جبهاتُ الثورة بين أخذٍ وردّ...

تقدّم الجيش السوري الحرّ ومجمل الفصائل الثورية في عدة مناطق سورية، مقابل التراجع في مناطق أخرى، فيما استمرّت جبهات درعا وريف حماة في رسم خرائط جديدة للسيطرة على الأرض. فقد تابعت كتائب الحرّ تقدّمها على صعيد الريف الغربي والشرقي والجنوبي لمحافظة درعا، بمزيدٍ من السيطرة على قرى ومراكز تجمع وقطعٍ عسكريةٍ تابعةٍ للنظام. ويبدو أن المخطط العسكري للحرّ هو محاولة فتح طرق وصلٍ بين المناطق المحررة وصولاً إلى مركز مدينة درعا. إذ شهدت الأيام الماضية تقدماً واضحاً في محيط عتمان وفي الريف الغربي للمحافظة، وبالقرب من مركز المدينة، مقابل محاولاتٍ واضحةٍ لجيش النظام للحفاظ على مناطق التمركز الأساسية، التي فُرِضت عليه خسارةُ واحدةٍ من أهمها، وهي جمرك درعا، خلال الأيام الماضية.
وفي ريف حماة، حيث الجبهات الأكثر اشتعالاً في المنطقة الوسطى، يتّضح امتداد السيطرة على الريف الشمالي والشرقي والتقدم في الغربي. فما حققه الجيش الحرّ من تقدمٍ في منطقة كرناز ومحيطها يمهّد الطريق نحو إيصال الإمداد إلى مختلف جبهات الريف الشمالي للمحافظة، إضافة إلى تشديد الحصار حول مورك باتجاه طريق حلب. فيما يبدو أن التقدم نحو السقيلبية ومحردة، وصولاً إلى قصف سلحب وسواها بالقرب من مصياف، خاصةً بعد السيطرة على طريق شيزر؛ هو ضمن مخطط الاقتراب من مراكز التجمع العسكرية الرئيسية في حماة، وفي البيئة الحيوية للنظام بسهل الغاب.

 

دمشق ومعـارك نقاط التماس

يحافظ الجيش الحرّ في محيط العاصمة وغوطتيها الشرقية والغربية على مناطق السيطرة، رغم القصف المركّز والشديد والحصار المتواصل على مختلف مناطق ريف دمشق، وبخاصةٍ في جبهة المعضمية بالريف الغربي وفي جبهة المليحة في الشرقي. فقد باءت محاولات الجيش النظامي لاستعادة السيطرة على المعضمية وفتح الطريق نحو داريا بالفشل، ابتداءً باستخدام الكيماوي ووصولاً إلى الحصار الغذائي والقصف المتواصل من القطع العسكرية المحيطة بالمدينة.
وتحاول قوات الجيش الحرّ، وبشكلٍ يومي، السيطرة على حاجزي النور وتاميكو بالقرب من المليحة، سعياً وراء تحقيق نصرٍ استراتيجيٍ مهمٍ في الريف الدمشقي، وهو السيطرة على مقرّ المخابرات الجوية في المليحة، ووصل الغوطتين الشرقية والغربية، اللتين تعتبر جرمانا المكان الاستراتيجي الأهم بينهما.

 

الشمــــال...  خسـائر خناصــــر  ومـــكاسب السفيرة

كان تقدّم الجيش النظامي في محيط بلدة خناصر منذ أيام بمثابة خطوةٍ جديدةٍ باتجاه حلب. إلا أن الثقل العسكري الذي وضعه جيش النظام في المنطقة لم يمكنه من استعادة السيطرة على طريق حماة، إذ ما زالت قوات الحرّ تسيطر على أكثر من 3 كم من الطريق الذي يعتبر أهم طرق الإمداد الرئيسية التي كانت معتمدة لدى النظام. كما أن حصار معامل الدفاع في محيط السفيرة، والسيطرة على غالبية المنطقة وريفها أيضاً، ينبئان بتقدمٍ للحرّ خلال الأيام القادمة، مما يجعل المعركة في الريف الجنوبي لحلب معركة سيطرةٍ على خطوط الإمداد، ويزيد من عنف المواجهات في الريف الشمالي لحماة.
ولا تختلف الصورة في إدلب عما هي عليه في حلب، فسيطرة النظام على أريحا ومحاولات الحرّ استعادتها مع جبل الأربعين، هي بهدف استعادة السيطرة على خطوط الإمداد الرئيسية التي قد تفتح الأبواب من جديدٍ للمعارك شمالاً في إدلب المدينة وجنوباً في ريف اللاذقية.
ولا تبرز أي تطورات كبيرة على جبهات المعارك في محافظة دير الزور، رغم نشوب بعض الاشتباكات الصغيرة، وخاصة على جبهات الصناعة والرصافة داخل المدينة، وفي محيط المطار العسكري وأسواره الشرقية في ريف المحافظة.