- Home
- مقالات
- ملف
قائد لواء التحرير: تجاوزنا الأخطاء والمطبات السابقة ونريد تحرير أرضنا وأهلنا في دير الزور من أسر داعش والنظام
قبل أيام أعلن قادة ومقاتلون من الجيش الحر، من أبناء مدينة دير الزور، حل فصائلهم والاندماج في فصيل واحد أسسوه وأطلقوا عليه اسم «لواء التحرير»، وعينوا السيد ياسر عز الدين التركي قائداً لهذا اللواء. «عين المدينة» التقت التركي وأجرت معه هذا اللقاء.
في السنوات السابقة ظهرت فصائل كثيرة كثمار وحدة بين أجسام مقاتلة أصغر في الجيش الحر؛ بماذا يختلف لواء التحرير عن هذه التجارب؟
صحيح، كانت تجارب التوحد السابقة فاشلة بمعظمها، لكننا اليوم أمام ظروف ومعطيات مختلفة لم نشهدها من قبل، فرضت استحقاقات كبرى ستؤثر حتماً على مستقبل المحافظة. ونقول بأن تشكيلنا للواء التحرير جاء استجابة جادة لهذه الاستحقاقات، وإننا تجاوزنا خلال عملية تأسيسه المطبات والأخطاء السابقة التي تكررت وكان لها الدور الرئيسي في مظاهر الفرقة والتشتت بين المقاتلين من أبناء مدينة دير الزور.
ما هي هذه المطبات؟
التسرع، مثلاً، والاندفاع دون تخطيط مسبق يراعي الواقع ويقدم المصلحة العامة على أي مصلحة فصائلية أو شخصية.
هل احتوى اللواء جميع الفصائل والمقاتلين من أبناء مدينة دير الزور؟
أغلبهم، والباب مفتوح لمن تبقى منهم خارج اللواء.
ماذا تقول عن مآخذ البعض حول تأسيس اللواء في تركيا وليس في الداخل السوري؟
من الطبيعي أن يكون تأسيس اللواء في تركيا لأن نسبة هامة من مقاتلي مدينة دير الزور لجأوا إليها، مضطرين وعلى مراحل، خلال السنوات الثلاث السابقة، أي منذ احتلال داعش، ولكن هل يمنعهم هذا اللجوء الإجباري من حقهم وواجبهم في استئناف العمل مرة أخرى؟ من الواضح أن سبب بقاء هؤلاء المقاتلين في تركيا وعزوفهم عن مغادرتها إلى أوربا هو أملهم وإصرارهم على العودة إلى ديارهم، وكذلك انتظارهم لمشروع عسكري يقنعهم، وبلا شك جاء تأسيسهم للواء التحرير تعبيراً عن قناعتهم الحرة بجدواه. ويجب أن أنوه إلى أن عشرات المقاتلين من دير الزور الموجودين اليوم في الداخل ساهموا في تأسيس اللواء وهم جزء منه، وغيرهم المئات وأكثر من أبناء دير الزور في الداخل، الذين سيكون لهم الدور الأهم في المراحل القادمة.
أين في الداخل؟
في محافظتي حلب وإدلب، ضمن مجموعات صغيرة مستقلة أو تتبع لفصائل أكبر، ينتظرون الخطوة العملية التالية لإعلان انخراطهم في اللواء.
ما هي هذه الخطوة؟
الخطوة القادمة بالنسبة إلى من هو في تركيا هي العودة إلى سورية، ولمن في سورية أصلاً الالتحاق فوراً بأول تموضع نأخذه في أي مكان.
يقال إن هذا التموضع سيكون في محيط الشدادي جنوب الحسكة؟
سنتموضع في أي مكان يتيح لنا جبهة قتال مباشرة مع تنظيم داعش المحتل لأرضنا، ويتيح لنا تحرير هذه الأرض وإطلاق سراح أهلنا الأسرى من قبضة الدواعش وقبضة نظام الأسد الذي يحتل هو الآخر أجزاء من مدينتنا.
بالنظر إلى خريطة السيطرة اليوم نجد الشدادي وشمال دير الزور فقط تتيح لكم مواجهة الدواعش مباشرة، لكنها تخضع لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) فهل تقبلون الشراكة معها؟
يتكرر هذا السؤال كثيراً وكأن الشدادي أرض أجنبية، وكأن مجرد الانطلاق الجغرافي منها أو من أي مكان آخر صوب دير الزور يعني التابعية للقوى التي تسيطر على هذا المكان. نحن جزء من الجيش السوري الحر وسنظل كذلك في أي معركة وفي أي مكان أو جبهة نقاتل فيها.
من المتوقع أن يطلق التحالف الدولي معركة دير الزور بعد الانتهاء من الرقة؛ هل أنتم جزء من مخطط التحالف بهذه المعركة؟
الدواعش أعداء للشعب السوري، وهم أكبر خطر واجهته الثورة منذ انطلاقتها، وهزيمتهم في الأرض السورية انتصار للثورة قبل أن تكون انتصاراً للتحالف، وقضية تحرير دير الزور من داعش هي قضيتنا نحن أبناءها قبل أن تكون قضية أي طرف آخر.
كيف ترى مستقبل دير الزور؟
دير الزور لأهلها ولثوارها ولأبنائها المخلصين، وسنتغلب على كل الصعاب إن شاء الله.
ياسر عز الدين التركي: مواليد دير الزور 1976. موظف في إحدى شركات النفط قبل الثورة، وكان من أوائل المشاركين في المظاهرات السلمية. خلال حملة الحرس الجمهوري على المدينة عام 2012 انضم إلى صفوف الجيش الحر «كتائب محمد»، قبل أن يصير قائداً لها حتى انحلال هذه الكتائب بعد احتلال داعش دير الزور صيف 2014.