- Home
- مقالات
- صياد المدينة
محافظ دير الزور الذي أغاظ شبيحة الغاب وأدهشهم
من حيث لا يدري، أثار محافظ دير الزور الجديد عبد المجيد الكواكبي غضب مؤيدي النظام، حين ظهر في مقطع مصوّر تناقلته الصفحات الموالية، وهو يأمر أثناء جولة في شوارع مدينة دير الزور، بإلقاء القبض على جنود وعناصر ميليشيات كانوا يحملون أبواباً وشبابيك وأثاثاً منزلياً، ومسروقات أخرى من الأبنية السكنية في المدينة.
ضياء الخطيب، وهو واحد من أشهر قادة الشبيحة في سهل الغاب، شارك المقطع على صفحته الشخصية في فيسبوك، مُفسحاً المجال لأصدقائه ليُبدوا آراءهم. فتتالت التعليقات الساخطة على المحافظ بأسلوبه الاستعراضي، وطُغيانه على «عسكري فقير» واستخفافه بمن «شال روحه على كفه، وكان ميقاتل بالبرد والحر والجوع، وقت كان المحافظ لازق بمرته تحت المكيفات». لقد نسي المحافظ، حسب ما رأى الشبيحة الغاضبون، أن «هاد العسكري المسكين حمل البارودة وقاتل واستشهد ومات ألف موتة...ومانو ميسرق، ومانو ميعفش، هادا مياخد حقه وأقل من حقه بس»، وإن كان هناك من حرامي في الحكاية كلها فهو المحافظ وقائد الشرطة والوزير.
حسب الفتوى غير الدينية التي يؤمن بصوابها جميع شبيحة النظام وثلاثة أرباع مؤيديه، يُباح بل يُستحبّ لأي «حامل بارودة كان بالجيش أو بالقوات الرديفة» بنهب ما يشاء في المدن والقرى والبلدات التي يحتلها النظام، فممتلكات الناس هناك، وأرواحهم حتى، شأن ثانوي في القضية، حسب وعي الشبيحة وميزانهم الأخلاقي، وتدخّل المحافظ بوصفه ممثل لسلطة النظام الشكلية في بديهيات مثل نصيب العسكري في الغنائم- وقاحة محضة، وتعدي على الحقوق، ومخالفة لما شرعته سلطة النظام الفعلية.
ضياء الخطيب الذي نفّذ إعدامات ميدانية بحق العشرات في القرى المنتفضة على النظام في ريف حماة، وامتدت جرائمه لتطال أبناء طائفته بقتل رجل في الستين من العمر في منزله، وخطف آخرين من بلدته سلحب وبيعهم لعصابات أخرى- كان جريح الوجدان لسبب إضافي، غير حرمان العساكر من غنائمهم، وهو مشهد ضمن فيديو المحافظ، جرّ فيه ضابط شرطة لصاً يرتدي بدلة عسكرية، فكتب يتساءل «كيف نزلو للعسكري هاد الضابط الجحش من الشرطة، منظر بشع.. وما بعرف هالمقطع قمة القذارة، بدلة النجاسة تضرب بلدة الطهارة.. يا لطيف»
ما يصدم الشبيحة، ويخرب تسلسل عقولهم المنطقي، محاولات بعض مسؤولي النظام، وبموجب أوامر أعلى، لملمة حطام صورة الدولة، التي يحرص النظام بين حين وآخر أن يُذكّر أتباعه بها، لكي يحافظ على مسافة بينهم وبينه، بعد ظنهم أنهم مع النظام في عصابة واحدة.