- Home
- مقالات
- رادار المدينة
مخيمات بجهود أهلية للفقراء في ريف إدلب
تنظيم جهود ناشطين يعملون في الشمال السوري ضمن المتيسر من موارد ووفق خطط دائمة التعديل يفرضها الواقع والتحرك بمرونة للتعامل مع الإمكانيات، كذلك جهود منظمات وتبرعات فردية أو جماعية من مغربين سوريين، ومكان بعيد عن القصف يمكن أن تُستأجر عليه قطعة أرض.. كل ذلك يضاف به في النهاية مخيم أهلي ينقذ ويستوعب عشرات العائلات الهاربة من القصف الروسي على ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.
يحمل عصام (30 عام) أمتعته إلى واحد من المخيمات التي تم بناؤها للنازحين بالقرب من بلدة سرمدا على الحدود التركية، بعد أن حصل على أجرة السيارة التي ينوي النزوح بها، وقد حرمه ضيق حاله من النزوح سابقاً طيلة شهر ونصف من العيش تحت القصف، حيث كان يعمل في مواد البناء، وبعد الحملة الروسية الأخيرة توقف عمله بشكل كامل، وبات يعتمد على بعض المعونات الغذائية والاستلاف من المحلات التجارية المتبقية لتأمين لقمة العيش لأطفاله. لكنه أخيراً استطاع الخروج من منطقة الخطر، بعد أن وصل إليه أحد الأشخاص الذين تكفلوا بنقل النازحين الذين لا يملكون أجور النزوح على نفقتهم الشخصية.
بني المخيم الذي نزل فيه بجهود شخصية لناشطين وفعاليات مدنية بريف إدلب الجنوبي، وذلك عن طريق جمع تبرعات من المغتربين والأغنياء، بالإضافة إلى التواصل مع بعض الجمعيات الخيرية لتأمين خيم للأهالي الذين لم يستطيعوا تأمين مساكن في مناطق نزوحهم بسبب تدني قدرتهم المالية. يقول عصام إن “عدم توفر الأموال منعت مئات العائلات من النزوح وأجبرتهم على البقاء تحت القصف، وذلك بعد ارتفاع أجور المنازل، فالإيجارات تتراوح بين 100 دولار و300 دولار للمنزل الواحد في المناطق الشمالية".
يرى عصام أن تقاعس المنظمات الإنسانية عن تجهيز مخيمات للهاربين من القصف زاد الأمور سوءاً، وأوصد كل الأبواب أمامه، حتى عرف من بعض الناشطين أنه تم بناء مخيم من 50 خيمة بشكل مبدأي، وذلك من أجل نقل العائلات الأكثر حاجة إليه، مع تأمين مصاريف النزوح التي تشمل نقل العائلة مع بعض لوازمها المنزلية، بهدف تأمين أكبر عدد من العائلات التي تعيش تحت القصف ولا تملك القدرة على الانتقال إلى أماكن أكثر أمناً.
"قمنا ببناء 50 خيمة في المخيم الأول الذي تم إنشاؤه، لكن العدد المقرر له سيصل إلى 300 خيمة، في حين قررنا بناء مخيم آخر بالقرب منه يتسع إلى 350 خيمة أخرى، وقد تلقينا وعوداً من قبل جمعيات خيرية بالدعم لإكمال تجهيز المخيمات"، يقول الناشط المدني والمسؤول عن بناء المخيمات في ريف إدلب الشمالي محمد السليم، الذي يشرح الكيفية التي يتم من خلالها نقل العائلات إلى المخيم، بأنها اعتمدت على تأمين نساء الشهداء في الدرجة الأولى، ومن تدمرت منازلهم جراء القصف، ومن ثم الفقراء الذي لا يملكون تكاليف النزوح، وقد "تم اعتماد أول 50 اسم لنقلهم للمخيم وفقاً للأكثر حاجة، في حين سيتم نقل دفعات أخرى حال إكمال تجهيز المخيم".
أشار السليم إلى أن "قسم من المغتربين تفاعل مع هذه الحالة الإنسانية الصعبة، حيث تم إرسال مبالغ تفوق 30 ألف دولار بهدف نقل العائلات، في حين تبرع قسم أخر بمبالغ من أجل مستلزمات العائلات الفقيرة إلى حين تأمين مساعدات من قبل المنظمات الإنسانية". وبمساعدة ناشطين كثر ومجالس محلية في المنطقة، استأجر القائمون على العمل أراض لمدة 7 سنوات بمبلغ 200 ألف ليرة للعام الواحد، وحصلوا على بعض الخيام من بعض الجمعيات الخيرية.
يعدد أيمن الأخرس وهو متعهد لمواد البناء ويعمل على بناء الخيام، الصعوبات التي ستواجه النازحين إلى المخيمات الأهلية بأن "العائق الأكبر في المخيم حفر الصرف الصحي، حيث لم يكن بالاستطاعة تأمين شبكة للصرف، لأن كل مخيم يحتاج إلى 30 ألف دولار من أجل الانتهاء من مد الشبكة، ومثل هذه المبالغ لا يمكن تأمينها من الفعاليات المدنية، لذلك تم التواصل مع المنظمات الإنسانية من أجل تبني العمل".
أما العائق الثاني الذي سيعاني منه النازحون حسب الأخرس، هو عدم وجود آبار للمياه أو خزانات للشرب، بالإضافة إلى حاجتهم إلى مساعدات إغاثية عاجلة، "ناهيك عن أن هذا المخيم تم بناؤه دون فرشه بالبحص، لذلك فإن النازحين سيعانون كثيراً في حال بقوا حتى فصل الشتاء، لذلك فإن مثل هذه المخيمات إما أن تكون حلاً مؤقتاً، أو أن تصلها الخدمات الأساسية"