رامز سلطان.. عاشق رفعت في جيش بشار الأسد

رامز سلطان

في الشهر الماضي، قاد العميد في حرس النظام الجمهوري رامز محسن سلطان الذي يلقب نفسه ب"قلب الأسد" رتل مؤازرة ضخم من ريف دمشق إلى الجبهات المشتعلة في ريف حماة، مهمة غير محببة إلى قلب الضابط المغرم برفعت الأسد، وشرب العرق والمتة والغناء والتقاط الصور وصحبة السيدات الجميلات.

فعلى هذه الجبهات لا يجد "قلب الأسد" أي دوافع للقتال، فلا غنائم تنتظر إن تقدمت قواته في سلسلة القرى الجبلية الصغيرة التي أحرقتها ودمرتها الغارات، ولا كاميرات تلتقط له الصور كما يحب في جو تهيمن عليه دعاية "قوات النمر" التي تتجاهل مشاركة تشكيلات أخرى من جيش الأسد.

فلْيمرّ الوقت إذن سريعاً في هذا المكان الخطر، ولا بأس من التحايل مرة بعد أخرى ليظل بعيداً عن دائرة النار، فلديه أطفال يريد العودة إليهم، وزوجة مذيعة في التلفزيون يريد التوسط لتحسين وضعها الوظيفي، ولديه أرقام نساء في دمشق يريد مواعدتهن سراً في مطاعم المدينة القديمة التي أحبها مؤخراً "بعد الأزمة"، في تطور ثقافي ومالي حرره من نوادي الضباط.

في منزل العميد في مساكن الحرس، الحي العسكري غرب دمشق، عُلّقتْ على الجدران صورة من يوم تخرجه من الكلية الحربية، يرتدي فيها قبعة أسطوانية تعلوها ريشة، وعلقت صور لأبيه صف الضابط السابق في سرايا الدفاع والمغني والزجال الشهير المتحدر من قرية المولد قرب القرداحة (محسن سلطان)، تابع رفعت الأسد المخلص الذي أورث أبناءه وبناته "حب القائد" والولاء الدائم له، لا سيما مع الرواتب والعطايا التي ظلت ترسل إليه من "القائد".

بعد أن انتصر حافظ الأسد على شقيقه رفعت في الصراع المعروف على السلطة بين الأخوين، نقل معظم أتباع رفعت ولاءهم لشقيقه المنتصر، لكن محسن سلطان وقلة آخرين غير مؤثرين مثله، ظلوا على تابعيتهم المعلنة ل"أبو دريد"، ففي حفل وسط دمشق تحدى سلطان "الجواسيس" المندسين في الحفل، في موال طويل قال فيه أنه لا يبالي بالإغراءات "أنا محسن وهن بيعرفوني.. يا ما حاولو تا يطمعوني"، ولا التهديدات "ولو قالو على خشبة بيصلبوني.. ولو قالو ببحر يقبروني.. ولو قالو بجمر يحرقوني".. لأنه ثابت على عقيدته الرفعتية، ومعلناً "الحقيقة" بأن "أبو دريد أبي وخيي وعيوني"، داعياً الله بأن يعيد "القائد عالقطر حتى يثبت جنوده.. ويرجع.. بقوة متل ما كان"، ومتباهياً بعدد عناصر سرايا الدفاع السبعين والثمانين ألفاً الذين رباهم رفعت "بفضل مجهوده"، حسب ما غنى حينها صف الضابط والمغني المريض المتقاعد اليوم في منزل أهداه أبو دريد إليه في حي المزة، وفيه ولد آخر أبنائه الذكور وسماه باسم "القائد" رفعت.

على نحو ما، يمثل رامز سلطان شريحة من الضباط "رفعتي" الهوى في جيش بشار الأسد، لا سيما في الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، كان آباؤهم صف ضباط في سرايا الدفاع المنحلة، ولد معظمهم في المشتقات العشوائية لحي المزة التي رعاها رفعت الأسد، أو في مستعمراته الأخرى في السومرية وحي الورود، وفيها اكتسبوا التعصب للطائفة، بعيداً عن ضيع الساحل التي جاء منها الآباء.