الروس والإيرانيون على أرض حوران.. تنافس على صناعة الأتباع بأدوات منها الفيلق الخامس وحزب الله

Getty

بعد بسط قوات النظام سيطرتها على غالبية قرى وبلدات الجنوب السوري، منذ بدء حملته العسكرية مدعومة بالقوة الجوية الروسية والميليشات الإيرانية والشيعية على محافظتي درعا والقنيطرة في 19 حزيران؛ بدأت قوات الحلفاء بفتح باب التجنيد في صفوفها، بهدف استقطاب وضم عناصر الفصائل المقاتلة إلى صفوفها.

قوات الفيلق الخامس، التي يجري تشكيلها من فصائل مقاتلة في الجنوب السوري على غرار (قوات النمر) بقيادة سهيل الحسن التي تديرها روسيا، تفتتح أبوابها أمام أبناء عدد من قرى وبلدات درعا والقنيطرة، بعد أن أقامت مراكز للتجنيد واستقطاب المقاتلين في عدة مناطق بالمحافظة، كمركز إنعاش الريف في مدينة نوى، بهدف ضم عناصر جدد إلى صفوف الفيلق الخامس، وتحت قيادة وإشراف قوات النمر التابعة لروسيا.

إلا أن معلومات مشوشة ترد يومياً حول عرقلة انضمام فصائل كانت ضمن الجيش الحر إلى قوات الفيلق الخامس، أو ما يمكن تسميته قوات النمر2، في ظل سعي مماثل وحثيث من قوات سورية وإيرانية لتجنيد الفصائل المعارضة المسلحة ضمن صفوفها، ما يؤشر على وجود صراع نفوذ وتنافس قوى الحلفاء، ودخولها سباق التجنيد لتحقيق توزع وانتشار وسيطرة كل منها على أجزاء ومناطق مفصلية في الجنوب السوري.

حيث أكد مصدر خاص لـ (عين المدينة) انضمام معظم فصائل (تحالف جيش الثورة) في الجنوب إلى قوات الفيلق الخامس تحت قيادة وإشراف قوات النمر، بالإضافة إلى لواء فجر الدين التابع للفرقة الأولى مشاة ضمن فصيل جبهة ثوار سوريا، لواء فرسان الأبابيل، لواء المهام الخاصة التابع لجيش المجاهدين، ولواء شهداء انخل التابع لفرقة الحمزة في انخل، وذلك عبر نافذة المخابرات الجوية التي تشرف على إدارة ملف تجنيد المقاتلين ضمن قوات الفيلق الخامس.

ويشير الاتفاق الذي وصلت إليه فصائل جيش المعتز المنضوية في تحالف جيش الثورة، والتي تسيطر على قرى وبلدات طفس ومزيريب واليادودة وتل شهاب والعجمي، بحسب المصدر نفسه، إلى أن العناصر المقاتلة التي التحقت بقوات الفيلق الخامس ستقوم بتأدية الخدمة العسكرية الإلزامية في صفوف الفيلق لمدة سنة ونصف ضمن مناطقها، مع مرتب شهري للعناصر قدره 200 دولار أمريكي. وقد شاركت تلك الفصائل في القتال الدائر في منطقة حوض اليرموك تحت قيادة قوات النمر، ويتضمن الاتفاق المبرم أحقية قيادة الفيلق الخامس في سوق عناصر من تلك الفصائل للقتال في منطقة البادية، في حال لزم ذلك.

