرمضانية" للهواة، تقام مبارياتها قبيل الإفطار، ويشارك فيها حوالي 8 فرق محلية، وتتسم مبارياتها بقصر وقتها وحماسها الكبير.

 كما أعلن الملعب الأولمبي بمنطقة حزانو عن "بطولة الشركات"، ويشارك فيها 16 فريقاً تحت رعاية شركات تجارية وصناعية في المنطقة، وهي بطولة مفتوحة كما يقول "جمال أبو محمد" صاحب الملعب، موضحاً لـعين المدينةأن البطولة المفتوحة تسمح لكل فريق باستقدام اللاعبين من كافة الفئات العمرية بما فيهم لاعبو الدرجة أولى، وتشارك الفرق تحت رعاية إحدى الشركات في الشمال المحرر. ويميز "أبو محمد" بطولات أخرى تشترط كون اللاعبين هواة، وأخرى تحدد فئة عمرية محددة على سبيل المثال.

 أما "كأس سوريا" الذي أطلقته مديرية الرياضة والشباب بإدلب المتمثلة بالاتحاد السوري لكرة القدم، فشارك فيه ٣٨ نادٍ من الأندية المعتمدة في إدلب، وجاءت البطولة بعد فترة انقطاع البطولات الرسمية لأكثر من سنتين بسبب ظروف الحرب والتهجير.

 ويقول نادر الأطرش رئيس الاتحاد، إن البطولة استمرت لأكثر من شهر وشهدت "إقبالاً جيداً"، موضحاً لـعين المدينةأن "العوائق كانت كثيرة، أبرزها عدم توفر ملاعب جيدة لإقامة مثل هذه البطولات التي تنظم بفريق من ١١ لاعباً وتحتاج لملعب كبير".

 يفتقر قطاع الرياضة للدعم والتجهيزات إلا من بعض الجهات التي ترعى بطولات محددة، وتتكفل بدعم الجوائز والمصاريف للقائمين على البطولة من منظمين وحكام يجهدون لسير المباريات بمعايير رسمية، في حين تنطلق البطولات المحلية ضمن الشروط المتاحة، وعبر مبادرات أهلية غير منظمة، لكنها تلقى إقبالاً أكبر من البطولات الرسمية شبه الغائبة، والتي تلعب ضمن شروط خاصة بالأندية المسجلة لدى الاتحاد الرياضي، وتقام مبارياتها ضمن ملاعب محددة غالباً ما تكون في المدن الرئيسية، على عكس البطولات الخاصة التي تنتشر في الملاعب المنتشرة في معظم بلدات محافظة إدلب.

على الجهة المقابلة فإن النوادي المنظمة والتي "تضم كادراً إدارياً وتمثل فئة أو بلدة معينة" وتعاني من قلة البطولات الرسمية، لا تسعى إلى حضور البطولات الخاصة والمشاركة فيها، لأنها تنظم في معظم الأحيان على ملاعب سداسية.

 ويقول الكابتن منذر رمضان مدرب نادي العمال، إن "لاعبنا يتدرب على اللعب في الملعب النظامي وليس بالسداسي، وهذا ما يؤثر على أدائه سلباً (في الملعب الصغير)". موضحاً أن "هناك بطولات عالمية خاصة بالملاعب السداسية ولها لاعبوها".

 لكن ضرورة مواصلة التدريب في ظل عدم توفر الملاعب الجيدة، تضطر نادي العمال والأندية الأخرى إلى المشاركة في هذه البطولات وتحت مسميات مختلفة؛ ويقول الكابتن منذر، إن "النادي يشارك في بطولة الشركات بالملعب الأولمبي -كممثل عن إحدى الشركات- بهدف التدريب وإبقاء اللاعب ضمن أجواء اللعب" .