درعا تحرّر المزيد من مناطقها.. وعين العرب في يد الأكراد

أكراد كوباني يحتفلون بالنصر - وكالة AFP

تجدّد الجبهة الجنوبية، الأكثر استقراراً واتزاناً، عملياتها ضدّ النظام السوريّ. فما إن تحرز قوّات الثوار تقدّماً في درعا، حتى تبدأ برسم خطة التقدّم التالي. ليكون سقوط ألوية ومواقع النظام العسكرية في المحافظة الجنوبية سقوطاً متسلسلاً، وهو ما شهدته الأشهر الماضية. إذ لم يمرّ شهرٌ دون إحراز تقدّمٍ جديدٍ، تُجبَر وسائل إعلام الأسد على الاعتراف به، ووفق طريقتها المعروفة في تفسير هزائمه العسكرية. غير أن الهزيمة الأخيرة دفعت النظام إلى توعّد جنوده بالمحاسبة، واتهامهم بالخذلان وتسليم المواقع للثوّار.
كان التقدّم الأهم خلال الأيام الماضية هو سيطرة الثوّار على اللواء 82، وهو أحد أكبر ألوية الدفاع الجويّ في سوريا، وأكثر المواقع التي يعتمد عليها النظام في المنطقة كمركز تجمعٍ للقوّات، ومربض آليات، ومنطلق قصف. وجاءت السيطرة بعد معارك عنيفةٍ خاضها الثوّار حول اللواء انتهت باقتحامه والسيطرة على مجمل الأسلحة في داخله، وأسر عددٍ من الجنود والضباط بينهم قائد عمليات هذا اللواء.
وبعد اللواء 82 تبدو جبهة الشيخ مسكين أهمّ الوجهات التي يسعى الثوّار إلى حسم المعارك فيها حالياً، لأنها من معاقل النظام الرئيسية في المحافظة. وتميل الكفّة في الشيخ مسكين للثوّار، بعد تمكّنهم من التقدّم داخل البلدة، وسيطرتهم على مراكز هامّةٍ فيها.

عين العرب في يد القوات الكردية

بعد أشهرٍ من المعارك التي شهدتها مدينة عين العرب/ كوباني في محافظة حلب، بين مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"/ داعش والمقاتلين الأكراد مع بعض تشكيلات الجيش الحرّ، وتحت غطاءٍ جويٍّ لطائرات التحالف التي كان لها الدور الأبرز في صمود المدينة، انسحب مقاتلو داعش إلى خارجها، وأعلن المقاتلون الأكراد أن النصر قد تحقق. ليكون وقع ذلك إيجابياً على أكراد سوريا وتركيا والعراق، وعلى قوّات الجيش السوريّ الحرّ، الذي أكّد على لسان عدّة قادةٍ منه مشاركته في "تحرير" المدينة.
وفي سياقٍ ذي صلةٍ شهدت مدينة الحسكة مواجهاتٍ عنيفةً بين قوّات الأسد وفصائل المرتزقة المحليين، مما يسمّى بـ"الدفاع الوطنيّ"، من جهة، وبين قوّات حماية الشعب الكردية، من جهةٍ أخرى. وأدّت الاشتباكات إلى خسائر بشريةٍ في صفوف الجانبين، فيما تردّدت أنباءٌ عن مبادرات تهدئةٍ وتفاهماتٍ على تبادلٍ للأسرى، بالرغم من إحكام المقاتلين الأكراد سيطرتهم على المدخل الشماليّ للمدينة وإزالة صور وأعلام الأسد.
ومقابل معركته في الحسكة، لم تبدُ أهداف النظام السوريّ هناك عسكريةً، ولا مشكلته فقط مع الفصائل المسلحة في المنطقة، إذ قام طيرانه باستهداف سوقٍ للأغنام في منطقة الخنساء جنوب تل حميس، ما أدّى إلى مقتل أكثر من 75 مدنياً وإصابة 100 آخرين.

يومٌ من القصف الصاروخيّ على دمشق

استهدف جيش الإسلام، من معقله في الغوطة الشرقية، مراكز لقوّات الأسد في العاصمة دمشق بالقذائف الصاروخية، وفق ما أعلن زهران علوش، قائد هذا الجيش، والذي هدّد في وقتٍ سابقٍ بشنّ هجماتٍ انتقاميةٍ إثر تكثيف الغارات الجوّية لطائرات الأسد على بعض مدن الغوطة، مخلفةً عشرات الشهداء في كلّ مرّة.
ورغم اقتـراب مواقع سـقوط صواريخ جيش الإسلام من مراكز عسكريةٍ وأمنية، إلا أن ضحاياها كانوا بمعظمهم من المدنيين، فقد تأكد مقتل خمسةٍ وإصابة العشرات بجروحٍ متفاوتة. ليتوقّف القصف بعد موجة انتقاداتٍ عنيفةٍ أطلقتها مجموعاتٌ وهيئاتٌ وشخصياتٌ ثوريةٌ مختلفةٌ طالت تصرّف علوش، في حين واصلت طائرات الأسد وصواريخه ومدفعيته دكّ الأحياء السكنية في مدن وبلدات ريف دمشق.

جبل الأربعين معركةٌ إستراتيجيةٌ للثوّار

تزداد حدّة المواجهات بين قوّات النظام والفصائل المقاتلة للثوّار في منطقة جبل الأربعين بريف إدلب، حيث تحاول هذه الفصائل السيطرة على الجبل ومركزه أريحا، مما قد يخرج طريق حلب اللاذقية الدوليّ عن سيطرة النظام. وتعدّ السيطرة على جبل الأربعين -في حال تحققت- خسارةً هائلةً للأسد في الشمال السوريّ، بعد فقدانه أكبر معاقله في معسكري وادي الضيف والحامدية مؤخراً.