- Home
- مقالات
- رادار المدينة
اتحاد خريجي العلوم الشرعية
يعرّف الاتحاد نفسه بأنه مؤسسة علمية غير ربحية من مؤسسات المجتمع المدني، تسعى إلى تأسيس مرجعية إسلامية تضطلع بدورها الريادي في بناء المجتمع السوري ونهضته، من خلال تعزيز دور الأكاديميين والخريجين الشرعيين السوريين، ومن في حكمهم من مختلف المؤسسات الأكاديمية الرسمية والخاصة، وبمختلف تحصيلاتهم العلمية. ويحظى هذا التجمع بصفة أكاديمية، لا تُحسب ولا تقتصر على تيار أو حزب أو جماعة، فهو أشبه بنقابة جامعة.
بين الفكرة والتأسيس
يقول الرئيس الحالي للاتحاد، د. عصام عبد المولى، في حديث لمجلة «عين المدينة»: فكرة الاتحاد وليدة جهود مجموعة من مدرّسي كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 2006، من أبرزهم د. وهبة الزحيلي، فكُتب وقتها نظامه الداخلي وبدأ الترويج له، إلا أنها طويت بعد عام نتيجة الرفض الأمني. وخلال الثورة أعيد إحياء الفكرة، ليعلن عن ولادة الاتحاد خلال اجتماع تأسيسي في آب 2013، ليكون أول مؤسسة أكاديمية خاصة بالسوريين أُسست في تركيا. وعقب تأسيس المجلس الإسلامي السوري، في منتصف نيسان 2014، أعلن الاتحاد الانضواء تحته كمظلّة جامعة.
عضوية الاتحاد
لا يضم الاتحاد إلا خريجي الكليات الشرعية المعترف بها، ويحصر قبول الأعضاء بالخريجين وذوي الكفاءات العلمية، وهذا ما يفسّر قلة عدد أعضائه مقارنة بهيئات أخرى، إذ يبلغون ما يزيد على مائة، خمسة وأربعون منهم من حملة الدكتوراه، ومثلهم من حملة الماجستير، فيما القلّة القليلة المتبقية من حملة الإجازة. ويعتمد النظام الداخلي للاتحاد مبدأ الانتخابات في اختيار الهيئة العامة ومجلس الإدارة والرئيس الذي تمتد ولايته سنة كاملة.
الدعم المالي
لا يحصل الاتحاد على أي دعم مالي حكومي أو غير حكومي، ويعتمد على تبرعات أعضائه، إضافة إلى الفائض المالي البسيط من الملف الجامعي الذي يديره المجلس العلمي الأكاديمي مع جامعة طرابلس. ولا يتقاضى المجلس أي أجر، كما هو حال الرئيس وأعضاء مجلس الإدارة. وقد اعتمد الاتحاد منذ تأسيسه رسم اشتراك للأعضاء، إلا أنه لا يطبّق حالياً نتيجة الظروف الصعبة لمعظمهم، خصوصاً المقيمين داخل سورية. وتنظم الإدارة اجتماعات دورية للأعضاء حسب الحاجة والظروف، يتحمل فيها كل منهم تكاليف السفر والإقامة.
النشاطات والمميزات
فعاليات الاتحاد ونشاطاته قليلة مقارنةّ بغيره، نظراً للشحّ المالي، إلا أنه يسعى بين الحين والآخر إلى تنظيم بعض الدورات والندوات الحوارية. ورغم ذلك قام مؤخراً بتأسيس مركز التأصيل والتدريب، الذي بدأ بعقد سلسلة من الدورات العلمية في عدد من المدن التركية، ومنها دورة «أصول البحث العلمي» التي انطلقت الشهر الماضي وشهدت إقبالاً واسعاً من الأكاديميين والطلاب السوريين. وتسعى الإدارة الحالية إلى تعزيز مكانة هذا المركز ليكون مرجعية معتمدة في إعطاء الدورات التخصصية في أنحاء تركيا.
الملف الجامعي
أحد أبرز إنجازات الاتحاد، التي قدّم عبرها خدمة جليلة للطلاب السوريين المستجدين والمنقطعين عن الدراسة، هي توقيعه اتفاقية تعاون أكاديمي مع جامعة طرابلس اللبنانية، مُنِحَ بموجبها حق افتتاح أفرع للجامعة في المدن التركية، ضمن تخصّصي الشريعة واللغة العربية، بمراحلهما الثلاث (ليسانس، ماجستير، دكتوراه). إذ يُسمح للاتحاد بتدريس مواد الجامعة كافة، وعقد الامتحانات ومناقشة الرسائل أيضاً، ويحصل الطالب بعدها على شهادة معتمدة من الجامعة الأم في لبنان، بخلاف الجامعات السورية الأخرى في تركيا، والتي لا يزال معظمها يصدر شهادات غير معترف بها!
كما أن للاتحاد حرية اختيار الكادر الأكاديمي بشكل كامل، وهم من السوريين كما هو حال الطلاب أيضاً. وقد توسعت شعب الاتحاد الجامعية في الولايات التركية لتشمل كلاً من: إسطنبول، غازي عنتاب، أنطاكية، أورفا، كلّس.
وأفاد رئيس الاتحاد أن الإدارة تدرس خطة لتوسيع الاتفاقية مع جامعة طرابلس لتشمل أقساماً أخرى غير الشريعة واللغة العربية، كإدارة الأعمال والقراءات القرآنية، كما تنوي زيادة عدد الشعب في الولايات التركية، إضافةً إلى شعبة في المناطق المحررة داخل سورية.