في المقابل أفادت مصادر خاصة قيام (حزب الله) اللبناني باستقطاب كتائب وعناصر مقاتلة من الجيش الحر، واللجان الشعبية في كل من بلدتي صيدا والكرك الشرقي، بالإضافة إلى تجنيد الحزب لأفراد كتيبة أنصار الحق التابعة لفرقة سيف الجنوب المتمركزة في بلدة الحارة في صفوفه، وإبلاغهم بالاستعداد والتجهز للالتحاق بدورة تدريب عسكرية في لبنان خلال الأيام المقبلة، ضمن مساع حثيثة يقوم بها الحزب لضم فصائل عديدة في صفوفه لزيادة فاعلية وانتشار الحزب في المنطقة، ما يؤشر على وجود مساع إيرانية دؤوبة لترسيخ الوجود الإيراني وتعزيز ثقلها العسكري في المنطقة الجنوبية، بوصف حزب الله أحد أذرعها التنفيذية.

في حين يعمل فرع أمن الدولة على استقطاب عناصر الجبهة الجنوبية إلى صفوف الفرقة الرابعة، بالإضافة إلى الجهود الحثيثة التي يقوم بها العقيد غياث الدلة، أحد أبرز قادة الفرقة الرابعة، والعروض التي يقوم بتقديمها لإقناع فصائل الجبهة الجنوبية بالانضمام إلى الفرقة، حيث وثقت (عين المدينة) انضمام عناصر مقاتلة من فرقة فلوجة حوران إلى الفرقة الرابعة، وفصائل في بلدة خراب الشحم غرب درعا، بالإضافة إلى التحاق عناصر ألوية سيف الشام في محافظة القنيطرة إلى قوات الفرقة الرابعة.

كما تشير معلومات، وردت من عناصر مقاتلة في مدينة بصرى الشام، قيام أحمد العودة قائد فرقة شباب السنة بإرسال دفعة مكونة من 150 مقاتل من عناصر ومقاتلي فرقة شباب السنة نقلوا بشكل فوري إلى منطقة الدريج تحت قيادة الفرقة الرابعة لتلقي دورة حول إدارة الحواجز العسكرية، بهدف نشر وتوزيع المقاتلين لاحقاً على حواجز داخلية بين قرى وبلدات الجنوب السوري، وتفيد المعلومات أن خلافاً كبيراً وقع بين العودة ونسيبه خالد العلوان، إثر توجه الأول إلى الفرقة الرابعة وتخليه عن مشروع الفيلق الخامس، في ظل إحجام فصائل كبيرة تنتشر على مساحات واسعة عن الانضمام إلى قوات الفرقة الرابعة في الجنوب السوري.

وبعد تقصي الأسباب، أكد مصدر عسكري محلي من حوران لـ (عين المدينة) قراراً تلقته فصائل مقاتلة في الجنوب السوري بشكل شفهي ومباشر من المندوب الروسي الكسندر، ورئيس فرع الأمن العسكري في درعا العقيد لؤي العلي، نقلاً عن وزارة الدفاع السورية في دمشق، وينص القرار على منع الفصائل المقاتلة في درعا من الانضمام إلى قوات الفرقة الرابعة، واستقبال من يرغب بالالتحاق في صفوف الجيش النظامي -دون الانضمام إلى الفيلق الخامس- من خلال اقتياده إلى منطقة النبك، وفرزه من هناك إلى مناطق أخرى لتأدية الخدمة العسكرية الإلزامية.

وتفيد المصادر ذاتها أن القوات النظامية التي تسعى لاستقطاب المقاتلين في صفوفها، وضمن فرقها العسكرية، لا ترغب بتوسيع نفوذ الفرقة الرابعة في الجنوب، حيث أنها تعتبر "قوات الفرقة الرابعة، ذات التوجه الإيراني، أشبه بسرايا دفاع تعمل كدولة مصغرة ضمن الدولة" على حد قول المصدر. ويؤكد المصدر العسكري، الذي تلقى هذا القرار شخصياً من المندوب الروسي والعقيد لؤي العلي، أن هناك توافقاً بين الروس ووزارة الدفاع السورية وفرع الأمن العسكري والمخابرات الجوية على تقليص حجم استقطاب حزب الله والفرقة الرابعة للعناصر المقاتلة، وتقويض دورهما وفاعليتهما في الجنوب السوري.