- Home
- مقالات
- رادار المدينة
ميليشيات الحرس الثوري الإيراني في تدمر (500) عنصر لـ«فاطميون» ربعهم أفغان والباقي سوريون وعراقيون وفلسطينيون
منذ سيطرة قوات النظام وحلفائه الروس والإيرانيين على مدينة تدمر مطلع آذار في العام 2017، حافظ الحرس الثوري الإيراني عبر الميليشيات التابعة له على وجود ثابت في المدينة بما تمثله من أهمية بالغة كقاعدة كبرى في بادية الشام و كمحطة رئيسية في الطريق إلى محافظة دير الزور. في هذا التقرير تحاول عين المدينة اعتماداً على مصادر خاصة تقديم صورة عامة عن الوجود الإيراني في مدينة تدمر، والذي يتمثل اليوم بثلاث ميليشيات رئيسية هي "لواء فاطميون" الأفغاني و"لواء زينبيون" الباكستاني و"حزب الله" اللبناني، في حين غادرت تدمر إلى وجهات مختلفة معظم ميليشيات الحشد الشيعي العراقية.
ميليشيا "لواء فاطميون"
شاركت "فاطميون" في معركة السيطرة على مدينة تدمر ضد تنظيم داعش، واتخذت بعد ذلك قاعدة ومقرات عدة في المدينة، وأقامت حواجز ونقاط تفتيش على أطرافها؛ كان أشهرها الحاجز الرئيسي على طريق دير الزور من جهة الغرب. وبالرغم من نشأة الميليشيا في أوساط الشيعة الأفغان من قومية الهزارة، لا سيما منهم اللاجئين في إيران، إلا أنها أخذت بقبول متطوعين من جنسيات أخرى في كتائبها المنتشرة اليوم في سوريا؛ ففي مدينة تدمر يبلغ العدد الكلي التقريبي لعناصر ميليشيا "فاطميون" اليوم (500-450) عنصر، لا يزيد عدد الأفغان بينهم على (125-100) عنصراً، في حين يتوزع باقي العدد -بأعداد تقريبية- على السوريين من مختلف المحافظات ب (200) عنصر، والعراقيين ب (100) عنصر، والفلسطينيين ب(50) عنصراً.
يقود ميليشيا "فاطميون" في تدمر مقاتل أفغاني في الأربعينات من عمره يلقب ب"الحاج عبد الحق"، ويليه في قيادة الميليشيا مقاتل عراقي في نهاية الثلاثينات من العمر يعرف باسم "مهند الراهب"، ويتخذ القائدان إلى جانب قادة آخرين في الميليشيا من فندق وسط مدينة تدمر استولت عليه الميليشيا مسكناً لهم. في حين يتوزع كل (5) إلى (8) عناصر في منازل أهالي المدينة المهجرين، أو في غرف مسبقة الصنع قريبة من قاعدة القيادة الرئيسية والمقرات والنقاط العسكرية والحواجز الأخرى للميليشيا.
تبدو ميليشيا "فاطميون" وحدة عسكرية شبه منظمة، حيث يتلقى عناصرها الأفغان والعراقيون والفلسطينيون رواتب شهرية بقيمة (500) دولار أمريكي تقريباً، فيما لا يزيد راتب العنصر السوري فيها على (100) ألف ليرة. وتتفاوت الكفاءة القتالية في صفوفها، حيث يتمتع الأفغان -خاصة منهم المقاتلين الأقدم- بخبرات ومهارات قتالية أوسع مما لدى العناصر المنتمين لجنسيات أخرى في الميليشيا. ويحصل العناصر السوريون والفلسطينيون السوريون على (5) أيام إجازة في الشهر، فيما يسافر الأفغان والعراقيون مرة واحدة أو مرتين في إجازات أطول.
حتى الآن ورغم التشكيل العرقي غير المتجانس تبدو الميليشيا منضبطة، فلم تسجل خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة سوى حادثة شغب وشجار واحدة كبيرة يوم رأس السنة الأخير، احتج خلالها عناصر سوريون على الأعباء الزائدة في المناوبات والحراسة التي يكلفون بها- طُرد على إثرها ثلاثة عناصر سوريين من صفوف الميليشيا. وتترد روايات على نطاق واسع في مدينة تدمر أن ظاهرة الممارسة الجنسية المثلية (لواط) شائعة في أوساط "فاطميون"، حيث تقام حفلات يرتدي فيها أحد العناصر الأصغر سناً لباساً نسائياً، ويتسامح إزاءها قادة الميليشيا التي يحكي قائدها عن نفسه -حسب ما ينقل عناصر من جيش النظام في تدم-، أنه يتخذ (3) عناصر لتلبية رغباته الخاصة.
ميليشيا "زينبيون"
شاركت ميليشيا "لواء زينبيون" الباكستانية في معركة مدينة تدمر، واستقرت بعض المجموعات منها في المدينة على مدى العامين الماضيين. ومثل "فاطميون" انضم متطوعون من جنسيات أخرى إلى صفوف الميليشيا الباكستانية، ففي تدمر التي يقدر العدد الكلي لعناصر "زينبيون" ب(200) عنصر تقريباً، لا يزيد عدد الباكستانيين على (70) عنصراً، فيما يشكل العناصر السوريون والعراقيون النسبة الأكبر المتبقية.
تفرض الميليشيا قيودا أكبر من التكتم والسرية على عناصرها، الذين يتحاشون الاختلاط بباقي جنود الميليشيات والقوات الأخرى، خاصة غير الشيعية منها: فلا يعرف أي اسم أو لقب ثابت لقائد "زينبيون". ويتمتع أفرادها -لا سيما الباكستانيين الأقدم في صفوف الميليشيا- بمهارات قتالية عالية، خاصة في أعمال القنص والاقتحام أثناء المعارك.
حزب الله
خلال العامين الماضيين تغير انتشار حزب الله اللبناني من شهر إلى آخر، وحسب تطورات المعارك وخطط الانتشار لكتائب الحزب على جبهات القتال في المدن والمحافظات السورية الأخرى، غير أن الحزب احتفظ بوجود دائم في تدمر لم ينقص خلاله عدد المقاتلين عن (50) عنصراً، وأحياناً زاد على (100) عنصر في مرات قليلة وأثناء التحضير لمعارك وحملات كبرى في البادية أو أثناء التوقف في الطريق إلى محافظة دير الزور.