- Home
- مقالات
- صياد المدينة
علي سليمان يونس.. ضابط المخابرات وأدمن صفحات الفيسبوك
في ضيعته ريحانة متور بريف جبلة، حيث يقيم منذ تقاعده قبل سنوات، يجد النائب السابق لرئيس شعبة المخابرات العسكرية، اللواء علي سليمان يونس، وقتاً كافياً لإدارة صفحات "يوميات ريحانة متور" و"ريحانة متور" و"حافة جفوني" على الفيسبوك، فضلاً عن نشاطه على صفحته الشخصية وفي مجموعة اجتماعية مغلقة أسسها لجمع أبناء الضيعة.
بالكاد تستوعب المنصات الخمس غزارة ما يصدر عن اللواء من ترهات، على شكل مواعظ وحكايات وشعر ونثر ونوادر من التاريخ والجغرافيا والعلوم، أو تستوعب الصور التي يلتقطها بعدسته للجبال والصخور والأشجار والمقامات التي تجعل ريحانة متور التي دفن فيها "الأولياء: الشيخ خليل البقبوقة، والشيخ أحمد القاضي، والشيخ حسن رمضان، وحكيم العيون الروحاني الشيخ علي بالديرة" وغيرهم، ضيعة مباركة، كما يصفها الأدمن يونس الملاحق من قبل المعجبين أنفسهم من صفحة إلى أخرى يشيدون بما "يخط يراع...أو تلتقط عدسة سيدي اللواء".
ومثل أي ناشط فيسبوكي، يشكو ضابط المخابرات العسكرية الذي تنقل بين مناصب هامة في عهد الأسد الأب وابنه، من ظاهرة النسخ واللصق والسرقات الأدبية، ويذكر لصوص "البوستات" بحقوق الملكية الفكرية التي يحفظها القانون. فيما يلتزم هو بذلك إلى حد يحفظ فيه حقوق كل من صفحاته الثلاث على الأخرى، عندما تشارك احداهن نصاً أو صورة نشرتها إحدى شقيقتيها!
ورغم اكتفاء اللواء يونس بما لديه من صفحات وجمهور، إلا أنه يطل أحياناً عبر الصفحات والمواقع الإعلامية التابعة لصديقه ضابط المخابرات ثم السفير السابق بهجت عيدي المعروف ببهجت سليمان الذي يطيب له وصف يونس بـ"الأديب الجنرال".
في آخر هذه الاطلالات هاجم يونس القائد السابق للوحدات الخاصة اللواء علي حيدر وشكك في "إخلاصه" لحافظ الأسد وصوّره كـ"مريد" تافه للشاعر علي سعيد إسبر الملقب بأدونيس الذي أمر حيدر أن يطالب حافظ الأسد بالتنحي عن السلطة بعد وفاة ابنه باسل، ما سيجلب المتاعب على حيدر ويتسبب في سجنه وتسريحه من الجيش.
أثارت هذه الاتهامات غضب أنصار حيدر وأبناء عشيرته الحدادين التي ينتمي إليها أدونيس أيضاً. وتصاعد الجدل رغم تحذيرات "العقلاء" من فتنة "عشائرية" بين الحدادين والنميلاتية العشيرة التي ينتمي اليها يونس، ويتهم بالتعصب الدائم لها من قبل أنصار حيدر.
قد تكون هجمة "النميلاتي" علي يونس ومعه "المرشدي" بهجت عيدي على الحداديَّين أدونيس وحيدر ذات دلالات تستمد بعض معانيها من نزاعات عشائرية ودينية تعود إلى عشرينات القرن الماضي، وقد تكون هذر متقاعدين فحسب، لكن المؤكد هو ضآلة شأن ضباط الأسد الكبار وصبيانية وعيهم، وضحالة إدراكهم للأشياء والحوادث والأشخاص والأفكار.
في سخفهم يبدد ضباط الأسد الظنون ببعض العقل وبعض الحكمة في تركيبة هذا النظام، ويسلبون حتى ما في الديكتاتورية من معنى.