- Home
- مقالات
- رادار المدينة
جراء أزمة المحروقات في اللاذقية.. سرقة وإجراءات وطرق تنقل جديدة
مع استمرار أزمة المحروقات في مدينة اللاذقية، شهدت أسعار الدراجات الهوائية والخيول والبغال والحمير ارتفاعاً كبيراً، فبعد توقف الحياة بشكل كامل ولعدة أيام بسبب الأزمة، وعودتها تدريجياً خلال الأيام الماضية، بقي الوضع صعباً في ظل الضغط الكبير على محطات الوقود وارتفاع أسعاره الجنوني، ماجعل الأهالي يعتمدون على طرق جديدة للتنقل والحركة.
انتشرت منذ أيام صور تظهر استعمال الأحصنة والبغال للتنقل في شوارع اللاذقية نتيجة شح الوقود، لكن الشح لم ينتج هذه الحالة فقط، بل كان له آثار أخرى أبرزها انتشار ظاهرة سرقة دواليب السيارات التي تركن لأيام أمام محطات الوقود، إضافة إلى تطوع البعض في حملات لإيصال المحتاجين عبر الدرجات النارية أو الهوائية مجاناً، حسب ما تم تداوله عبر صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، مثل حملة "طلاع معي لوصلك" قام فيها صاحب دراجة نارية بتوصيل حوالي 50 شخصاً في اليوم ضمن مدينة اللاذقية وريفها.
يوضح حسين، أحد سكان المدينة، أن أسعار الدراجات الهوائية من النوع الجيد قد يصل إلى ٥٠٠ ألف ليرة سورية، ويعتقد أن أصحاب المعارض والمحلات التجارية يتحكمون بالأسعار تزامناً مع الحاجة إليها.
وأضاف لـ“عين المدينة“، أن "الأحصنة والبغال والحمير أيضاً أسعارها مرتفعة وتتماشى مع وضع العملة ومع الارتفاع في كافة الأسعار"، إذ يصل سعر الحمار إلى أكثر من مئتي ألف ليرة، أما أسعار الأحصنة فباتت بالملايين، مشيراً إلى أن الاعتماد الأكبر صار على البغال، وأسعارها متنوعة من ثلاثمائة ألف حتى الخمسمائة.
يتزامن هذا الوضع مع انتشار السرقة بشكل كبير، منها التي تتم بشكل جزئي لوسائل النقل المنتظرة أمام محطات الوقود، ومنها سرقات أكبر تشمل وسائل النقل التي تركها أصحابها في الطرقات بعد انقطاعها من المحروقات. وقد نقلت صفحات محلية في المدينة خبراً منقولاً عن قسم شرطة الرمل الجنوبي في اللاذقية، يتناول إلقاء القبض على عدد من ممتهني أعمال السرقة تلك، وتتضمن المسروقات كل ما يصل إليه السارقون ويمكن بيعه، من الدواليب إلى المحركات والدرجات النارية أو الهوائية، إضافة إلى أية قطعة ذات قيمة من السيارة، لا سيما وأن الأسعار مرتفعة وهذه القطع يمكن تصريفها بعدة طرق وبسهولة، حسب ما يتداول أهالي المدينة.
يشيع في مدينة اللاذقية، أن الأسلوب الجديد في توزيع المحروقات لا يهدف إلى تخفيف الازدحام فقط، بل لإيهام الناس بأن مشكلة الوقود قد حُلت في حال غابت الطوابير من المدينة، ويعتمد الأسلوب الجديد على إرسال رسائل نصية للأهالي ممن لهم مخصصات من الوقود، وتحدد الرسالة إلى جانب الوقت، المحطة التي يجب أن يحصل الشخص منها على مخصصاته، وبذلك يضمن النظام عدم ظهور الطوابير وتجمع الناس لساعات طويلة.
من جانبه يقول عروة سوسي الناشط الحقوقي والإعلامي من أبناء مدينة جبلة في ريف اللاذقية لـ“عين المدينة“، إن النظام خلال الفترة الماضية التي انقطع فيها الوقود بشكل غير مسبوق، قام بتقنين الوقود بشكل كبير، فضلاً عن إيقاف وسائل النقل العامة وتقليل أيام العمل في الدوائر، بالرغم من أن انقطاع الوقود وانعدامه ليس جديداً على مناطق النظام، وتكرر من قبل أكثر من مرة، لكن الفرق أن هذه المرة كانت الأقسى، مشيراً إلى أن مخزون النظام من الوقود ضعيف جداً، بحيث صار التوزيع يشمل محطتي وقود فقط في جبلة وريفها، بينما كان يشمل خمس محطات بشكل يومي.
وتابع سوسي أن النظام قبل وصول ناقلات النفط الإيرانية، عمد إلى إضافة خدمة جديدة وهي (تطبيق وين) للتخفيف من الازدحام على محطات الوقود، وبالرغم من الانفراجة التي شهدتها مناطق النظام، فسوف تعود أزمة الوقود مرة أخرى.
يشار إلى أن النظام قام بإيقاف الدوام الجامعي والمدرسي أيضاً خلال فترة الأزمة وبعدها، وذلك بهدف تخفيف الضغط على وسائل النقل العامة، واعتبر الكثيرون أن هذا القرار سوف يساعد في تحسين الوضع من مختلف الجوانب، خاصة أن الطلاب يشكلون ضغطاً كبيراً على وسائل النقل، كذلك تم الإعلان عن إغلاق محطتي محروقات في جبلة بريف اللاذقية، الأولى بسبب "التلاعب بكميات البنزين المباعة للمواطنين" والثانية بسبب "وجود نقص في الاحتياطي الاستراتيجي لمادة المازوت".