على وقع الهزائم في حلب: صراعاتٌ في صفوف الشبّيحة

لم توفر صفحات الشبّيحة في حلب على موقع facebook بعضها البعض من الاتهامات، بعد الهزائم الأخيرة التي تلقتها مجاميع العصابات الأسدية بمختلف تسمياتها في ميادين القتال. فهاجمت صفحة "عشاق العقيد النمر"، أي عشاق السفاح سهيل حسن، مجموعةً تشبيحيةً أخرى هي اللجان الشعبية، بقولها: "يا سفهاء وأوغاد اللجان الشعبية بحلب، سرقتم أهل حلب ونهبتم وتطاولتم ووو وخنتم جيشنا في العديد من المعارك وانسحبتم كالجبناء". وأكدت الصفحة أن اللجان حاولت اغتيال قائد ما يسمّى لواء القدس، وهي عصابةٌ فلسطينيةٌ تنشط في مخيم النيرب وتقاتل إلى جانب قوّات الأسد. فحاولت الصفحة إثارة الرأي العام المؤيد ضد اللجان في خبرٍ مثيرٍ لقطعان الشبيحة عنوانه "محاولة اغتيالٍ فاشلةٍ لقائد لواء القدس الفلسطيني"، جاء في تفاصيله "بعد أن سطر لواء القدس أروع ملاحم البطولة والشرف، وكان فدائية اللواء من أول الأبطال الذين صدوا هجمات الإرهابيين على حلب... وهم أول من ساند بواسل جيشنا العربي السوري ...فكان الجزاء أن يتعرض قائد هؤلاء الأبطال لمحاولة اغتيال، وللأسف من قبل عناصر تابعة للجان الشعبية بحلب".
وشككت صفحة "عشاق العقيد النمر"، وصفحاتٌ أخرى حليفة، بشجاعة مقاتلي اللجان الشعبية، التي تطلق على نفسها اسم (قوات الدفاع الوطني – حلب). واتهمتها بالجبن والهروب أمام هجمات مقاتلي الكتائب المعارضة، وخاصةً في معارك الراموسة. لتردّ "القوات" على صفحتها الرسمية بالقول: "تنويهٌ هامٌّ جداً.. للتعميم والنشر.. تتناقل بعض الصفحات الوطنية بعفويةٍ أخباراًً منقولة من صفحاتٍ تدّعي الوطنية.. مفادها أن قوات الدفاع الوطني انسحبت من معركة الراموسة.. وتركت قوات الجيش العربي السوري وحيدةً في المعركة.. نحيطكم علماً أن قوات الدفاع الوطني في حلب لم تشارك في معركة الراموسة.. وأن كامل نشاطها منحصرٌ الآن في التصدّي لهجمات المسلحين في حيّ الزهراء". ولم تكتف صفحة القوات بدحض الاتهامات بل غمزت من طرف صفحة "عشاق النمر" وشككت في إخلاصها واتهمتها بمحاولة بث الفتنة: "إن صفحة عشاق العقيد النمر هي صفحةٌ قد تم وضع العديد من إشارات الاستفهام حولها.. وفيما بعد تم التأكد من أن المسؤولين عنها يحاولون بث التفرقة في صفوف القوات المقاتلة في حلب.. وبث الشائعات ليفقد أهل حلب ثقتهم بالجيش العربي السوري والقوات المقاتلة في حلب".
لا تتوقف الاتهامات المتبادلة بين هذه العصابات الإجرامية بل تزداد وتيرتها يوماً بعد يوم، وخاصةً في الأوقات الحرجة لها مثل هذه الأيام. مع تراجعٍ ملحوظٍ لأهمية "كتائب بشار" أو ما يعرف الآن بـ"الجيش الأسديّ"، الذي تحوّل في أدائه وعقيدته القتالية إلى مجرّد عصابةٍ حليفةٍ لتلك العصابات.