- Home
- مقالات
- رأي
جايير بولسونارو.. ترامب آخر في البرازيل «خطأ الديكتاتورية في البرازيل أنها كانت تعذّب، لكنها لم تكن تقتل»
فاز مؤخراً جايير بولسونارو برئاسة البرازيل لمدة أربع سنوات، وترافق هذا الفوز مع اهتمام عالمي واسع، فنظراً لمساحة البرازيل الكبيرة (8.5 مليون كم مربع) والكتلة السكانية الضخمة (210 مليون حسب إحصاءات 2017)، شكّل فوز مرشح مغرق في اليمينية، ومثير للجدل بتصريحاته المتطرفة التي تفوّق بها على أقرانه من أمثال ترامب- صدمة لكثير من المراقبين.
كيف أمكن لتافه كان يخدم في سلاح مدفعية الميدان ومجموعات المظليين بعد تخرجه من الأكاديمية العسكرية عام 1977، ويمجّد فترة حكم الدكتاتورية العسكرية في بلاده (1964- 1985) أن يقفز إلى سدة الحكم بعد 13 عام من حكم حزب عمالي يساري حقق للشرائح الاجتماعية الدنيا الكثير من المكاسب الصحية والتعليمية والمعاشية؟
هذا الحدث ليس وليد الصدفة، ولا يرجع إلى جهل جمهور الناخبين (كما يرى بعض "المتنورين" العرب) .
اعتباراً من عام 2013 بدأت شعبية حزب العمال تتراجع، نتيجة فضائح تتعلق بالفساد وتلقي رشاوى طالت عدداً من المسؤولين الحكوميين وبعض من سياسيي البرازيل من كل أحزاب البلاد الرئيسية، وشملت فيما بعد حتى الرئيس البرازيلي السابق لولا دا سيلفا، الذي يقبع في السجن حالياً، بالإضافة إلى تفشّي الجريمة في المجتمع (60 ألف جريمة سنوياً). وفي نفس العام منذ خمس سنوات اندلعت احتجاجات شعبية كبيرة في سياق التحضيرات لكأس العالم، وبدأت كاحتجاجات ضد رفع أجور النقل العام، وتوسعت لتشمل الاحتجاج على سحب الاستثمار في الصحة والتعليم لصالح كأس العالم 2014. رافق هذه الاحتجاجات قمع شديد من قبل حكومة حزب العمال.
عندما تبدأ سلطة حكمت طويلاً بالكف عن تلبية الحاجات الأساسية لمواطنيها، ينفتح الأفق رحباً أمام كل أشكال المغامرين والمهرجين السياسيين، وأيضاً أمام من يطمحون لخلق واقع إنساني أفضل. فبعد فشل التجربة الناصرية في مصر في تحقيق الشعارات التي كانت ترفعها ليل نهار على مسامع الجمهور العربي، جاء زمن الرئيس الراحل أنور السادات (صاحب البهلوانيات السياسية)؛ وبعد انسداد الأفق أمام حكم الرئيس مرسي، وتواطؤ كل الحالمين بمقعد السلطة (من يمين ويسار ووسط وعلى الأطراف وفي الدهاليز) مع المؤسسة العسكرية، ومع الأخطاء القاتلة التي وقع فيها نظام الحكم الشرعي، جاء زمن القزم السيسي. لكن ما يشفع للرئيس البرازيلي الجديد، الذي سيباشر مهام منصبه اعتباراً من بداية العام الجديد، هو أنه لم يأتِ إلى السلطة عن طريق انقلاب عسكري، مع أنه يمجّد الانقلابات العسكرية صراحةً.
لكن، ماذا يوجد في الجعبة "الفكرية" للرئيس الجديد، وما هي أقواله "المأثورة" التي يبشّر بها شعبه؟ فيما يلي مقتطفات منها تكشف عن جانب من عقل وشخصية الرئيس المنتخب، وفق ما نشرته صحف ومواقع مختلفة في أوربا وأمريكا اللاتينية
عن اللاجئين:
"هاهي حثالات هذا العالم تصل إلى البرازيل، كما لو أن ما لدينا من مشكلات علينا حلها ليس كافياً" (أيلول 2015)
عن الديمقراطية والدكتاتورية:
"لن يغيّر المرء أي شيء في هذا البلد عن طريق الانتخابات، لا شيء، لا شيء إطلاقاً. لسوء الحظ، ستتغير الأمور فقط عندما تندلع حرب أهلية، ونقوم نحن بالعمل الذي لم يقم النظام العسكري به: قتل قرابة 30 ألف شخص... قتلهم! إن مات بضعة أبرياء، لا مشكلة لدينا." (أيار 1999)
"أنا مع الدكتاتورية، أبداً لن نحل مشكلاتنا القومية العويصة عن طريق هذه الديمقراطية غير المسؤولة." (1992)
"خطأ الديكتاتورية في البرازيل أنها كانت تعذّب، لكنها لم تكن تقتل"
عن حقوق الإنسان:
"أنا مع التعذيب." (أيار 1999). "السجون البرازيلية أماكن رائعة... إنها أماكن مخصصة لأشخاص عليهم أن يدفعوا ثمن آثامهم، لا أن يعيشوا في منتجع. إن أولئك الذين يغتصبون ويختطفون ويقتلون سيذهبون إلى هناك لكي يعانوا، لا لكي يتواجدوا في منتجع للترويح عن أنفسهم وقت إجازتهم." (شباط 2014)
"هل نحن ملزمون بمنح أولاد الحرام أولئك حياة هنيئة؟ إنهم يقضون حياةً بكاملها وهم يلوطون بنا، أما أولئك الناس الذين يعملون فعليهم أن يمنحوهم حياةً هنيئة في السجن! عليهم أن يضاجعوا أنفسهم، نقطة، هكذا هي الأمور، اللعنة!" (شباط 2014)
عن النساء:
"لدي 5 أبناء، 4 منهم رجال، لكن بخصوص الخامس منهم فقد تملّكتني لحظة ضعف فجاءتني امرأة." (نيسان 2017)
"قلت إني لن أغتصبك، لأنك دون مستوى هذا الفعل." (كانون الأول 2014، وكان يوجه كلامه للنائبة البرلمانية ماريا روزاريو، مكرراً تعليقاً أدلى به عنها أول مرة عام 2003)
عن العِرق:
"أنا لا أخاطر برؤية أبنائي يواعدون نساءً سوداً، فقد أحسنت تربية أبنائي." (آذار 2011)
"قمت بزيارة المستوطنة كولومبو [مستوطنة أسسها المتحدرون من العبيد الهاربين]، إن الأخف وزناً من المتحدرين من أفارقة هناك كان وزنه أكثر من (100) كغ، إنهم لا يفعلون أي شيء، لا أعتقد أنهم صالحون حتى للإنجاب." (نيسان 2017)