سيرة ثوّار
إصدار داعش «وحي الشيطان»

أثار الإصدار الذي نشره تنظيم الدولة الإسلامية في الخامس والعشرين من شهر حزيران الماضي باسم «وحي الشيطان»، والذي صوّر عمليات إعدامٍ مريعةٍ لخمسةٍ من الإعلاميين الثوّار في مدينة دير الزور، موجةً من الحزن والألم والغضب اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعيّ التي امتلأت بصورهم وبمنشوراتٍ ترثيهم، وتجرّم وتهجو وتلعن قاتليهم، نظراً لما حمله هؤلاء الناشطون من أخلاقٍ ثورية، مع إجماعٍ على أن طرق الإعدام التي مورست عليهم تكاد تكون هي الأبشع والأكثر شناعةً، في دير الزور على الأقل، منذ ظهور التنظيم. وكان الإصدار قد أظهر اعترافاتٍ للناشطين حول تسريب أخبار التنظيم والتعامل مع جهاتٍ خارجيةٍ معاديةٍ له، مبتدئاً بتوجيه رسالةٍ قصيرةٍ للمخابرات الأميركية باللغة الإنكليزية بلسان الناشط الإعلاميّ مصطفى حاسة وهو مقيد اليدين على شرفة أحد منازل حيّ العرضي المطلّ على الفرع الصغير لنهر الفرات، تروّج للجهاز الأمنيّ للتنظيم واحترافيته، وعدم إمكانية اختراقه. 


سامر العبود (من مواليد 1982)، المعروف بين الثوار في المحافظة بـ«أبو جعفر». أظهره الشريط وهو يتجوّل بين الباعة يستفسر منهم عن أسعار المواد الغذائية. وقد عُرف بالتزامه الأخلاقيّ والدينيّ والثوريّ في أوساط العمل والثورة. درس هندسة الكومبيوتر في جامعة حلب واختصّ في هندسة الشبكات، وعمل مدرساً لتقنيات الحاسوب في معهد الرصافة للعلوم واللغات منذ 2007 وحتى بداية الثورة، فكان من أوائل الثائرين على النظام السوريّ، وأسهم في إغاثة العائلات النازحة، وأسّس -مع مجموعةٍ من الناشطين الإعلاميين- شبكة إذاعة دير الزور الحرّة الإعلامية في العام 2011. عمل على تغطية المظاهرات وانتهاكات النظام في دير الزور، وأسهم في تغطية المعارك بعد عسكرة الثورة. عمل في المجلس المحليّ لمدينة دير الزور في العامين 2013-2014 كعضو مكتبٍ إداريٍّ ورئيساً لمكتب التنمية البشرية. أصرّ على البقاء في المدينة حتى بعد أن اعتقله التنظيم في مرّةٍ سابقةٍ لمدة ثلاثة عشر يوماً.


الناشط الثاني الذي ظهر في الاصدار هو سامي جودت الرباح، أو «أبو إسلام» كما يدعوه أصدقاؤه. ولد في دير الزور عام 1987. ويحمل شهادة المعهد المتوسط للإلكترون. شارك في الحراك الثوريّ منذ بدايته، واعتقل مرّتين لدى فروع الأمن. نزح مع أهله إلى الرقة مع بداية المعارك بين النظام والجيش الحرّ في تموز 2012، باعتباره أكبر أبناء العائلة، وعاد إلى دير الزور بعد تحرير مدينة الرقة في بداية عام 2013. وعمل كناشطٍ إغاثيٍّ في هيئة دير الزور الخيرية، ونشط بعد ذلك في المجال الإعلاميّ مبتدئاً العمل مع وكالة سمارت، ثم مراسلاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وحصل، بعد دخول تنظيم الدولة إلى المدينة، على بطاقة إعلاميٍّ مستقلٍّ ممنوحةٍ من «الأمير الإعلاميّ»، تتيح له إمكانية التصوير والعمل. 


محمود شعبان الحاج خضر «أبو شعبان» هو ثالث من تناوله الاصدار، واتهمه بالمسؤولية عن إذاعة قناة الآن في المحافظة. ولد في مدينة دير الزور عام 1985. وهو متزوّجٌ وأبٌ لطفلين، لم يبلغ أكبرهما الثالثة من العمر. عمل قبل انطلاق الثورة في شركة دير الزور للنفط، إضافةً إلى امتلاكه محلاً لرواد الإنترنت. شارك في الحراك السلميّ منذ بدايته، وبقي مطارداً من قبل فروع الأمن حتى عسكرة الثورة. تعرّض للإصابة خمس مرّات. التحق بصفوف الجيش الحرّ صيف 2012 إلى حين احتلال داعش لدير الزور صيف 2014.


محمد مروان العيسى «أبو مروان»، الموقوف بتهمة تواصله مع أخيه العامل مع موقع الجزيرة نت وتلقيه بعض المساعدات الإنسانية. من مواليد دير الزور عام 1975. يحمل شهادة المعهد المتوسط للمساحة، وكان موظفاً في دائرة الحراج التابعة لمديرية الزراعة. متزوّجٌ ولديه ولدان. انضمّ إلى صفوف الثوار منذ بداية الحراك، شأنه شأن باقي عائلته التي خسرت قبل ذلك ابنها المسؤول عن هيئةٍ إغاثيةٍ مع طفلتيه. توجّه محمد، بعد سيطرة الجيش الحرّ على أجزاء من مدينة دير الزور في حزيران 2012، إلى العمل في المجال الإعلاميّ ضمن شبكة «الناطق» إلى حين سيطرة التنظيم، ليتوقف عن العمل، ويبقى في المدينة محاولاً تقديم المساعدات الخدمية وإغاثة الأهالي. 


انتهى الإصدار بذات الشخص الذي بدأ به، مصطفى حاسة، أو «ستيف» كما يحب أصدقاؤه أن ينادوه. ولد في مدينة الحسكة 1986. تخرّج في كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية بجامعة الفرات. وتطوّع أثناء دراسته في العديد من المنظمات والجمعيات الخيرية، كجمعية تنظيم الأسرة، وداعماً لجمعية النهضة النسائية ودار رعاية المسنّين بدير الزور. عمل قبل تخرجه في شركة سيريتل للاتصالات. واتجه في بداية الثورة إلى العمل الإعلاميّ، فاهتمّ بالتصوير وكتابة التقارير باللغة الإنكليزية، وعمل مراسلاً لقناة دير الزور الفضائية وشبكة شام الإخبارية باسم ستيف حاس، وأسّس صفحة مرآة دير الزور. وحصل من تنظيم الدولة على بطاقة اعلاميٍّ مستقلٍّ بالشروط التي حدّدها التنظيم لعمل الإعلاميين من غير المبايعين له.