- Home
- مقالات
- رادار المدينة
بتنظيم المخابرات وحزب البعث.. اعتراض الدوريات الأمريكية في ريف القامشلي
بين وقت وآخر، تنتشر مقاطع مصورة لاعتراض مؤيدين للنظام من أبناء بعض القرى العربية بريف القامشلي، مركبات عسكرية أمريكية أثناء تنقلها على الطرق قرب تلك القرى. في الأسابيع الأخيرة تزايد عدد هذا النوع من الحوادث وسجلت منذ بداية نيسان الجاري أكثر من 15 حادثة وقع معظمها قرب حواجز عسكرية تابعة للنظام في المنطقة
تحتفي المنصات الإخبارية المحلية الموالية بهذه الحوادث، التي تتركز في مثلث القرى الممتد بين ناحيتي تل براك وتل حميس جنوب القامشلي، التي ما تزال خاضعة وعلى نحو جزئي لسيطرة النظام، من مثل تل عودة وتل حامو وأبو ذويل وذبانة وحبارة التي يشكل العرب غالبية سكانها ولا سيما من بعض الفروع المنحدرة من عشيرة طي.
وتظهر المقاطع المصورة من كل حادثة عشرات الأشخاص معظمهم من الأطفال والمراهقين يحتشدون حول عربة أمريكية تتوقف لوقت قصير قبل أن تستأنف مسيرها. يقول شاب من قرية تل حامو طلب إغفال اسمه مثل جميع من تحدثت إليهم عين المدينة "ما ينشره إعلام النظام عن الدوافع الوطنية وراء هذه الحوادث وعن عفويتها كذب" فهي عمليات مخطط لها ينظمها ناشطو حزب البعث ضمن الفرق المنتشرة بهذه القرى، بالتنسيق مع أجهزة المخابرات كما يؤكد الشاب الذي يخاف مثل غيره من تقارير المخبرين والبعثيين التي تطال كل شخص مشكوك بولائه للنظام، ما قد يؤدي للاعتقال أحياناً في حال دخول المربع الأمني الخاضع للنظام في مدينة القامشلي. ويضيف الشاب "نعيش معزولين عن محيطنا، ما زلنا في زمن ما قبل الأحداث، نحتفل بالمناسبات الوطنية في المدارس ونخرج بمسيرات مؤيدة".
يشرح رجل من قرية القصير طريقة تنظيم الاعتراض على الدوريات الأمريكية في المنطقة، بأن البعثيين والمزايدين وفق تعبيره ومعهم أطفالهم وأطفال آخرين هم قوام الحشود الصغيرة التي تتحرش بالأمريكيين: "فور اقتراب المدرعات الأمريكية من حاجز الجيش يتصل عناصره مباشرة بالفرقة الحزبية أو البعثيين، فيتجمعون ويخرجون باتجاه الحاجز، بينما يخرج البعض من تلقاء أنفسهم عندما يشاهدون الدورية".
وبرأي الرجل أن المشاركين في هذه الحوادث يريدون "تبييض وجوههم أمام القيادة" أو حتى لمجرد التباهي وسط المؤيدين المحليين بهذه المشاركة التي ترفضها غالبية السكان، لكنهم عاجزين عن منعها بسبب الظروف المعقدة التي أوقعتهم بين خيارات لا يريدونها جميعاً وهي الخضوع إما للنظام أو لقسد، مع الخوف الدائم من هذين الطرفين، ففي بعض المقاطع المصورة لحوادث اعتراض العربات الأمريكية يخفي الأشخاص المضطرين على المشاركة وجوههم خشية من الاعتقال في حال مرّوا من حواجز قسد، ولذلك حسبما يضيف الرجل هنالك نوعان من المقاطع المصورة، نوع يظهر وقائع الاعتراض كاملة ويرسل إلى فروع الأمن في القامشلي ثم إلى دمشق، ونوع آخر يظهر جزءاً منها وينشر في وسائل الإعلام الموالية.
وحصلت عين المدينة على مقطع مصور من النوع الأول لحادثة وقعت قرب حاجز لقوات النظام في قرية القصير في 13 من شهر نيسان الجاري. في هذا المقطع يدور حديث غاضب بين مترجم الدورية العراقي والمتجمهرين، الذين يطلبون منه العلم المرفوع على المدرعة فيرد بتحد واضح "يللا امسكه!". وفي نهاية المقطع يظهر ضابط بدون سلاح من حاجز النظام، يطلب من الدورية المغادرة دون أي انفعال.
يتغير عدد الحواجز التابعة للنظام في ريف القامشلي الجنوبي خلال اليوم، ففي النهار تنتشر 4 حواجز ينتمي عناصرها للفوج 154 التابع لجيش النظام المعروف بفوج طرطب، وفي الليل يزداد عدد الحواجز إلى أكثر من 10 تشكلها بقايا الميليشيات التابعة للنظام ومعهم بعثيون مسلحون.
يقول محمد الحسين وهو إعلامي يدير موقع دجلة الأخباري المختص بأخبار محافظة الحسكة، أن بعض المشاركين في حوادث الاعتراض يرون فيها "عملاً وطنياً" يرضي النظام وحلفائه الروس. ويذكر بالحادثة التي وقعت في شباط 2020 في قرية خربة عمو، حين حاول بعض مؤيدي النظام من أبناء القرية اعتراض مدرعات أمريكية أثناء مرورها قرب القرية، قبل أن تقتل أحد المعترضين الذين كرمتهم القوات الروسية وقوات النظام في وقت لاحق على أنهم "أبطال". ويرى الحسين أن هذه الحوادث تأتي في سياق محاولات النظام والقوات الروسية إظهار رفض الأهالي لوجود الأمريكيين في المنطقة.
مثلث القرى جنوب القامشلي