رائدة وقاف وسائقها البوبكي .. عين على الشوكولا وعين على منصب وزير الإعلام

رائدة وقاف - عمر بوبكي

بالطبع ستكون مدينة دمشق "كنز أحلام" للمذيعة في تلفزيون النظام رائدة وقاف كما كتبت في صفحتها بموقع فيسبوك، وستظل كذلك بالنسبة إلى هذه المرأة الخمسينية. ففي دمشق أول تسعينيات القرن الماضي أمسكت الفتاة الريفية القادمة من ضيعة "بيت وقاف" بريف طرطوس بطريق صعودها الخاص، رغم قدراتها الذاتية المتواضعة.

في البداية كانت زوجة عمها المذيعة الشهيرة ماريا ديب، عرابة أولى لها قبل أن تتزوج بنظام السمرة الضابط في قصر حافظ ثم بشار "الجمهوري"؛ وبدعم الزوج ثم بدعم بثينة شعبان مستشارة الأسد صارت رائدة وقاف مديرة غير رسمية في تلفزيون النظام، يحاول الجميع التودد لها ورشوتها بما يستطيع. غير أن سنوات "العز" كانت بين العامين (2015-2018) حين عينت مديرة لقناة دراما، فحولتها إلى وسيلة ترويج ودعاية لشركات يملكها رجال أعمال نافذون.

فمن شركة كيا المملوكة لسامر فوز التي حظيت بعناية دعائية خاصة من قناة دراما، قبضت الوقاف أمولاً طائلة ومثلها "شوكولا زنبركجي" التي كانت تظهر بدعايات في كل نصف ساعة عرض على شاشة الوقاف. وفي شهر رمضان من كل عام تفتتح بازاراً خاصاً لشركات الإنتاج التلفزيوني، ومن تدفع أكثر تحتل ساعات الذروة بعد الافطار، فضلاً عن تأجير كاميرات القناة بمصوريها لحفلات الأثرياء وأعراسهم.

من عوائد قناة دراما، وبسواعد مجندين من عساكر زوجها الذي نقل من القصر إلى الأركان، بنت رائدة قصراً في الضيعة ينافس قصور كبار الضباط في الضيع المجاورة، وعلى باب مبنى الإذاعة والتلفزيون كانت تصطف السيارات حاملة الهدايا خاصة من "شوكولا زمبركجي" بكميات تجارية يتكفل العسكري المجند لدى زوجها عمر بوبكي -وهو سائق ومرافق ووكيل أعمال في الوقت ذاته- بشؤون نقلها إلى مساكن العرين حيث تسكن الوقاف بمنزل عسكري لزوجها، أو يدخلها إلى مكتب المديرة حيث تخزن مؤقتاً حين يضيق المنزل بالهدايا. 

في المكتب، في أوقات الفراغ، كان يطيب لرائدة أن تتفقد الهدايا المكدسة، زجاجات العطر والويسكي والألبسة والأحذية والحلويات المحفوظة، وفي حالات النقص لا تستثني الموظفات في مكتبها من دائرة الاتهام بالسرقة، فتحقق -بمساعدة البوبكي وبناء على وشايته- مع الجميع، فطردت السكرتيرة رؤى العلي بتهمة سرقة لوح شوكولا، ثم طردت السكرتيرة رولين حسن بتهمة سرقة فناجين قهوة مذهبة.

في الأعلى في قصر بشار كانت الحرب مستعرة بين مستشارتيه بثينة شعبان ولونا الشبل، وكانت الكفة تميل لصالح الشبل التي نجحت بتعيين تابعها عماد سارة وزيراً للإعلام في كانون الثاني من العام الماضي، وبدوره بدأ بحملة ضد أتباع بثينة، فيعزل رائدة وقاف من منصبها مديرة لقناة دراما ويرجعها مجرد مقدمة أخبار.

ورغم العزل المهين ب"فاكس" وصل مكتبها في وقت متأخر وأثناء تقديمها لبرنامج "نساء في الحرب" على الهواء، لم تيأس رائدة وقاف أو تستسلم، إذ عادت لتنشّط علاقاتها وروابطها في دوائر نفوذ شتى من آل مخلوف إلى القرداحة إلى القصر، مصممة على الصعود مجدداً وعينها على منصب السارة ذاته كي تكون وزيراً للإعلام في اللحظة المناسبة، وما يزال سائقها المجند البوبكي متفائلاً بنهوض معلمته، متوعداً الشامتين من موظفي التلفزيون بالعقاب