وعودٌ أمريكيةٌ مجدّداً... وكوارث سورية تتفاقم

هادي البحرة

من جـــديدٍ، صـــدّرت الإدارة الأمريكية موقفها من القضية السورية على لسان دانيال روبنستاين، المبعوث الأمريكيّ لسوريا، وذلك بعد أشهرٍ من الأخذ والردّ حول تسليح فصائل معينةٍ من المعارضة، وبعد جدالٍ حول تصريحات سفير الولايات المتحدة السابق في سوريا،
روبرت فورد، الذي لام الرئيس الأمريكيّ باراك أوباما على التردّد حيال تسليح المعارضة، وعدم اتخاذ قراراتٍ جريئةٍ تجاه القضية السورية.
وقال روبنستاين، في مقابلةٍ مع مجموعة من الصحافيين العرب أجراها هاتفياً، إن الولايات المتحدة واضحةٌ في استراتيجيتها في سوريا، والتي تتركز حول "دعم المعارضة المعتدلة والشركاء الدوليين لإحداث انتقالٍ سياسيٍّ يبعد بشار الأسد عن السلطة". وكرّر روبنستاين الوعود الأمريكية بتدريب وتسليح المعارضة السورية، قائلاً إن الإدارة الأمريكية تقدّمت للكونغرس بطلب الإسراع بتقديم مبلغ 500 مليون دولار، وعد بها الرئيس الأميركيّ لتدريب وتسليح المعارضة السورية، متهماً الكونغرس بالتباطؤ.
وكان روبنستاين قد أجرى جولةً في المنطقة، شملت تركيا ومصر، التقى خلالها الرئيس الجديد للائتلاف الوطنيّ السوريّ، هادي البحرة، ومسؤولين آخرين. وقد عبّر روبنساتين عن أمله في أن يقوم البحرة بتوحيد صفوف السوريين في المعارضة. ونفى روبنستاين بشكلٍ نهائيٍّ وجود أية فكرةٍ لدى الولايات المتحدة للتعاون مع نظام الأسد في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يسيطر على جزءٍ كبيرٍ من الأراضي السورية والعراقية حالياً.
من جهةٍ أخرى، سرّبت مصادر مطلعةٌ لوسائل إعلامٍ عربيةٍ أن مندوبين من وزارة الدفاع الأميركية قدّموا خطةً لتدريب 2300 مقاتلاً من الجيش الحرّ خلال 18 شهراً تبدأ من تاريخ إقرار الميزانية، فيما اعترض أعضاء في الكونغرس مؤيدون لمساعدة المعارضة السورية على الخطة، متهمين الإدارة الأمريكية بعدم الجدية في الطرح.

 

عفو الأسد لم يطبّق

قالت منظماتٌ حقوقيةٌ إن نظام الأسد تحايل على العفو العامّ الذي أصدره رأس النظام عقب نجاحه في "الانتخابات الرئاسية"، إذ لم يتم إطلاق سراح مئاتٍ من شملهم العفو. وفي الوقت الذي أعلنت فيه وكالة أنباء النظام إطلاق سراح 2445 معتقلاً، أشارت المنظمات الحقوقية إلى شهاداتٍ من محامين رصدوا تنفيذ العفو شككوا فيها بهذا العدد، وقالوا إن عدد المفرج عنهم لم يتجاوز 1300 معتقلٍ في أحسن الأحوال، بينهم المئات ممن سجنوا بتهمٍ جنائيةٍ لا علاقة لها بالثورة، وذلك من بين عددٍ كبيرٍ من المعتقلين والمختفين قسرياً يصعب رصده.

مساعداتٌ تدخل ريف دمشق دون إذن النظام

أعلن برنامج الأغذية العالميّ، التابع للأمم المتحدة، أن أعضاء من البرنامج أدخلوا مساعداتٍ إنسانيةً إلى المعضّمية في ريف دمشق، والتي تحاصرها قوّات النظام. وهذه المساعدات من ضمن القوافل التي دخلت إلى سوريا عبر مدينة الرمثا الحدودية شمال الأردن، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدوليّ الذي قضى بدخولها دون الحاجة إلى موافقة حكومة الأسد.
وأعلنت إليزابيث بيرز، المتحدثة باسم البرنامج، أنه تمّ توزيع ما مجموعه 2900 حصةً غذائيةً حتى الآن على 14500 شخص، وأنه كان يفترض أن تستغرق هذه العملية في الأساس أربعة أيام، لكن وكالات الأمم المتحدة قرّرت تمديدها ثلاثة أيامٍ أخرى لمساعدة أكبر عددٍ ممكنٍ من الأشخاص.

كوارث سورية على لسان منظماتٍ أممية

أصدرت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بياناً مؤخراً عبّرت فيه عن تخوّفها من نقص المياه في سوريا بسبب الجفاف، وقالت إن الأمطار كانت شحيحةً ما أدّى إلى ضعف مستوى المياه، كما أن منشآت توصيل المياه وتنقيتها تضرّرت كثيراً بسبب النزاع.
ونقلت وكالة فرانس برس عن الهلال الأحمر العربيّ السوريّ قوله إن تراجع كمية الأمطار خلال الشتاء، وحرارة الطقس، أثّرا كثيراًً على المحاصيل الزراعية، ما أضرّ بالأمن الغذائي في معظم المحافظات، وخاصةً في حلب والحسكة ودير الزور والرقة.
وأشــارت المنــــظمة إلى أن المــــلاجئ التي قطنها النازحون السوريون غير صحية، مضيفةً أن المياه الملوثــــــــة تسبــــبت في انتشار حالات الإسهـال والالتهـــــــاب الكبدي الوبائي والأمراض الجلدية.