لا يثق إلا بمرآته ..خمس مراحل وخمس فرضيات لانهيار الأسد

تساءل رجل عجوز من البوكمال بدير الزور: «ياخي.. كلشي فهمته .. وهظمته .. بس أنو هالتشلب إبن التشلب ما يبطّل بخطاباته ينكث بالفصحى !! بي مخلوق بالدنيا يحتشي النكثة بالفصحى ؟!! .. هسّع شلون أظحك أنـــي ؟».

المرحلة الأولى

يقف بشار الأسد كل صباح أمام المرآة، يحدّق لحظات في وجهه،
ثم يقول بصوت خافت في غفلة عن زوجته وأطفاله: (أنا الرئيث).
فرضية رقم 1: تفتح زوجته عينها وتلمحه أمام المرآة يتحدث إلى نفسه، فتتظاهر بالنوم وتقول في قلبها: (جنت بطتي).

 

المرحلة الثانية:

يخرج إلى حديقة المنزل ويجلس بيده هاتفه الذكي المتطور، ويبدأ بإجراء اتصالاته المهمة، ويستمع إلى كبار ضباطه العسكريين والأمنيين حول الأوضاع العسكرية في البلاد والانتصارات المبهرة في معارك جيشه للقضاء على المسلحين

والإرهابيين في كل المدن السورية، ثم يغلق الهاتف،  و يتوجه إلى المرآة مرة أخرى ويحدق بوجهه ويعصر قبضتيه متمتماً: «أنا قوي».
فرضية رقم 2: تحضر الخادمة الروسية وتقدم له كوب حليب خال من الدسم  وقطعة حلوى، ويبدأ بالتهامها حالماً بعالمه السحري متخيلاً نفسه يقرقع كاسة متة وسط القرداحة بين الدجاج والبقر وأغنيات ريفه الشعبية، وتجلس إلى جواره (هديل) وتطعمه بيدها حبات العنب.

 

المرحلة الثالثة:

يتوجه إلى مكتبه ويتابع على شاشة البلازما الكبيرة قناة الجزيرة والعربية والأورينت وروسيا اليوم والـ بي بي سي وفرانس 24، أثناء متابعته لنشرات الأخبار يدوّن ملاحظاته على ورقة صغيرة، ثم يقوم بإصدار أوامره لكبار قادته ومديري أعماله ووزرائه ويؤكدون له أنهم سينفذون كل تعليماته بحذافيرها (الباطنية والظاهرية)، ويعود إلى المرآة ويحدق بوجهه مبتسماً قائلاً: «ثأنتصر».
فرضية رقم 3: تدخل زوجته بين الفينة والأخرى مرتدية ثوباً باريسياً أو إيطالياً جديداً وتأخذ برأيه فيومئ لها برأسه مع نصف ابتسامــة بلهـــاء بعلامـــات الرضا.

 

المرحلة الرابعة:

مساءً، وبعد تناول وجبة الغداء وإغلاق موبايله عدة مرات بوجه اتصالات بان كي مون والأخضر الإبراهيمي، يتصل  بكبير الضباط الإيرانيين المتمركزين في إحدى أبنية حي المزة فيلات ليقدم له الملخص اليومي حول حصيلة (قتلى المدنيين) وإنجازات قواته المسلحة في تدمير المدن، ويتلقى من الضابط الإيراني تعليمات اليوم المقبل والمراسيم التشريعية التي يجب أن يصدرها.
فرضية رقم4: قبل تناوله وجبة الغداء التي تشرف عليها زوجته، يتفرّس في وجهها قليلاً ثم يطلب من خادمه الموثوق تذوق الطعام والانتظار ساعة حتى يهضمه، ثم يتوجه إلى المرآة ويتأمل وجهه ضاغطاً على أسنانه بلؤم وخبث: «لن يغتالني أحد».

 

المرحلة الخامسة:

عند السهرة، يتصفح الإنترنت ويغوص في التعليقات والمقالات المعارضة، فيقرأ تساؤلاً فجّاً لأحدهم الذي كتب ستاتوس على صفحته الفيسبوكية: «لماذا بشار الأسد لا يشبه والده ولا إخوته باسل وماهر ومجد؟! كلهم أصحاب رؤوس جبلية كبيرة، أما هو فإنه نسخة طبق الأصل عن الأمين السابق لحزب البعث صلاح جديد والذي انقلب عليه والده حافظ منذ أربعين عاماً..».ويقرأ ستاتوس لآخر كتب: «جايينك يا إبن أنيسة..» وآخر كتب: بعدد الرصاص الذي أطلقه ويطلقه جنود أنيسة الخسيسة .. يلعـــــــــن روحـــــــــك يا حافـــــــظ.
ويقرأ أيضاً:  هل سيخلع ماهر بيجامته ويرتدي البدلة العسكرية؟ سؤال برسم وزير الأوقاف الشبيح عبد الستار السيد، ويثيره ما كتبه أحد المتآمرين على نجاحاته: « يا بشار ..بنصحك تتخلى عن تقديم وجبة تعريف المثطلحات في كل خطاب ومقابلة لأنها أثبحت موضة قديمة  لن تقنع فيها إلا قرودك بأنك فهمان ودارس ببلاد برّا .
فيتجهّم وجهه متوجهاً إلى المرآة، يقف أمامها غاضباً ويتمتم:
«ثأبيدكم ..أنا الرئيث».
فرضية رقم 5: تتصل به (هديل) وتقول له : «افتح الانترنت يا بطة» ليطلع على صورها الجديدة وهي شبه عارية.
كل ليلة، يرى في منامه عشرات الألوف من الدجاج والبقر يحيطون بقصره وهم يبقبقون ويخورون بلا توقف، ويستيقظ ليفسر له مستشاره الروسي الحلم ساخراً: «أنهم شعبك»،
بينما تفسر والدته (التي تكره زوجته) الحلم أن البقر والدجاج هم جنوده المخلصون المنحدرون من الجبل لحمايته حتــــــــــــــــى النهاية.