- Home
- مقالات
- رادار المدينة
في موسم آخر.. الأمطار تغرق مخيمات الشمال
عين المدينة - تغطية
تتحول الأمطار إلى سيول وبرك من طين في مخيم أطمة على الحدود السورية-التركية. يتجمَّد الوحل على أقدام الأطفال وتُغرق المياه الخيام، وتبدو محاولات نزلائها للحدِّ من تدفق المياه إليها بلا جدوى، بعد أن فشلت مناشداتهم المستمرة للمنظمات في إيجاد حل لهذه المشكلة التي تتكرر كل شتاء منذ نشوء مخيمات الشمال العشوائية، بدءاً من العام ٢٠١٢.
في كل شتاء يأتي ببرده القارس وأمطاره الغزيرة، يواجه النازحون السوريون في المخيمات معاناة موسمية تضاف إلى معاناة ظروف نزوحهم وانتشار جائحة كورونا، وسط انعدام شبه كامل لوسائل التدفئة الكافية، وعدم وجود بنية تحتية لتصريف مياه الأمطار، فتفيض خيامهم، وتمزِّقها الرياح أو توشك على اقتلاعها.
وثق فريق ”منسقو استجابة سوريا“ العامل في الشمال خلال الأسبوع الماضي تضرر مخيمات النازحين في معرتمصرين ومركز إدلب وأطمة، وأجزاء من مخيمات الريف الغربي لإدلب، إثر العاصفة المطرية الأخيرة التي ضربت المنطقة. وأفاد الفريق بأن عدد الخيام المتضررة بشكل كلِّي وجزئي وصل إلى نحو ١٥٦ خيمة، مشيراً إلى الحاجة الماسة للمخيمات بنسبة ١١ في المائة للعوازل المطرية والأرضية، وبنسبة ٩٨ في المائة لمستلزمات ومواد التدفئة.
يؤكد الفريق أنه لا توجد استجابة فعليِّة أو إجراءات ملموسة من قبل المنظمات المعنيّة لإصلاح الأضرار في المخيمات بسبب العاصفة، أو الوقوف على الاحتياجات الأساسية للنازحين.
وتضرَّر نحو ثلاثة وعشرين مخيماً عشوائياً في إدلب وريف حلب، منتصف كانون الأول الماضي، جراء هطولات مطرية غزيرة استمرت أكثر من ٤٨ ساعة، ألحقت أضراراً بخيام النازحين، وصارت عشرات العائلات دون مأوى.
وكانت الأمم المتحدة قد حذَّرت في شهر تشرين الثاني الفائت، في تقرير قيَّم الوضع الإنساني في مخيمات الشمال السوري، من الخطر الذي ما يزال يتعرض له مئات الآلاف من النازحين، في مواجهة ظروف فصل الشتاء القاسية.
ويقطن أكثر من مليون ومئتي نازح في ١,٣٠٤ مخيماً شمال غرب سوريا، سُجلت فيها نسبة العجز بنسبة ٥٤,٤ في المائة بتأمين المأوى، ونسبة ٧٤,٩ في المائة في قطاع الحماية.
وما يزال النازحون ينتظرون ظروف شتاء أقسى، حيث تشير توقعات نشرات الطقس إلى انخفاض مستمر في درجات الحرارة، قد تصل إلى تساقط الثلوج.
يخشى سكان الخيام اليوم من المطر، بعد أن كان نعمة ينتظرونها، ومن تساقط الثلوج، بعد أن كان طقساً احتفالياً في بلداتهم ومدنهم التي هجَّرهم منها قصف النظام وروسيا.