قائد مجلس شورى الشعيطات: لم نخرج من الثورة حتى نعود إليها

نتعاون مع كلّ من يريد دحر داعش والنظام، ونتبرّأ ممّن يقاتل مع النظام ومع ميليشيات pyd

اختار أبناء عشيرة الشعيطات المقيمون في محافظتي إدلب وحلب عبد الكريم محمد الحماش، المعروف بـ"أبو ريتاج"، قائداً لـ"مجلس شورى عشيرة الشعيطات في الشمال". وأثار البيان المصوّر الذي نشره المجلس اهتماماً كبيراً في مجتمع محافظة دير الزور، وخاصّةً مع حسم المجلس موقفه من بعض ما يجري من أحداث.

ما هو مجلس شورى الشعيطات في الشمال؟ ومن هم مؤسّسوه؟

المجلس جسمٌ مؤلفٌ من شقين؛ شقٍّ مدنيٍّ يعنى بالشؤون العامة للعشيرة ويسعى إلى تخفيف معاناة أبنائها، وخاصّةً من يقيم منهم في محافظتي إدلب وحلب، وشقٍّ عسكريٍّ يتألف من أبناء العشيرة المقاتلين بعد أن فكوا ارتباطهم بفصائلهم التي تقاتل في حلب وإدلب واللاذقية وحماة وفي مناطق سورية أخرى. لدينا حوالي 250 عائلةً من العشيرة نازحةً في البلدات الحدودية من محافظة إدلب، سيعنى مجلسنا بهم ويسعى إلى توفير احتياجاتهم بقدر ما يستطيع، ولدينا مئات المقاتلين انضمّوا إلى المجلس وسيقاتلون تحت رايته.

أسّس المجلس قادةٌ عسكريون سابقون في تشكيلات الجيش الحرّ التي قاتلت في دير الزور، ونشطاء مدنيون من أبناء العشيرة.

 

قبل أيامٍ أذعتم بياناً تؤكّدون فيه انتماءكم إلى صفّ الثورة وتتبرّأون من بعض من انضمّ إلى تشكيلاتٍ تتبع للنظام؛ لماذا تأخر تبرّؤكم كلّ هذا الوقت، بعد أكثر من عامٍ على تشكيل ما يسمّى بـ"جيش العشائر"؟

نحن لم نخرج من صفّ الثورة حتى نرجع إليه. عند وصولنا إلى الشمال انضوينا تحت راية الفصائل الموجودة فيه، وقدّمنا العديد من الشهداء في جبل التركمان وإدلب وحماة وريفي حلب الجنوبيّ والشماليّ ومطار أبو الظهور العسكريّ. ونحن نبرأ من كلّ شخصٍ يعادي الشعب السوريّ أياً كانت مدينته أو عشيرته. ووجودنا في عدّة فصائل في السابق أخّر الخروج بهذا البيان. لكننا بعد تأسيس المجلس سارعنا إلى إعلان هذه البراءة.

 

يرفع بعض المنتمين إلى ما يعرف بـ"قوّات سوريا الديمقراطية" من عشيرتكم علم الثورة؛ لماذا تتبرّأون منهم أيضاً؟

نحن نوالي الشعب السوريّ ونعادي من يعاديه وإن رفع علم الثورة. فجيش الثوّار، مثلاً، يرفع علم الثورة، لكنه يساند مليشيا البكك ضدّ الثورة وأهدافها وضدّ أبناء شعبنا، فنحن نعاديه ونشارك مع باقي إخواننا الثوار ضدّ هؤلاء. لذلك نحن نتبرّأ من كلّ من يقاتل مع هذه القوّات.

 

ألا يمكن أن تتفهّموا موقف من انضمّ إلى "قوّات سوريا الديمقراطية" كردّة فعلٍ على ما قامت به "داعش" من فظائع؟

إن الفظائع التي ارتكبتها ميليشيا pyd في حقّ القرى العربية في الرقة والحسكة وحلب لا تقلّ عن جرائم داعش في حقّ عشيرتنا وفي حقّ الشعب السوريّ كله. وإن العلاقة الواضحة والأكيدة بين قوّات الأسد وهذه الميليشيات لا تسمح لأيّ شخصٍ انتمى إلى الثورة في وقتٍ من الأوقات أن يتحالف معها أو يشاركها في أيّ تشكيل. فدماء الشعب السوريّ واحدة، كما أن ثورته ثورةٌ واحدة.

 

لماذا لا تعدّون تحالف "قوّات النخبة" مع pyd تحالف مصلحةٍ لتسهيل الطريق إلى دير الزور؟ ولماذا تحمّلون هذه القوّات مسؤولية ما فعله حزب pyd؟

قوّات pyd تقاتل إلى جانب النظام في محافظة الحسكة، وشاركت مع قوّات الأسد وشبّيحته في قمع المظاهرات وفي قصف الأحياء الثائرة في مدينة الحسكة. علينا أن لا ننسى ذلك. وهي أيضاً متحالفةٌ مع الميليشيات الطائفية في نبّل والزهراء، وشاركت في الهجوم الأخير على ريف حلب الشماليّ، وشرّدت -مثل النظام- مئات الآلاف من المدنيين. وتحالفت هذه الميليشيا مع روسيا، ذاك العدو الذي ارتكب المذابح في حقّ شعبنا. أما عن الطريق إلى دير الزور فلا ننكر أن الموقع الذي تحتله ميليشيات pyd استراتيجيّ، لكن من يضمن عدم غدرها وخيانتها وهي ذات العلاقة الوطيدة مع النظام ومع أعداء الشعب السوريّ؟ إن من يريد تقسيم سوريا لا يمكن أن يسعى إلى مصلحة شعبها، ولذلك من المستحيل أن يكون طريق تحرير دير الزور من هناك.

 

ارتكب تنظيم "داعش" مجازر مروّعةً في حقّ أبناء عشيرتكم؛ هل لديكم أيّ رؤىً خاصّةٍ لتحرير محافظة دير الزور من هذا التنظيم؟

نحن جزءٌ من دير الزور المحتلة من داعش، وسنكون سنداً لإخواننا من باقي العشائر في تحريرها. لا نملك عصاً سحريةً نحرّر بها دير الزور وحدنا، ولذلك يجب أن نتعاون مع كلّ من يريد دحر داعش ودحر النظام، ومع كلّ من لا يزال محافظاً على انتمائه إلى الثورة.

عندما اندلعت الثورة كان عبد الكريم حماش مدير مدرسةٍ في بلدته غرانيج (90 كم شرق دير الزور). وخلال الأشهر اللاحقة تحوّل من متظاهرٍ سلميٍّ إلى مقاتلٍ في كتيبة القادسية، التي غيّرت اسمها إلى كتيبة ابن القيّم، ثم توسّعت إلى لواءٍ بالاسم ذاته بقيادة أبو ريتاج.