يُمنع دخول الجمهور: المواطن بشار الأسـد يتأهـل إلى نـهائيّ الــتشامبيونزليغ!

أجمل نهفات وكالة أنباء النظام (سانا)، الحصرية والوحيدة والتي تزداد شباباً منذ أربعين عاماً، هو إدراجها عبارةً ساحقةً ماحقةً أحرجت بها العالم الذي ينتقد مصداقيتها. وردت العبارة في خبرٍ نشرته الوكالة تحت عنوانٍ عريضٍ وصادم: "المحكمة الدستورية العليا تعلن تلقيها 6 تظلّماتٍ قبل الإعلان النهائيّ لأسماء المرشحين لانتخابات الرئاسة"، مع التركيز على كلمة "تظلّمات"!

تلك العبارة "المفخّخة" التي دسّتها (سانا) في الخبر، والتي "سحقت المعارضة سحقاً أبدياً"، بحسب زعم جهابذة الاعلام في القصر الجمهوري، تتمثل بورود اسم رأس النظام بشار الأسد كثالث المرشحين لرئاسة الجمهورية وليس أولهم. أجل، هو ثالثهم. فقد ورد في الخبر الساحق ما يلي، وبالحرف الواحد: "وكانت المحكمة الدستورية العليا أعلنت منذ ثلاثة أيامٍ قبول طلبات الترشح لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية من السادة ماهر عبد الحفيظ حجار وحسان عبد الله النوري والدكتور بشار حافظ الأسد، مع رفض باقي طلبات الترشح المقدمة لعدم استيفائها الشروط الدستورية والقانونية"! نعم، صدّقوا ذلك. فبشار مجرّد مواطنٍ عاديٍّ وليس ديكتاتوراً تم توريثه السلطة في نظامٍ جمهوريٍّ بمباركةٍ إسرائيليةٍ وأمريكية، كما يروّج أعداء الوطن.
وبالعودة إلى المرشحين الكومبارس، اللذين ينافسان جلالة القائد المفدّى الفريق الركن المظلـــيّ المعلومــــاتيّ الدكتور الفهــــمان الدارس برّا بشار بن حافـــظ الأسد، فالسؤال يكمن هنا: "كيف حصل هذان المرشـــحان على تأييدٍ خطيٍّ من 35 عضواً على الأقل من أعضاء مـــــــجلس الدمى (الشعب)! وهذا الـــسؤال يستدعي سؤالاً آخر أكــــثر براءة: هل أخرج الأعضــــاء أسرهم قبل أن يرتكبوا هذه الحماقة التاريخية ويرشحوا شخصياتٍ غير سيادة الرئيس المظليّ الركن العدّاء الوثاب الرجّاج قاهر الدمعة بشار حافظ الأسد!
أما بالنسبة إلى شروط الترشح للرئاسة، والتي فصّلها الروس والإيرانيون على مقاس الولي الفقيه الرفيق أبو حافظ، فقد أصبح ذكرها أشبه بنكتةٍ قديمة، لا تثير الضحك بقدر ما تثير الاشمئزاز، وعلى الطريقة الأمريكية تحديداً، التي تشمئز من بشار الأسد وفي الوقت نفسه تمنع وصول السلاح الفعّال إلى الجيش الحرّ لإسقاطه!
وبعيداً عن التهكم، ووفقاً لما أعلنه "النظام"، فإنه يشترط في المرشح لمنصب رئيس الجمهورية أن يكون متماً الأربعين عاماً، لذلك على جيل الشباب أن لا يفكر بمناصب رئاسية. وأن يكون "متمتعاً" بالجنسية العربية السورية، لاحظوا كلمة "يتمتع"، فالسوري منذ أربعين عاماً "يتمتع" بالذل والقهر وانتظار راتبه الشهري الذي لا يكفي لشراء ثلاجة أغذيةٍ محترمة. وكذلك يجب أن يشمل الاستمتاع، بحسب شروط النظام للترشح، "الحقوق المدنية والسياسية"!
ولا يمكن للشروط إلا أن تذكر شرطاً يعرفه السوري جيداً، لا سيما حينما يريد أن يتقدّم بطلب توظيف، ويتمثل بـ "ألا يكون متزوجاً من أجنبية"! وهنا يكمن السؤال الجوهريّ، هل عقيلة الممانع الوثاب العدّاء بشار الأسد سورية؟! يشكك مراقبون بذلك، وهم المراقبون أنفسهم الذين يتساءلون مراراً في تقارير قناة سما التشبيحية الكريمة!
وفي غمرة هذا الحدث التاريخيّ المجيد، الذي يوازي ضخامة الحركة التصحيحية المجيدة بقيادة الأسد الأب، التي ارتقت بالبلاد إلى مصافّ الدول الراقية، بعد أن مدّت خطوط الهاتف الأرضيّ إلى المدن، وعبّدت الطرقات، ومنحت الأرض لمن يعمل بها، وريّفت المدن؛ فإننا يجب أن لا ننسى أمراً جاء قبل تأهل الكومبارسين حجار والنوري، وهو إعلان المحكمة الدستورية العليا الإسهال الرئاسيّ، إذ تم قبول 24 طلباً للترشح إلى رئاسة الجمهورية، الأمر الذي أثار الغيرة في أعتى الديمقراطيات العالمية، فقد تواردت الأنباء عن استياء رؤساء السويد وسويسرا وألمــــانيا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا من الحال الديمقــــراطية المـــــزرية في بلادهم مقارنة مع سورية.
على من بقي مـــــــن السوريين الرهائن داخل المدن والقرى أن ينتظروا تاريخ 3 حزيران 2014، وتحديداً في الساعة السابعة صباحاً مع زقزقة العصافير، ليمارسوا حقهم الديمقراطيّ باختيار مرشحهم لرئاسة "سوريا الأسد". ارقـــصوا.. غــــــنوا.. افرحوا.. ثورة.. ثورة.. ثورة.