- Home
- مقالات
- صياد المدينة
غياث الأسد رئيس النقابة القلق
هناك التباس حول نسبة غياث فؤاد الأسد (رئيس نقابة عمال استصلاح الأراضي في اللاذقية) لعائلة الأسد الحاكمة، فهو من جهة الأب ينتمي لعائلة أخرى تحمل الاسم ذاته، وتسكن في قرية بني عيسى القريبة من القرداحة، ومن الجهة الأخرى تنتمي أمه فهيمة للعائلة، فهي ابنة ابراهيم الأخ غير الشقيق لحافظ الأسد.
يفتخر غياث بدم السلاسة التي يتصل بها بأخواله، ويعتبرهم ويقصد حافظ وبشار ثم ماهر ورفعت وجميل وفواز قدوته والهدى الذي يهتدي به. بهذه القربى يفوز في كل دورة برئاسة نقابة عمال استصلاح الأراضي في اللاذقية، وينجو من فضائح الفساد وكيد الخصوم والخروقات الجسيمة التي يرتكبها من حين إلى آخر.
وبالرغم من افتقاره لأي كفاءة أو موهبة أو محبة من شريحة عمال الأراضي المفترضين، إلا أنه يصر على أهمية الدور الذي يلعبه في حياة نقابية لا وجود فعلي لها. ويقتصر نضاله النقابي على بث منشورات على صفحته الشخصية في موقع فيسبوك، تتهم الحكومة بالفساد وسرقة تعويضات العمال التي تتراوح بين ألف ليرة إلى ألف وخمسمائة لكل عامل في الشهر وفق ما يحسب. وفي قضية أخرى عمالية ظل رئيس النقابة يطالب بزيادة النصف في رواتب عمال نقابته المتطوعين في ميليشيات "الدفاع الوطني "، ويبدو أنه نجح بذلك مستفيداً من قرارات منسية بهذا الشأن، أصدرها مجلس الوزراء بعيد اندلاع الثورة ترغيباً بالانضمام إلى الميليشيات. دون أن ينسى إرفاق منشوراته بصورة تظهره يفكر بعمق، ويلقى حكماً عن الطهارة والشرف.
وللشهداء حظ في "بوستاته" اليومية. يعايد أمهاتهم، ويكرم ذويهم بسلة غذائية صغيرة لا يقبل أن يرافقها أقل من محافظ اللاذقية، ويدعوهم دون كلل أن يساهموا من جانبهم بدعم أنشطته الخيرية، التي يخطط لتوسعتها إلى جمعية سكنية يقول خصومه إنها باب جديد يفتتحه للنهب، ويرد برسالة إلى قاض افتراضي يسرد فيها سيرته الذاتية من الضيعة إلى الجامعة، ثم أحلامه بأن يكون دبلوماسياً، ثم اكتشافه المفاجئ لعظمة النضال النقابي والتضحيات الكبيرة التي بذلها في هذا الدرب.
وفي المرات التي يرفع بها الأعداء دعاوى قدح وذم بحقه أمام المحاكم، كان ينشر البلاغات التي تصله، ويعاود التشهير بالمدعين مستهزئاً بهم وبالمحكمة التي تضعه في محل الاتهام أمام "نكرات"، أما حين تضيق الحال به ويكون خصمه طرفاً ثقيلاً ومدعوماً هو الآخر من عائلة الأسد، فإنه يلوذ بالصمت. يهرع إلى قبر "خاله" حافظ الأسد. يجثو على ركبتيه خاشعاً أمامه ليستمد حسب ما يقول الصبر والإلهام والعزيمة من "القائد الرمز المقدس".
لو كان الرجل أقل دناءة وحدة بالطبع، لو كان أذكى قليلاً ليجنب نفسه الدخول في صراعات طائشة قد يهزم فيها، لازدادت صلته بأخواله، وتجاوز منصبه الذي أطال المكوث فيه.